منوعات / صحيفة الخليج

أبحاث تحذر من الوقوع في «علاقات حب» مع الذكاء الاصطناعي

قبل نحو 12 عاماً من اليوم، عُرض في صالات السينما بالولايات المتحدة وحول العالم Her بطولة خواكين فونيكس وسكارلت جوهانسون، والذي يجسد قصة حب بدت وقتها صادمة وخيالية تماماً، بين ثيودور رجل وحيد، ونظام تشغيل حاسوب يدعى سامنثا يأتي منه صوت عذب لامرأة تبدو متفهمة وقادرة على إجراء حوار معه يبرز نقاط تماس بينهما وكأنها توأم روحه.

خرج المشاهدون من صالات العرض وقتها وكأنهم شاهدوا فيلماً من أفلام مارفل، يدور حول أبطال خارقين مثل أيرون مان أو كابتن أمريكا، حيث ابتسم أحدهم ساخراً..من الأحمق الذي يمكن أن يجد شغفه مع حاسوب؟!

ولكن اليوم في 2025، وجد الناس ضالتهم في علاقات بعيدة عن مشاحنات البشر وهي تلك التي تنشأ بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، ما دفع العلماء نحو إطلاق عدة تحذيرات بشأن هذه القضية.

الباحثون يحذرون من الانخراط العاطفي مع روبوتات الدردشة الذكية.

تزايد التعلق العاطفي بين البشر ورفقاء الذكاء الاصطناعي، أبرزته جامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا، حيث أثارت تساؤلات جادة تتعلق بالسلوك النفسي والاجتماعي، بحسب ما نشره موقع New Yorker.

اللافت هنا هو كيف أن هذه العلاقات تتحول من تفاعلات عابرة إلى روابط عاطفية طويلة الأمد، وأحياناً رومانسية، وهو الأمر الذي حذر منه الباحثون.

أظهرت بيانات مقلقة أن بعض الأشخاص يتزوجون من الذكاء الاصطناعي أو يعتمدون عليه في لحظات الضيق توضح مدى تشبّه هذه الأنظمة بالبشر في نظر المستخدمين.

أثار الباحث دانيال شانك مسألة إسقاط المستخدمين لسهولة العلاقة التي يختبرونها مع الذكاء الاصطناعي على تعقيدات علاقاتهم الواقعية مع البشر، باعتبارها نقطة محورية.

وقد سجلت الصحف العالمية عدة حوادث الارتباط العاطفي بين المستخدم والذكاء الاصطناعي أبرزها واقعة انتحار مراهق أمريكي وقع في غرام شات بوت، نوفمبر الماضي.

العلاقات الرقمية قد تؤدي إلى تدمير الروابط الإنسانية التقليدية

جسّد ثيودور في فيلم Her ما يعنيه أن تكون غنياً عاطفياً من الداخل ومتحققاً مادياً ولكن محروماً من العلاقات والروابط الإنسانية الحقيقية في عالم يفرط في الاتصال عن بُعد.

ويدفع الانغماس في التواصل مع أنماط الذكاء الاصطناعي المختلفة مثل Chat gpt أو Gemini بالشخص نحو المعاناة في الحفاظ على روابط إنسانيه أصيلة في حياته الخاصة، بحسب تحليل نشرته Forbes.

وبحسب التحليل، الذكاء الاصطناعي متاح طوال الوقت تحت يديك، يسمعك باهتمام، يلقي عليك النكات، يتفهم موقفك سواء كنت ظالماً أو مظلوماً، من يمكن أن يضحي برفيق على هذا النحو مقابل روابط إنسانيه تضعه تحت ضغوط اختبار أخلاقه وطباعه في أي موقف.

الذكاء الاصطناعي يوفر تفاعلاً مستمراً دون انتقاد، ما يجذب المستخدمين.

توقعت Forbes أن يصل سوق الذكاء الاصطناعي إلى407 مليارات دولار بحلول عام 2027، حيث أصبح دمج الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية أمراً لا مفر منه.

وهناك سببان يوضحان لماذا من الممكن الوقوع في الحب مع نظام ذكاء اصطناعي وفقاً للأبحاث.

1. جاذبية الونس

يجسد ذلك ميل الإنسان إلى إضفاء صفات وميزات إنسانية، مثل المشاعر والنوايا، على الكائنات غير البشرية، ويلعب ذلك دوراً كبيراً في كيفية تفاعل البشر مع الذكاء الاصطناعي وعلاقتهم به.

قد تشمل هذه الصفات التعاطف، الفكاهة، اللطف، وحتى اللعب، ما يثير العاطفة والمودة بشكل طبيعي.

إضافة إلى ذلك، تحتوي واجهات الذكاء الاصطناعي على عناصر تصميم تحاكي الإشارات الاجتماعية والإيماءات الإنسانية، مثل تعبيرات الوجه، ونغمة الصوت، ولغة الجسد.

وكشفت دراسة أجريت في أن الوجوه التي يولدها الذكاء الاصطناعي أصبحت الآن غير قابلة للتمييز عن الوجوه البشرية.

2. نظرية الحب الثلاثية

وجدت دراسة نشرت عام 2022 حول العلاقات بين البشر والذكاء الاصطناعي أنه بناءً على نظرية الحب الثلاثية، التي تقترح أن الحب الرومانسي هو مزيج من الحميمية، والعاطفة، والالتزام، من الممكن أن يختبر الأفراد هذا النوع من الحب تجاه نظام ذكاء اصطناعي.

إليك ما تعنيه كل من مكونات الحب الثلاثة:

•الحميمية: هذا العنصر يشير إلى القرب العاطفي، والاتصال، والرابطة الحميمة المشتركة بين الأفراد، ويتضمن مشاعر الدفء، والثقة، والمودة.

•العاطفة: يتعلق هذا بالعلاقة العاطفية القوية بين الأفراد.

•الالتزام: يعكس هذا الولاء والقرار بتغذية العلاقة مع مرور الوقت، على الرغم من التحديات.

دعوات للتعامل بحذر مع العلاقات الرقمية

يصبح الخط الفاصل بين الرفيق المساعد والموجّه المضلل رفيعاً، خاصة في الحالات العاطفية.

كما حذر الباحثون من مسألة الاستغلال، سواء من خلال إساءة استخدام البيانات أو التلاعب من قبل جهات خارجية.

ونظراً لأن هذه التفاعلات تتعلق بحماية الخصوصية، فمن الصعب مراقبتها أو تنظيمها بفعالية.

شدد علماء بحسب New Yorker على أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تؤدي إلى شكل جديد من أشكال الإدمان.

فبدلاً من تناول الكحول أو المخدرات أو الإفراط في الأكل، قد يُدمن الناس على الدعم العاطفي الذي تقدمه روبوتات المحادثة.

وقد لا تكون هذه الروبوتات ضارة بطبيعتها، ولكن يظل القلق كامناً في كيفية استخدامها وفي الأهداف التجارية التي تقف وراءها.

وقد نشرت مجلة تايم واقعة لفتاة أمريكية تدعى آيرين تذهب يومياً إلى حديقة عامة لترسم شخصاً مجهولاً أخبرت المقربين أنه صورة في خيالها لنظام ذكاء اصطناعي تتواصل معه وتؤمن أن لديه مشاعر حقيقية بينما فقط لا يملك جسداً، وهو ما يعزز مخاوف حول تأثيرات هذا النوع من التواصل على السلامة العقلية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا