اقتصاد / صحيفة اليوم

هل تصبح كندا مخزن المواد الخام في العالم بعد قرارات ترامب والصين؟

مع تصاعد التوترات التجارية العالمية وفرض الرئيس دونالد ترامب رسوماً جمركية جديدة، وإعلان وقف تصدير عدد من المواد الخام الحيوية، باتت كندا مرشحة لأن تصبح المصدر البديل الأهم لهذه الموارد، وفق تقرير نشرته شبكة "دي دبليو" الألمانية.

الصين توقف تصدير مواد حيوية

أوقفت الصين تصدير بعض المواد الخام الحيوية اللازمة لتقنيات المستقبل وصناعات الدفاع، في خطوة تهدد الإمدادات العالمية، خصوصاً في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الحكومة الصينية ستوقف تصدير ستة عناصر أرضية نادرة يتم تكريرها بالكامل داخل الصين، بالإضافة إلى مواد مغناطيسية نادرة متخصصة مسؤولة عن 90 بالمئة من الإنتاج العالمي.
اقرأ أيضاً: هل تصبح اليابان أول دولة تحصل على إعفاء من رسوم ترامب؟
هذه المواد تُعد أساسية لقطاعات ذات تقنية عالية، بما في ذلك صناعة السيارات، والروبوتات، والطائرات المسيرة، والصواريخ.

إجراءات تنظيمية مشددة من بكين

تعمل الصين على تطوير نظام جديد يلزم الشركات بالحصول على تراخيص لتصدير مواد معينة، ما يشكل خطوة استراتيجية سيكون لها أثر واسع على الاقتصاد العالمي، وليس فقط على أمريكا، بل على أوروبا أيضاً.
لسنوات، حاولت الدول تقليل اعتمادها على الصين في مجال المواد الخام، والآن باتت الحاجة ملحة لإيجاد بدائل موثوقة.

هل يمكن لكندا سد الفجوة؟

تمتلك كندا ما يقارب 200 منجم نشط، فضلاً عن احتياطيات ضخمة غير مستغلة من المعادن الاستراتيجية. وتستحوذ على ما يقارب نصف شركات التعدين المدرجة في البورصات العالمية.
رغم أن الصين تهيمن على إنتاج العناصر الأرضية النادرة، إلا أن أكبر احتياطيات العالم منها توجد فعليًا في كندا.
اقرأ أيضاً: الدول الأكثر فقرًا مهددة بدفع الفاتورة الأكبر لرسوم ترامب
لكن محللين، مثل إنجا كاري، يؤكدون أن الأولوية القصوى لكندا حاليًا هي تلبية الطلب المحلي، وأن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه الاعتماد على كندا بشكل كامل في الأمد القصير.

أوروبا تبحث عن بدائل للولايات المتحدة

أشارت تقارير إلى أن أوروبا بدأت تنظر إلى الولايات المتحدة كمصدر غير مستقر للمواد الخام. فعلى سبيل المثال، في عام 2024، استورد الاتحاد الأوروبي ثلثي احتياجاته من البريليوم من الولايات المتحدة، و70 بالمئة من منتجات الكوبالت، و60 بالمئة من سبائك النحاس ومسحوق الفضة، و50 بالمئة من مركّزات الموليبدينوم.
وتضيف كاري أن الاتحاد الأوروبي لا يزال يعتمد أيضاً على واردات من الهيليوم والجاليوم والتيتانيوم من السوق الأمريكية، رغم تصنيفها كمصادر استراتيجية.

النفوذ الصيني في قطاع التعدين الكندي

شهدت السنوات الأخيرة دخولاً صينياً واسعاً إلى قطاع التعدين الكندي. إذ تمتلك شركات صينية حصصاً كبيرة في اثنتين من كبرى شركات التعدين الكندية، وتدير شركة "سينومين" الصينية مناجم لليثيوم والسيزيوم في مقاطعة مانيتوبا.
ويتم تصدير الليثيوم الكندي إلى الصين لإعادة المعالجة، بينما يُعتبر منجم السيزيوم التابع للشركة الصينية هو الوحيد من نوعه في أمريكا الشمالية وأوروبا.

كندا تحاول تقليص الاعتماد على الخارج

منذ نهاية عام 2022، بدأت كندا مراجعة الاستثمارات الأجنبية في قطاع المواد الخام الحيوية لأسباب أمنية. وأجبرت الحكومة الكندية ثلاث شركات صينية على بيع حصصها في شركتين كنديتين لاستكشاف الليثيوم.
كما تقدم الحكومة الكندية حوافز ضريبية وتمويلاً لتشجيع التنقيب والإنتاج المحلي، لكن التمويل الأساسي لا يزال يعتمد على استثمارات القطاع الخاص.

كندا وأوروبا.. هل يفتح المجال أمام شراكات استراتيجية جديدة؟

في ظل النزاعات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة وشركائها، من المرجح أن تتجه الشركات الكندية نحو تصدير المواد الخام إلى أوروبا، خاصة تلك التي كانت تذهب إلى السوق الأمريكية.
ويأتي ذلك في وقت تتسابق فيه الدول لتأمين سلاسل التوريد الخاصة بالمواد الحيوية، ما قد يعيد رسم خريطة التجارة العالمية للموارد النادرة خلال الأعوام المقبلة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا