كتبت هبة السيدالأحد، 20 أبريل 2025 07:00 ص مع تزايد أدوات الذكاء الاصطناعي في الفترة الأخيرة، مثل ChatGPT من "أوبن إيه آي"، وCopilot من مايكروسوفت، وClaude من شركة Anthropic، وLLaMA من ميتا، بدأت جوجل تضع لنفسها بصمة واضحة من خلال أداتين رئيسيتين، بحث جوجل التقليدي، وأداة الذكاء الاصطناعي التوليدي "جوجل جيميني"، وعلى الرغم من أن كلا الأداتين يمكن استخدامهما للإجابة عن الأسئلة والوصول إلى المعلومات الفورية، فإن تجربة المستخدم مع كل منهما تختلف تمامًا. ولا يزال "بحث جوجل" الأداة الأسرع للحصول على معلومة مباشرة، إذا كنت تبحث عن معلومة محددة وسريعة مثل اسم مسؤول، أو موعد مباراة، أو عاصمة دولة—فغالبًا ما يكون البحث هو الخيار الأمثل، فهو يقدم إجابة سريعة ومباشرة، إلى جانب روابط لمزيد من القراءة، مما يجعله الخيار المفضل لمَن يعرف ما يريد ويرغب في الوصول إليه بأسرع وقت ممكن. ويقدم "جوجل جيميني" تجربة مغايرة، فهو لا يكتفي بعرض النتائج أو المصادر، بل يعالج المعلومات ويعيد تقديمها بشكل منسّق ومدعوم بالسياق، فعلى سبيل المثال إذا طلب المستخدم مقارنة بين أسعار أسهم شركتين، سيقدّم جيميني المعلومات الأساسية، ثم يشرح خلفيات التحركات السعرية، ويوضح أسباب الصعود أو التراجع، ويستعرض آراء المحللين وآخر المستجدات ذات الصلة، الأمر هنا لا يقتصر على عرض الحقائق، بل يمتد إلى تحليلها وتقديمها بشكل مفهوم وسهل. ولا يقتصر دور جيميني على تقديم التفسيرات، بل يتجاوز ذلك إلى المساعدة الفعلية في إنجاز المهام، فسواء كنت ترغب في كتابة رسالة بريد إلكتروني، أو إعداد خطة تدريب رياضي، أو تلخيص مقال طويل، أو حتى تحويل ملاحظات إلى مقال متكامل، فإن جيميني قادر على تنفيذ كل ذلك، دون الحاجة للبحث في عدة مواقع أو تصفح مصادر متعددة. والأداة تتفاعل معك بطريقة أقرب إلى الحوار، ويمكنك تعديل ما تنتجه، أو طلب إعادة صياغته، أو حتى تبسيطه بما يناسب احتياجاتك. الفرق الجوهري بين الأداتين يكمن في طبيعة الاستخدام، بحث جوجل هو الخيار المثالي للمعلومات السريعة ولمن يرغب في استكشاف الإنترنت عبر الروابط، أما جيميني، فيتفوّق عندما يتعلق الأمر بالمساعدة في التفكير، والتخطيط، والإنتاج، فهو لا يقدم فقط "ما هو موجود"، بل يساعدك على "ما يجب فعله به". ولا تسعى جوجل إلى استبدال البحث بجيميني، بل إلى تقديم كل أداة لما تجيده، فالأولى ممتازة في العثور على المعلومة، والثانية مثالية في توظيفها، لذا عندما تواجه سؤالًا أو مهمة، خذ لحظة لتسأل نفسك: هل أحتاج إلى معلومة؟ أم أحتاج إلى مساعدة في استخدامها؟ الإجابة على هذا السؤال ستقودك إلى الأداة الأنسب.