-«البرتغاليون في بحر عُمان» يضم 21 مجلدا تروي أحداث المنطقة وتاريخها
- امتد جمع وترجمة وطباعة الوثائق التاريخية حتى صدور السلسلة 36 عاماً
- الوثائق التاريخية لا تكون للقراءة والاستمتاع بل لخدمة الباحثين وإفادتهم
- سلسلة الإنجاز التاريخي «البرتغاليون في بحر عُمان» تضم 1138 وثيقة
- حاكم الشارقة: على الباحثين ضرورة الالتزام بقيم الأمانة العلمية
تحدث صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في لقاء بُث عبر قناة الشارقة، حاوره فيه محمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، عن آخر إنجازاته التاريخية الفكرية «البرتغاليون في بحر عُمان» أحداث في حوليات من 1497م إلى 1757م، ويحتوي على 21 مجلداً يروي فيها سموه تفاصيل أحداث مرتبطة بشكل مباشر بالمنطقة وتاريخها وبحر عُمان بشكل خاص.
واستهل صاحب السمو حاكم الشارقة اللقاء التلفزيوني بشرحٍ مفصل لفكرة مشروع جمع وترجمة وطباعة الوثائق التاريخية الذي يعمل عليه سموه، ذاكراً سموه أنه في عام 1985 وبعد إتمامه درجة الدكتوراه وطباعة الأطروحة في كتاب، ذهب سموه إلى مكتبة الهند في بريطانيا مقابلاً مديرها بلومفيلد، الذي كان يمتلك خلفية كاملة عن التاريخ في جميع المجالات منها المكتبات والإدارة وغيرها، وهو من حول مكتبة الهند إلى المكتبة البريطانية الكبرى بمقرها الجديد.
وأوضح سموه أنه سلم مدير المكتبة البريطانية الأطروحة، حيث أخذ يقلبها متسائلاً عن مصادر الوثائق التي جاءت فيها، سارداً سموه تفاصيل جهوده في الحصول على الوثائق البريطانية وانتقال سموه لمدينة مومباي الهندية للحصول على نُسخ من الوثائق وذلك لإتمام دراسة الدكتوراه بعد صعوبة الحصول عليها في بريطانيا، وكانت فكرة الذهاب إلى مومباي من سيدة هندية عجوز كانت تجلس في المكتبة وتعمل على أطروحة، وأوضحت لسموه أن مومباي تضم نفس الوثائق الموجودة في المكتبة.
وأخذ صاحب السمو حاكم الشارقة يشرح لبلومفيلد تفاصيل العقبات التي يواجهها الدارس في مكتبته، مشيداً سموه بمكتبة مومباي من حيث تفاصيل الكتب المبوبة للوثائق وسلاسة الحصول على المعلومات والمصادر، قائلاً سموه إن نفس هذه الإشكاليات التي يواجهها اليوم هنا في المكتبة البريطانية، كانت قد حصلت لسموه في البرتغال، موضحاً سموه رغبته في الحصول على الوثائق الشبيهة في المكتبة البريطانية، وقام سموه بتصوير جميع الوثائق والاستعانة بأشخاص مفرغين بعد تقديم التسهيلات من مدير المكتبة، مبيناً سموه أنه عمل نفس الخطوات في مكتبة في البرتغال للحصول على وثائق تاريخية تساعد سموه في دراسته وإصداراته.
وأشار سموه إلى أنه استعان بجهود موظفة في المكتبة البريطانية كانت تعمل في قسم الوثائق البرتغالية وتدعى فيونا ويلكي، حيث استأذن سموه مدير المكتبة بأن تُحال على التقاعد وتكفل سموه بتكاليف تقاعدها وتوظيفها مع سموه لتساعده في تجميع الوثائق البرتغالية، مشيراً سموه إلى أن المكتبة كانت تحتفظ بالوثائق البرتغالية، وذلك بعد استعادة مومباي من البرتغاليين، حيث أرادوا معرفة ودراسة المنطقة، كاشفاً سموه أن نقل وترجمة الوثائق البرتغالية للمكتبة البريطانية استغرقا 5 سنوات، عمل عليها شخص يدعى دنفر ويتحدث البرتغالية ومعه فريق عمل متمكن.
