انتشرت أخيراً شائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام حول صدور قرار حكومي مصري يقضي بإجراء تحاليل مخدرات عشوائية تشمل جميع فئات المجتمع المصري، لكن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، نفى هذه الأنباء جملة وتفصيلاً، مؤكداً أنها عارية من الصحة. وأصدر صندوق مكافحة وعلاج الإدمان بياناً رسمياً، نفى فيه وجود أي قرار حكومي يلزم بإجراء تحاليل مخدرات عشوائية لجميع المواطنين. وأكد البيان أن القانون رقم 73 لسنة 2021 يقتصر على إلزام موظفي الجهاز الإداري للدولة، بمن في ذلك العاملون في الوزارات، والهيئات الحكومية، والمؤسسات العامة مثل النقل والمستشفيات، بإجراء هذه التحاليل. وأشار البيان إلى أن أي ادعاءات بشأن توسيع نطاق التحاليل لتشمل فئات الشعب كافة لا تمت للحقيقة بصلة. وأضاف الصندوق أن هذه الشائعة ليست جديدة، إذ سبق أن ظهرت في 2019، وتم نفيها حينها من قبل وزارة التضامن الاجتماعي. وفي تصريحات تلفزيونية، أوضح مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي مدير صندوق مكافحة الإدمان الدكتور عمرو عثمان، حقيقة الموقف، محدداً الفئات التي تخضع فعلياً للتحاليل بموجب القوانين الحالية. وقال إن التحاليل العشوائية تُجرى فقط على موظفي الدولة بموجب القانون المذكور، بهدف ضمان سلامة بيئة العمل وحماية المواطنين، خصوصاً في القطاعات الحساسة مثل النقل العام والمستشفيات. وأشار إلى أن هذه الإجراءات أثبتت نجاحاً كبيراً، إذ انخفض معدل تعاطي المخدرات بين موظفي الدولة من 8% في 2019 إلى 1.7% في 2022، وفقاً لتقارير الصندوق. أخبار ذات صلة وأكد عثمان أن الصندوق يركز على الوقاية والعلاج، وليس العقاب، مشيراً إلى أن من يثبت تعاطيه يُعرض عليه العلاج المجاني والسري في 33 مركزاً علاجياً تابعاً للصندوق في 19 محافظة. وأضاف أن خط الهاتف الساخن (16023) استقبل 92605 مكالمات خلال الأشهر السبعة الأولى من 2024، ما يعكس ثقة المواطنين في خدمات الصندوق. يأتي القانون رقم 73 لسنة 2021 في إطار جهود الحكومة المصرية لمكافحة تعاطي المخدرات، خصوصاً بعد حوادث مثل حادث قطار رمسيس في 2019، الذي أودى بحياة 25 شخصاً وتبين أن السائق كان تحت تأثير المخدرات. ويهدف القانون إلى ضمان نزاهة وكفاءة موظفي الدولة، مع فرض عقوبات صارمة مثل الفصل من الوظيفة أو السجن لمدة لا تقل عن عامين وغرامة 10000 جنيه لمن يثبت تعاطيه أو يرفض التحليل. وشدد الصندوق على أهمية التوعية العامة ضد المخدرات، مشيراً إلى حملاته الناجحة مثل «أنت أقوى من المخدرات» بمشاركة نجم كرة القدم محمد صلاح، التي ساهمت في زيادة الوعي والاتصالات بخط المساعدة.