المشاعر الإنسانية أمر غاية في الدقة ويصعب تفسيرها حتى لصاحبها نفسه، فمن الأولى أن يكون الأمر ذاته عندما نحاول فهم مشاعر الآخرين أو الحكم عليها وتحديد موقفها تجاه الأشخاص الذي يشاركوننا ذات المحيط الإجتماعي أو المواقف التي قت تكون يومية أو عابرة في أحد الأزمنة.
في زحام الكلمات وتكرار الوعود تبقى المواقف الصادقة وحدها الامتحان الحقيقي للمشاعر، فالمحبّة لا تُقاس بما يُقال، بل بما يُفعل ولا تُختبر في لحظات الصفاء، بل تتجلّى في أوقات العُسر والانكسار، ليست المحبّة ما نسمعه، بل ما نستشعره حين يثبت أحدهم وجوده دون أن نطلب حين يختصر المسافة ويأتي مدفوعًا بنداء القلب لا بسطور الرسائل.
الكلمات وإن بدت في ظاهرا سهلة ولكنها غاية الأهمية وقد تكون خطيرة في مرحلة معينة وذلك حسب التأثير الذي تصنعه على الأفراد والأفعال، فالكلمات قد تخدع وقد تُقال بدافع المجاملة أو بدافع العادة أما الأفعال فهي مرآة النوايا لا تجامل ولا تتجمّل من يُقدّرك حقًّا سيظهر حين لا يراه أحد وسيكون إلى جوارك، لا لأنك ناديته بل لأنه أدرك حاجتك ولو في صمتك فالمحبّ الصادق لا ينتظر دعوة ليكون معك لأن المحبة في أصلها لا تعرف الانتظار.
وما من مودّة حقيقية إلا وتفضحها التفاصيل الصغيرة، نظرة قلق عفويّة، سؤال يأتي في وقت الغياب، أو حضور هادئ لا يحمل معه كلمات كثيرة، بل يحمل صدقًا يُشعر القلب بالأمان.
الكلمات أمر يقاس بما تحمله من الصدق والمعاني وليست بالكم أو بالتشكيل والتنويع، فليست العبرة في عدد الرسائل ولا في تكرار العبارات بل في موقف واحد نقيّ تختصر صدقه كل ما قيل ولم يُقَل فالوفاء لا يحتاج إلى ضجيج بل يتجلّى في الأفعال الصامتة النابعة من قلبٍ لا يُجيد الادّعاء.
علّمتنا الحياة ألّا نُصدّق كل من قال «أنا هنا» ثم اختفى وألّا نُخدع بمن يُتقن الحضور في الضوء ويغيب متى ما اشتدّت العتمة، فالمحبّة الحقيقية لا تزدهر تحت الأضواء بل تظهر في لحظات الخفاء حين يرحل الجميع ويبقى أحدهم.. لا لشيء سوى لأنك تسكن قلبه وتُشغل يومه وتأتي دومًا ضمن أولوياته.
@amjaads0
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.