وبيّن سموه أن الوثائق البرتغالية تتناول مومباي وما وراءها وهي التي تهم الأشخاص هناك، موضحاً سموه اهتمامه لمعرفة الوثائق البرتغالية التي تتحدث عن تاريخ الخليج وبحر عُمان، وكانت فيونا حلقة الوصل بين سموه والمكتبة البريطانية للحصول على الوثائق البرتغالية، التي خصص لها سموه مكتباً في لندن، واستقطبت 4 أشخاص يتحدثون اللغة البرتغالية القديمة ويترجمونها للغة البرتغالية الحديثة، بالإضافة إلى فريق عمل يتكون من 29 شخصاً، للتعامل مع تحديات الوثائق التي تكون مكتوبة بخط اليد ومر على أوراقها زمن طويل أثرت في جودتها وحروفها وقراءتها.
وأضاف سموه أن فيونا كُلفت بالتعامل مع جميع الوثائق البرتغالية الموجودة في مراكز مختلفة حول العالم، مثل البرتغال أو إسبانيا أو منطقة غوا في الهند، حيث تتوزع الوثائق في الأرشيف الوطني البرتغالي ولها النصيب الأكبر بالإضافة إلى أرشيف الكنائس والجيوش والموانئ.
وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أنه عمل أيضاً مع شخص يدعى السيد مايكل بيندر وكان يعمل في وظيفة مسؤول مالي بشركة نفط الهلال وخصص له سموه مكتباً قريباً من منزله في منطقة يورك في الشمال البريطاني، وكانت تعمل معه سيدتان تقومان باستلام الوثائق من المكتبة البريطانية عبر نقلها لمنطقة يورك، وتقومان بتحويل الوثائق من خطوط الكتابة اليدوية إلى طباعة بالآلة الطابعة، ويقوم سموه بالتأكد من صحتها ومراجعة ما تم طباعته مع السيد بيندر عبر الاتصال الهاتفي أو عبر رسائل البريد.
وشرح سموه آلية عمل الفرق التي يأتي بعضها بالوثائق ومن ثم ترجمتها وطباعتها ويتم إدخالها كملف وترتيبها، مستعرضاً سموه وثيقة أرسلها السيد بريدم الذي وكلت له مهمة البحث والترجمة والطباعة إلى مايكل بيندر تضمنت تقريراً مفصلاً حول الخطوات وتوزيع العمل على الفريق، وكانت فيونا تعمل على توزيع النسخ حيث تبقى نسخة في بريطانيا ونسخة يحتفظ بها سموه معه، ويتم التواصل بعد توفر النسختين للمراجعة وقراءته.
وأوضح صاحب السمو حاكم الشارقة أنه تتم المراجعة والوقوف على الاختلافات في الأسماء العربية والمناطق المذكورة في الوثائق، لافتاً سموه إلى أنه وفر تعريفات على هامش كل صفحة توضح هذه الاختلافات وهي ستفيد كل من يبحث في الكتب، مشيراً سموه إلى أن العمل في جمع هذه الوثائق وطباعتها بهذه الصورة حتى صدور هذه السلسلة استغرقت 36 عاماً، بداية من عام 1989م ولغاية يومنا هذا.
وكشف سموه أنه في شهر أغسطس من عام 2006 أي بعد 18 عاماً من بدء جمع وترجمة وطباعة الوثائق التاريخية، كان سموه يصلي صلاة المغرب وتلقى سموه مكالمة لم ينتبه لها إلا في صباح اليوم التالي، وتفيد المكالمة بقدوم فيونا مساء الأمس لتسليم آخر ملف من الوثائق وتهنئة سموه باكتمال المشروع، حيث تركت نسختين من الملف الأخير، نسخة واحدة لصاحب السمو حاكم الشارقة والنسخة الأخرى للسيد بريدم، وعندما طلب سموه الاتصال بفيونا لشكرها جاء الخبر الصادم بأنها فارقت الحياة بعد تسليمها الملف الأخير وعودتها إلى مقرها.
