يعد التواضع من أفضل وأهم الصفات الأخلاقية الحميدة التي من الجيد جداً أن يتمتع بها المرء، إذ أن التواضع يعمل على وجود الألفة والمحبة بين الناس وبعضهم البعض، كما أن التواضع يعد أحد صفات الأنبياء والصالحين، هذا وقد حثنا الدين الإسلامي العظيم على التحلي بصفة التواضع في التعاملات الإنسانية اليومية، حيث وردت العديد من الآيات القرآنية المختلفة وكذلك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدعونا إلى التواضع مع الغير سواء كان صغيراً أو كبيراً، وفيما يلي سنقدم لكم أفضل موضوع تعبير عن التواضع بالعناصر والأفكار المتنوعة.
ما هو التواضع
يمكن تعريف كلمة التواضع في اللغةِ العربية الفصحى على أنَّها الخشوع والتذللَ، وتُعرف هذه الصفة في الإصطلاحِ الشرعيِّ بمعنى القيام بتركِ المباهاة وتجنب المفاخرةِ بكلاً من المال والجاهِ.
بالإضافة إلى التحرزِ الشديد من صفة الكبرِ، وكراهةُ تعظيمِ النفس والزيادةِ الكبيرة في التكريمِ، والرضا الشديد بمنزلةٍ وسطيةٍ بينَ كلاً من الكبرِ والضعةِ.
فلا يجب أن يرى الإنسانُ نفسه مهما علا شأنه؛ أفضلَ بكثير من غيره، كما أنه لا يقبل أيضاً أن يضعَ نفسه بمكانٍ أو مكانة يُزدرى فيها فيضيع حقه.
ومن الجدير بالذكر إنَّ لصفة التواضع عددًا لا بأس به أبداً من المرادفات اللغوية، مثل: الخشوع والتبتُّل والتذلل والإنقياد والخضوعِ والإذعانِ والقنوتِ والإستكانِ.
لا تفوت فرصة التعرف على: صفات الرسول باختصار التي ستسعد أن تعرفها
الحث على التحلي بالتواضع في الدين الإسلامي
لقد حثَّ الدين الإسلاميّ الحنيف على الإتصافِ والتحلي بالأخلاقِ الحسنةِ الحميدة، ومن أفضل هذه الأخلاق خلقُ التواضع؛ حيث إنَّ النَّاس أجمعين من بني آدم.
فلا فضل لأيّ أحدٍ منهم على غيره من بني آدم إلَّا بالتقوى، ومن هذا المنطلق وجبَ على كل إنسان التواضعُ لجميعِ خلقِ الله سبحانه وتعالى من المؤمنين.
فقد قال الله سبحانه وتعالى في ما ورد في سورة الشعراء ما يدل على ذلك، حيث قال تعالى:
(وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)
هذا وقد وصف الله عز وجل محبته الشديدة لكل المتواضعينَ من خلقه، بل حتَّى أنَّه قام بتقديم محبته الشديدة لهم على محبتهم له، وذلك ما ورد في أحد آيات سورة المائدة، حيث قال عز وجل:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ)
ومن الجدير بالذكر أن الحث على التحلي بصفة التواضع بين الناس لم يقتصر على القرآنِ الكريمِ فحسب، بل قام رسولنا الكريم بالحث على التواضع بين الناس وبعضهم البعض.
حيث وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة في سنته، وفيما يلي بعضاً منها:
قال رسول الله (صل الله عليه وسلم):
(وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى ها هُنا ويُشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ حَرامٌ، دَمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ)
قال الرسول الصادق الأمين (صلوات الله وسلامه عليه):
(وإنَّ اللَّهَ أَوْحَى إلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حتَّى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ علَى أَحَدٍ، وَلَا يَبْغِي أَحَدٌ علَى أَحَدٍ)
قال رسول الله (عليه أفضل الصلاة والسلام):
(ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ، إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ لِلَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ)
لا تفوت فرصة التعرف على: احاديث عن الاخلاق | اخلاق المؤمن التي يجب ان يتحلى بها
ثمار التحلي بصفة التواضع
تتواجد العديد من النتائج الجيدة المترتبة على التحلي بصفة التواضع، ومن أهم هذه الثمار الرائعة ما يلي ذكره:
- إنَّ التحلي بصفة التواضعَ يُوصل المؤمن إلى الفوز برضا الله عزَّ وجلَّ، كما أنه يُكسبه محبته الكبيرة.
- يعد التواضعَ أحد الأسباب الهامة التي تساهم بشكل كبير في قرب العبدِ من الله سبحانه وتعالى، وقربه أيضاً من عباد الله المتقين.
- يُعد التواضع أحد أسباب سعادةِ العبدِ الكبيرة في كلاً من الدنيا والآخرة.
- من المؤكد أن التحلي بصفة التواضعَ أحد أسباب الأمنِ الكبير من عذاب الله عزَّ وجلَّ، كما أنه سبب قوي للأمن من الفزعِ الأكبرِ.
- إنَّ صفة التواضعَ دليلٌ كبير على إكتساب المسلمِ لأفضل الأخلاقَ الحسنةِ والحميدة، وكذلك دليلٌ قوي على حسنِ خاتمته.
- إنَّ التحلي بالتواضعَ يعد سببٌ من أسباب حصول البركةِ في كلا من مال العبدِ وفي عمره، بالإضافة إلى الفوز بالنصر وحب الناس.
لا تفوت فرصة التعرف على: قصه قصيره عن الاخلاق والفضائل
التواضع خلق الأنبياء والصالحين
مما يزيد من شأن ومكانة صفة التواضع ويرفع قيمتها ويعلي من شأنها ومن شأن الشخص المتواضع بين الناس أجمعين؛ أن التواضع في الحقيقة خلق الأنبياء والمرسلين أجمعين.
كما أنه سمة من سمات الأشخاص الصالحين الذين مروا على الأرض عبر التاريخ، ولولا هذه الأخلاق والصفات الكريمة والحميدة التي قد تحلوا بها لما إلتفّت حولهم جميع الأمم وإقتنعت أيضاً بكلامهم.
ومن الضروري جداً لكافة المسلمين أن يقتدوا بالأثر الصالح وأن يحتذوا حذو الأنبياء والصالحين، حتى تتمكن كافة المجتمعات من النهوض مرة أخرى.
حيث أن الأخلاق الحسنّة هي التي ترقى بالمجتمعات والأمم، كما أنها تعز مكانتها وترفع شأنها بين جميع الأمم الأخرى، فلو عاد الإنسان بالزمن إلى الوراء لرأى كيف كانت القيم والأخلاق الحميدة، وعلى رأسهم صفة وخُلق التواضع.
بذلك نكون قد تعرفنا على أفضل موضوع تعبير عن التواضع بالعناصر والأفكار المتنوعة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة محيط ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من محيط ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.