مرصد مينا

في اكتشاف أثري حديث نشرته مجلة “اكتشافات أثرية”، كشف الباحث الياباني أكيو كاتو من جامعة كاناغاوا عن مفاجأة هندسية في تصميم أهرامات الجيزة في مصر.

وخلافاً للاعتقاد السائد بأن الأهرامات تمتلك أربعة أوجه، أظهرت الدراسة أن الأهرامات الكبرى، وعلى رأسها الهرم الأكبر، تتألف من ثمانية أوجه، وليس أربعة كما كان يُعتقد سابقاً.

يعتمد هذا الاكتشاف على دراسة دقيقة للهيكل الهرمي باستخدام تقنيات تصوير جوية حديثة.

وأوضح كاتو أن كل وجه من الأهرامات ينقسم إلى قسمين بواسطة خط مركزي ينحدر من القمة إلى القاعدة، مما يجعل الوجوه تنحني قليلاً نحو الداخل، ليظهر الشكل الحقيقي للأهرامات من الأعلى، في حين يبقى خفياً عند النظر إليها من الأرض.

كما أكد العالم الياباني أن هذه الظاهرة لم تكن خافية تماماً عبر التاريخ، إذ تعود أولى الملاحظات بشأن الانحدار الطفيف في الأهرامات إلى الصور الجوية التي التُقطت في أربعينيات القرن الماضي.

من جهته، أشار عالم الآثار البريطاني فليندرز بيترى إلى وجود هذا الانحدار في رسومات توضيحية. وفي عام 1975، لاحظ العالم إي. إس. إدواردز نفس الظاهرة خلال دراسته للأهرامات.

ويقول كاتو إن هذا التصميم لم يكن مجرد صدفة، بل يُعتقد أن المصريين القدماء تبنوه لتعزيز استقرار الأهرامات ومقاومتها للعوامل البيئية القاسية مثل الضغط الجاذبي والزلازل والعواصف الممطرة التي تعرضت لها المنطقة على مدار 4500 عام.

وأوضح أن التصميم المقعر ساهم في توزيع الأحمال بشكل متساوٍ على الهيكل، مما عزز من متانته وقدرته على الصمود أمام التغيرات البيئية القاسية، حيث واجهت الأهرامات أكثر من 500 عاصفة مطرية على مدار تاريخها.

ويُعد هذا الاكتشاف خطوة جديدة نحو فهم أعمق للهندسة المعمارية المذهلة التي استخدمها المصريون القدماء، مسلطاً الضوء على عبقريتهم في تصميم منشآت ليس فقط لتحمل الزمن، ولكن أيضاً لخداع الأنظار وإبهار البشرية لآلاف السنين.