وأشار سموه إلى أنه بعد رحيل فيونا ذهب بريدم لمكتبها وأخذ الأوراق المهمة التي نقلها لمقره وكانت مرتبة لغاية ديسمبر 2006، وكتب بريدم مذكرة باللغة الإنجليزية حول تفاصيل المشروع وتم ترجمتها للغة العربية، وخط فيها جملة قائلاً: هذه المجموعة من الوثائق والترجمات لم يقم شخص وحتى البرتغاليون أنفسهم بمثل هذا الجمع، الذي قام به الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، تم البحث في السجلات الأرشيفية في البرتغال وإسبانيا وغوا ودول أخرى عن مواد ذات صلة، وقد تم نسخ كل ما يتعلق بالخليج من الخط البرتغالي القديم وترجمته للغة الإنجليزية الحديثة.
وبيّن صاحب السمو حاكم الشارقة أهمية العمل وجمع الوثائق الذي أُنجز، والذي لا يختص بسلسلة «البرتغاليون في بحر عُمان» ومجلداته الـ 21 فقط، بل يُمكن من خلالها إصدار أكثر من 200 مجلد، والسلسلة الحالية تخص فقط بحر عُمان، مبيناً سموه طلب العديد من الأشخاص والمسؤولين كتابة ما يتصل بتاريخ الهند وشرق إفريقيا لما يمتلكه سموه من معرفة وأدلة ووثائق تعكس تاريخ المناطق المختلفة، موضحاً سموه أن هذه الوثائق لا تكون للقراءة اليومية والاستمتاع، بل لخدمة الباحثين والاستفادة منها، مشيراً سموه إلى أنه في آخر كل مجلد سيجد الباحث دليل الباحثين، الذي كتب فيه سموه ملخصات الأجزاء وتعليق سموه على الأحداث، بالإضافة إلى ترقيم الوثيقة وكتابة أرقام الصفحات وذلك تسهيلاً على الباحث.
وتناول سموه طرق الاستفادة من مخرجات هذا المشروع الذي يظهر الآن على شكل وثائق وأخرجت في صورة حوليات، مشيراً سموه إلى أن كل ملف من الممكن أن يخدم ما بين 150 – 200 وثيقة، ويستطيع الباحث من خلال قراءته الوقوف على التفاصيل والوصول لعدد من الوثائق التي تساعده في الحصول على درجة الدكتوراه، فهي منقحة والهوامش واضحة ومتوفرة باللغتين العربية والإنجليزية.
وتحدث سموه عن سبب تسمية الإصدار «البرتغاليون في بحر عُمان» وتناوله منطقة بحر عُمان التي تمتد من باكستان لغاية مضيق هرمز ومنطقة صلالة في الجنوب، سارداً سموه أحداث هذه المنطقة وطريقة عبور السفن في البحر وإبحارها مع التيارات للتنقل بشكل آمن، إضافة إلى التحديات التي تواجه السفن في تحميل البضائع من الدول المختلفة وتبادلها، وذلك عبر المرور بموانئ و«بنادر» موجودة في بحر عُمان وليست في عُمان فقط.
وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أن البرتغال لا تمتلك مركزاً على أراضي الخليج، واحتلالها للدول من خلال مراكز مختلفة، ولكن لا تقود الحروب، بل كانت قوتهم في البحر من خلال استخدام سلاح «البارود»، بينما أهالي المنطقة كانت أسلحتهم السيوف، وهذا ما يرجح كفتهم في الحرب، ويجعل استقرار البرتغاليين في الجزر، ضارباً سموه مثلاً عن مسقط وهي جزيرة تحيط بها الجبال.
وكشف سموه أن سلسلة «البرتغاليون في بحر عُمان» تضم 1138 وثيقة، وتم وضعها في ذاكرة إلكترونية باللغتين العربية والإنجليزية، وسيتم توزيع 10 آلاف ذاكرة إلكترونية في معرض مسقط الدولي للكتاب هدية للزوار، وذلك لنشر الفائدة والانتفاع منه دون مقابل تسهيلاً على الباحثين.
