تم النشر في: 23 أبريل 2025, 6:55 صباحاً بسبب موقف بطولي قام فيه بإنقاذ حياة طفل كاد يفارق الحياة اختناقاً داخل غرفة اشتعلت فيها النيران بمنزل أسرته؛ تحوّل الممرض السعودي علي علوش الأكلبي؛ إلى بطلٍ تناقل نخوته مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي الأيام الماضية. بدأت الواقعة حينما شبّ حريقٌ في منزل عائلته في مركز "الثنية" التابع لمحافظة بيشة، ليتمكن رجال الدفاع المدني من إخراج الصغير الفاقد للوعي، وصادف بالقرب من الموقع وجود الممرض علي الأكلبي؛ ليستأذن فرقة "المدني" ويباشر عملية انقاذ الطفل من الموت، حيث يعاني انسداداً في مجرى التنفس بسبب استنشاق الدخان، فقام الممرض بإجراء إنعاش قلبي رئوي، وتمكن خلال دقائق من استعادة نبضه وتنفسه. موقف الفزعة والنخوة من الممرض "الأكلبي"؛ صفة متأصلة في المجتمع السعودي، وهي قيم شهد لها عديدٌ من مواقف الشجاعة في إنقاذ الملهوف والتفريج عن المكروب. يُذكر أن للممرض علي الأكلبي؛ مبادرات إنسانية عدة، منها: مشهد يرصد مساعدته لنساء آسيويات قدمن للحج في مطار جدة. اصطدامٌ بطولي وفي العام الماضي، تصدّر اسم المواطن عبدالله مدلول العنزي؛ منصات التواصل الاجتماعي بعد انتشار فيديو في محافظة الخرج يوثّق تصرفاً بطولياً أنقذ فيه طفلاً من موتٍ محقق. وفي الفيديو، ظهر "العنزي"؛ وهو يقود سيارته على أحد الطرق، وفجأة يرى طفلاً يقف في المسار الأيسر من الطريق دون حراك، بينما تقترب سيارة مسرعة من المسار نفسه. وفي لحظاتٍ ودون ترددٍ، قام العنزي بتحويل مسار سيارته لتصطدم بالسيارة المسرعة، وذلك لمنعها من دهس الطفل. في المقابل، اعتبر عبدالله العنزي؛ أن ما قام به ليس عملاً بطولياً؛ بل واجبٌ أخلاقي، مؤكدًا أن أيّ شخصٍ في موقفه كان يجب عليه القيام بالشيء نفسه. معركة الجمال أمّا الشاب محمد عيد الوابصي البلوي؛ فكانت له قصة مختلفة، حينما نجح في التدخُّل السريع لإنقاذ حياة طفلٍ يُدعى مشاري فالح؛ سقط من أعلى ظهر جمل وكاد يدهسه في سباقٍ للهجن في مدينة تبوك. وفي فيديو، ظهر الطفل "مشاري" مُتعلقاً بركاب الجمل وهو يركض في أثناء سباق بميدان "بداء" التابع لمحافظة الوجه بتبوك، إلا أنّ الشاب البلوي ألقى بنفسه بسرعة من سيارته ليمسك بالطفل الصغير قبل أن يدهسه الجمل. طفل الجوف كما أنقذت سرعة بديهة المواطن صالح حجاج الصالح؛ طفلاً في الثالثة من عمره، من حالة دهسٍ وشيكٍ، وذلك في أحد الشوارع الرئيسة في محافظة دومة الجندل بمنطقة الجوف. وكان الطفل قد انطلق باتجاه طريق الملك عبدالعزيز السريع وقت مرور المركبات بسرعة عالية؛ ليلحقه "الصالح" بشكلٍ سريعٍ ويمسك به قبل أن يتم دهسه. وأظهر فيديو الطفل وهو يركض وسط الطريق المخصّص للسيارات، فيما هبّ الرجل وقام وركض خلفه وتمكّن من اللحاق به، وإنقاذه من الدهس أسفل إطارات إحدى السيارات التي قام قائدها بتهدئة السرعة. بطولة وسط السيول وفي عام 2025، تناقل رواد منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثّق لحظة انجراف طفلٍ بسيلٍ قوي في "أحد ثربان"- شمال غربي عسير، قبل أن يتدخّل أحد المواطنين ليتمكن من إنقاذه بعد المخاطرة بحياته والنزول إلى السيل. وفي الفيديو، ظهر الطفل بينما كان يجرفه السيل بقوة وبسرعة كبيرتَيْن، فيما كان المواطن عامر بن موسى الشهري؛ ويبلغ 37 عاماً، يريد النزول لإنقاذه غير أن البعض حاولوا منعه، لكنه أصرّ على النزول واستطاع الإمساك بالطفل وإخراجه سالماً. يُذكر أن الطفل سقط في السيل بسبب انهيار رصيف كان يقف عليه مجموعة شبان، حيث تمكّن الجميع من الخروج عدا الطفل بسبب صغر سنه، وعدم تمكنه من مقاومة السيل القوي. الإنقاذ هو المكافأة وفي عام 2015، أثار موظف بشركة الخطوط السعودية إعجاب كثيرين بعدما رفض تسلُّم مبلغ 15 ألف ريال، قدّمه له مواطنٌ كمكافأة له لإنقاذه حياة طفله الذي ابتلع غطاء مشروب غازي. وكان موظف المبيعات بمطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز بتبوك، ويُدعى "شاهر الجهني"؛ قد صادف خلال خروجه من العمل عائلة تطلب المساعدة لإنقاذ طفلها الذي ابتلع الغطاء، ولحصوله على دورة في الإسعافات الأولية، تمكّن الجهني من إخراج الغطاء من خلال الضغط على أسفل بطن الطفل. وعرض والد الطفل مبلغ المكافأة على الموظف؛ تقديراً لما قام به، غير أن الموظف رفض ذلك، مؤكداً أن ما قام به هو الواجب، وأنه يُرجى المثوبة من ربه فقط. فزعة خارج المملكة ولم تتوقف مواقع الشجاعة السعودية داخل حدود البلاد؛ بل تخطّتها إلى الخارج حينما قدّم أحد الشباب السعودي من خريجي برنامج الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث في كندا، نموذجاً مضيئاً للشهامة حينما تمكن من إنقاذ طفلٍ احتُجز داخل عربة والده عقب حادثٍ مروري بين ثلاث سيارات. وخاطر الشاب ياسر الشنيف؛ بحياته وسارع لإنقاذ الطفل في موقفٍ رجولي امتدحه عليها الإعلام الكندي بعد تمكنه من إنقاذ الطفل قبل ثوانٍ من انفجار السيارة بالكامل. تجدر الإشارة إلى أن عملية الإنقاذ من قِبل الشاب ياسر الشنيف؛ تمّت بينما هو مرتدي المشلح والثوب السعودي، حيث الاحتفال بتخرجه الذي صادف اليوم نفسه.