خلال الحرب العالمية الثانية، انخرطت ألمانيا النازية في أبحاث مكثفة تتعلق بالأسلحة البيولوجية، وإن كان التركيز الأولي موجهاً نحو التدابير الدفاعية والمبيدات الحشرية، مدفوعاً بمخاوف من هجمات بيولوجية محتملة من قبل الحلفاء، وعلى الرغم من أن المؤرخين يشيرون إلى أن أدولف هتلر كان لديه نفور من تطوير أسلحة بيولوجية هجومية وأنه أصدر أوامر بحظرها، إلا أن الأبحاث في هذا المجال استمرت، هذا التناقض بين السياسة المعلنة والأنشطة الموثقة يشير إلى احتمال وجود فصل بين التوجيهات الرسمية والعمليات السرية، أو ربما تفسير واسع النطاق لمفهوم البحث "الدفاعي" ليشمل تطوير قدرات هجومية محتملة، فمن الممكن أن يكون نفور هتلر الشخصي قد حد من التوسع الكبير في هذا المجال، لكن التهديد المتصور من الحلفاء، حتى لو كان مبنياً على معلومات استخباراتية غير دقيقة، ربما برر استمرار الأبحاث تحت ستار الدفاع، مما أدى إلى طمس الحدود بينهما.
شملت الشخصيات الرئيسية المتورطة في هذه الأبحاث كورت بلوم وأوجين فون هاجن وهاينريش هيملر، ويبرز تورط هيملر المباشر، وحتى احتمالية تجاوزه لأوامر هتلر ، كمسار محتمل لبرامج سرية، فبصفته رئيسًا لقوات الأمن الخاصة (SS)، كان هيملر يتمتع بنفوذ كبير ويمكنه تفويض إجراء أبحاث خارج نطاق سيطرة فروع الحكومة الأخرى بشكل مباشر، بالإضافة إلى ذلك، كان هناك تبادل للمعلومات والمواد بين برنامجي الأسلحة البيولوجية الألماني والياباني (الوحدة 731) عبر الغواصات، يشير هذا التعاون إلى اهتمام أوسع من قبل دول المحور بالأسلحة البيولوجية وإمكانية وجود معرفة مشتركة أو حتى مشاريع مشتركة، إن نقل "المعلومات والعينات والمعدات" يمكن أن يعني مستوى من التطور وتقاسم الموارد ربما أدى إلى مشاريع أكثر تقدماً أو تنوعاً.
بالنسبة لمشروع "المطر الأسود" فإن البحث المعمق في المقتطفات المتوفرة يكشف عن إشارة هامة وإن كانت ضمن سياق أدبي، فالمقتطف يذكر "فقط مطر أسود من الغيوم الكدمة والمتورمة... النازيون" هذه الإشارة الشعرية، على الرغم من أنها ليست وثيقة فنية، تشير بقوة إلى وجود ارتباط مفاهيمي بين النازيين وشيء يشار إليه بـ "المطر الأسود"، ربما يتعلق بسلاح أو حدث مدمر، إن سياق "الغيوم الكدمة والمتورمة" يستحضر صوراً لشيء مشؤوم وربما من صنع الإنسان، مما يتماشى مع فكرة مشروع سري، وعلى الرغم من أن المقتطف يناقش اضطهاد النازيين للأشخاص السود ولا يرتبط بشكل مباشر بـ "المطر الأسود" كمشروع سلاح بيولوجي، والمقتطف يتناول برنامج الإبادة الألماني للأفارقة السود، فإن استخدام كلمة "أسود" في ألمانيا النازية قد يحمل دلالات عرقية، ولكن في سياق سلاح بيولوجي، قد يشير إلى مظهر أو طبيعة العامل، هذا الغموض يستدعي التنويه.
تشير بعض التقارير إلى مشاريع سرية محتملة أخرى وأسلحة مفقودة، فالمقتطف يذكر "Blitzableiter (Lightning Rod)" كاسم رمزي لإنتاج عوامل الحرب البيولوجية، يؤكد هذا وجود مشروع واحد على الأقل يحمل اسماً رمزياً في مجال الحرب البيولوجية، مما يوحي بإمكانية وجود مشاريع أخرى مماثلة، إذا كان أحد المشاريع يحمل اسماً رمزياً، فمن المرجح أن مجالات البحث الحساسة الأخرى كانت تعمل أيضاً تحت نفس مستوى السرية، بالإضافة إلى ذلك، تم تطوير العديد من مسببات الأمراض كأسلحة، مثل الطاعون والتيفوئيد والكوليرا والجمرة الخبيثة، يشير هذا إلى أنواع العوامل البيولوجية التي كان النازيون يبحثونها بنشاط وربما يسعون إلى تسليحها، كما تم إجراء تجارب على استخدام الحشرات كناقلات للأمراض (البعوض والقمل والبراغيث) لنشر أمراض مثل الملاريا والتيفوس، يسلط هذا الضوء على اهتمام النازيين بأساليب غير تقليدية للحرب البيولوجية، ربما يصعب تتبعها، استخدام الحشرات كناقلات كان يمكن أن يسمح بنشر مسببات الأمراض سراً دون اتصال بشري مباشر، كما تم إجراء أبحاث على سم البوتولينوم كسلاح بيولوجي محتمل، يضيف هذا عاملاً آخر إلى قائمة الأسلحة البيولوجية النازية المحتملة، إن السمية الشديدة لسم البوتولينوم جعلته مرشحاً مبكراً للتسليح،
تكشف نتائج بعثة ألوس حول موقف هتلر من الحرب البيولوجية أنه على الرغم من أن هتلر ورد أنه حظر الاستخدام الهجومي، إلا أن تصرفات هيملر تشير إلى احتمال وجود تناقض أو تحايل على هذا الحظر، هذا الصراع الداخلي داخل القيادة النازية ربما أدى إلى جهود مجزأة وأقل توثيقاً في مجال الحرب البيولوجية، أخيراً، تم الاستيلاء على منشأة بلوم في جيرابورغ من قبل الجيش الأمريكي في أبريل 1945، إلى جانب سجلاتها ومعداتها، قد تحتوي هذه المواد التي تم الاستيلاء عليها على مزيد من التفاصيل حول برامج الحرب البيولوجية النازية، بما في ذلك مشروع "المطر الأسود" إذا كان موجوداً، يمكن أن توفر السجلات معلومات قيمة حول نطاق هذه المشاريع والعوامل المستخدمة والموظفين المتورطين فيها، تجدر الإشارة أيضاً إلى تدمير اليابانيين لسجلات الحرب البيولوجية الخاصة بهم قبل استسلامهم، يشير هذا إلى أن المعلومات حول جهود دول المحور في مجال الحرب البيولوجية قد تكون غير كاملة بسبب التدمير المتعمد للأدلة، إن التعاون بين ألمانيا واليابان يعني أن بعض المعلومات حول المشاريع الألمانية ربما فقدت مع السجلات اليابانية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.