ووصف سموه تاريخ عُمان بالغني والمشرّف والأصيل، مستشهداً سموه بكتابة «سلطان التواريخ» الذي تناول سموه فيه تاريخ ملوك وسلاطين عُمان، ومواجهتهم للاحتلال وانتصارهم عليهم وطردهم، مشيراً سموه إلى أنه دليل على قوة الوطنية عند أهالي هذه المنطقة والبلد، بداية من زمن قوم عاد وصولاً لمحاولات الفرس لاحتلال المنطقة وثم اليعاربة والبوسعيد، الذين ورثوا شرق إفريقيا وأخرجوا منها البرتغاليين وانسحبوا منها لغاية موزمبيق، التي كانت تمتد حدود عُمان منها ولغاية «جوادر».
وعن سبب تسمية صاحب السمو حاكم الشارقة كتابه «سلطان التواريخ» علق سموه بأن السلطان هو الحجة والعلم، موضحاً سموه أن الحِجة لمحاججة الناس في تواريخهم والرد عليهم بالدليل، والعلم من خلال إصدار الكتاب بأجزائه المختلفة، مبيناً سموه أن السلسلة تناولت التاريخ القديم الغامض، ولم يواصل سموه البحث في ما هو معروف وشائع ويستطيع الجميع الوصول إليه، وقد كتب فيه الكثير من المؤرخين.
وذكر سموه دوافع البحث في الموضوع البرتغالي الذي جاء بعد الانتهاء من أطروحة في الاحتلال والافتراءات البريطانية، كان لابد من معرفة الأمر الذي جاء بهم للمنطقة، وبالبحث كانت الوثائق البريطانية توضح الصراع بين البريطانيين والبرتغاليين، وعلّل سموه دوافع وجود البرتغاليين بالدرجة الأولى احتلال القسطنطينية من قبل العثمانيين، الذي كان مركزاً للبابوية وأصدر «البابا» أمراً بمقاطعة منتجات المسلمين وكل ما يوردونه سواء القادم من إيطاليا أو مصر، وعدم التعامل والتواصل معهم.
وأضاف صاحب السمو حاكم الشارقة أن الأوروبيين كانوا يستوردون البهارات لحفظ اللحوم من رائحة العفونة وتغيير الطعم، ولا توجد لديهم منتجات قطنية وحريرية ويصعب على النساء خاصة في فصل الصيف لبس الملابس الصوفية، ولذلك كانت الحاجة مُلحة لاستيراد البهارات والقطن والحرير من الهند والصين.
وتحدث سموه عن طريق الحرير الذي يبدأ من غرب الصين انتقالاً لبلاد السند وصولاً لكرمان في شمال إيران ثم شمال سوريا وتركيا انتهاءً بدول أوروبا، موضحاً سموه أن المناطق التي يمر بها طريق الحرير تواجه في بعض الأحيان انقطاعاً بسبب الحروب أو قُطاع الطرق فتقف البضائع، مستذكراً سموه أحد الأحداث التي وقعت في شمال الهند وبالتحديد على حدود أفغانستان، ولم تستطع القافلة المرور، فأخذوا يغيرون طريق البضائع ويستخدمون نهر السند للتنقل جنوباً حتى يصلوا لبحر عُمان من مصب نهر السند، وكانت السفن تتحرك لغاية هرمز ثم إلى منطقة ماغستان ومنطقة شاميل ومنطقة توزرج من ثم إلى كرمان، لتكمل القافلة مشوارها في طريق الحرير.
وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أن بعض التجار كانوا يسلكون مصب نهر السند إبحاراً إلى صُحار وصولاً إلى مليحة ومن ثم إلى ميناء الدُّور في أم القيوين، ومن ثم تنقل البضائع إلى بلاد فارس، أو يسلكون الطريق الآخر من خلال دبا، ذاكراً سموه أن ظهور طريق دبا أشعل الخلاف بين العمانيين وضباط إسكندر الأكبر في مليحة، وذلك رغبةً في عدم انقطاع مرور البضائع عنهم، وهذا ما يفسر وجود عدد كبير من رؤوس الأسهم في منطقة مليحة.
وتحدث سموه عن الخدعة التي قام بها أهل كرمان لنقل الحرير من الصين إليهم، حيث كان ممنوعاً نقلها للخارج، سارداً سموه أن أهل كرمان أخذوا نساءهم ووضعوا بيوض الحرير في شعورهن واستطاعوا نقلها من الصين إلى كرمان، وأضاف سموه أن أغلب الاتفاقيات التي توضحها الوثائق التاريخية كانت مع الهولنديين والبرتغاليين والإنجليز ورغبتهم في شراء الحرير من الصين.
وأوضح صاحب السمو حاكم الشارقة أن أسباب وجود البرتغاليين في المنطقة يعود إلى سقوط الأندلس وانتصار المسيحيين، في الوقت الذي يقابله هزيمة المسيحيين في القسطنطينية، مشيراً سموه إلى رغبتهم في خوض حرب في المنطقة، حيث كانت الصين تمتلك أسطولًا حربياً تجارياً يصل لغاية سريلانكا «سيلان»، وتدخل في المنطقة للتبادل التجاري، موضحاً سموه أن ساحل فارس كان يضم مدارس باللغة الصينية كما أن مدينة كانتون في الصين بها مدارس فارسية.
وتحدث سموه عن عدة طرق للتجارة قديماً قبل طريق الحرير الذي كان يأتي من الخليج العربي إلى البصرة وتنتقل القوافل إلى حلب ثم طرسوس وصولاً للبندقية في إيطاليا وذلك عبر السفن، واصفاً سموه أن الطليان كانوا المتحكمين في التجارة بالبحر المتوسط، أما الطريق الآخر فيكون من البحر الأحمر ثم القصيّر وبعدها عبر القوافل إلى الإسكندرية ثم إلى أوروبا.
وكشف سموه أن الهنود البُهره هم من كانوا يتحكمون في مرور البضائع من مصر إلى أوروبا، وبالتحديد في عهد الفاطميين، وكانت عائلة كريمي هي المالكة للشركة المصدرة، وجميع العاملين فيها من نفس العائلة بداية من ربان السفينة والموظفين في المراكز، ومع خروج الفاطميين من مصر على يد المماليك خرج البُهره وانسحبوا ورجعوا إلى الهند.
ورد صاحب السمو حاكم الشارقة على ادعاءات البرتغاليين في قصة فاسكو ديغاما وقيامه بـ 6 رحلات حتى وصل لرأس الرجاء الصالح، ذاكراً سموه أنها سفن ذهبت لتستكشف وبالصدفة استطاع المرور من جنوب إفريقيا.
وتحدث سموه عن مساعدة المسلمين للإيطالي كريستوفر كولومبوس الذي أراد اكتشاف العالم الجديد ليصل إلى الهند، وقصته في مدينة غرناطة الإسبانية عندما كانت محاصرة وإصراره على الدخول للمدينة، مشيراً سموه إلى أن كولومبوس فور دخوله سأل عن المكان الذي تُبنى به السفن التي تُبحر في المحيط، ذاكراً سموه أن كولومبوس التقى بأحد العلماء المسلمين وسأله عن ركوب البحار، وقام العالم المسلم بإعطائه الخرائط والتفاصيل الخاصة بالإبحار وصولاً للهند، وهذا يدل على مرور العرب في جنوب إفريقيا قبل الجميع.
وتناول صاحب السمو حاكم الشارقة جانب الأمانة العلمية في نقل الأحداث كما جاءت في الوثائق والتاريخ دون زيادة أو نقصان، كاشفاً أنه يستعين بأساتذة من جامعات عديدة من مختلف دول العالم يساعدون سموه في القراءة والبحث عن المزيد من التفاصيل في التاريخ، عارضاً سموه أحد الكتب التي يمتلكها باللغة البرتغالية وتحتوي على وثيقة لم تظهر في البحث، ذاكراً سموه أن أحد الذين يعملون معه وهو بين سلوت مدير أرشيف الهيك في هولندا، قد قرأ وثيقة تحمل عنوان «حوليات في حكام نواب الملك» وهي إحدى مراسلات نواب ملك البرتغال، وكان النائب في منطقة «كنك» في بر فارس.
وسرد سموه ما جاء في الوثيقة قائلاً: لقد اتصلت بكايد وقمت بترتيب اغتيال الإمام سيف بن سلطان إمام اليعاربة في عُمان، مشيراً سموه إلى أن الوثيقة ذكرت أن رجلاً من أهل كايد سيشارك معهم، ومحمد بن سيف بن علي القاسمي حاكم الصير، ومحمد بن محمد بن ناصر بن جيفر المالكي، موضحاً سموه أنهم دخلوا من شمال صُحار إلى سمائل، موضحاً سموه أن الإمام كان يسلك الطريق المؤدي من مسقط إلى نزوى عبر سمائل، ولكن صادف ذلك اليوم تغيير الطريق وتم كشف مخططهم والقبض عليهم.
ويأتي ذكر صاحب السمو حاكم الشارقة هذه القصة ونشر وثيقة نائب ملك البرتغال في كتابه من أجل المحافظة على الأمانة العلمية في نقل الأحداث، ولم يخبئ سموه أو يحسن صورة القواسم في القصة وفعلهم الشنيع ومحاولتهم قتل رئيس وإمام الدولة.
وأشار سموه إلى أنه لم يكتف بذكر القصة فحسب، بل اتصل على صديقه السيد باروس في مكتبة غوا بالهند، ليستفسر عن الوثيقة البرتغالية التي تروي القصة، ولم تكن المكتبة تمتلك الوثيقة وقتها حيث استعارها البرتغاليون من المكتبة، وتحدث سموه عن جهوده في توفير الوثيقة ووجودها في مكانها، حتى لا يأتي الباحث ولا يجد المعلومة الكاملة وينقل التفاصيل ناقصة.
وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة وضعه تعليقاً في الكتاب جاء فيه، للأمانة العلمية لم أقم بإخفاء تلك الوثيقة التي بها ما يمس سمعة القواسم فقمت بنشرها كما جاءت في كتاب وثائق مجلس الدولة، وهو الجزء الثالث في موسوعة سلطان التواريخ، داعياً سموه الباحثين لعدم إغفال الحقائق في بحثهم ودراساتهم.
وتحدث سموه عن إشرافه المباشر في إخراج الكتب والإصدارات الخاصة به، كاشفاً سموه أنه يقرأ الإصدار 5 مرات، يقوم سموه خلالها بإعادة الصياغة والتعديل والإضافة، والتركيز على عدد الفقرات والأسطر والكلمات، مع مراعاة أدوات القراءة وعلامات الترقيم وتسلسل الأفكار لضمان ترسيخها في عقل القارئ وسلاسة تلقيه المعلومات.
وأضاف سموه أنه فور وصول الكتاب إلى مرحلته الأخيرة فإنه يلقي نظرة أخرى عليه قبل الطباعة، ويكون سموه أول من يقتني الإصدار ويقرأه كاملاً قراءة نقدية، مشيراً سموه إلى أنه يشيد بعمله ونفسه أحياناً وتارة أخرى ينتقد بعض ما جاء في الكتاب ويعيد صياغته، فيعيش سموه تجربة القارئ ليكون المخرَج مفيداً ويلبي رغبة القارئ، وهو أسلوب علمي من الدرجة الأولى.
واختتم صاحب السمو حاكم الشارقة حديثه في اللقاء التلفزيوني موجهاً شكره لكل من سيستمع إلى اللقاء المطول، متمنياً سموه أن تعم الفائدة على جميع، من استمع للحديث المصور أو قرأ إصدار «البرتغاليون بحر عُمان».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.