اقتصاد / صحيفة الخليج

الحرب التجارية بين وأمريكا تشتعل.. هل تُغيّر القيود الصينية على المعادن مسار الصراع؟

متابعات - «الخليج»
بعد أقل من عام على بدء أول حرب تجارية بين دونالد ترامب والصين في الفترة الرئاسية الأولى للرئيس ، قام الزعيم الصيني شي جين بينغ بزيارة بارزة إلى مصنع غير ملفت للنظر في مدينة قانتشو الصناعية، الواقعة بين التلال جنوب شرق البلاد.
فحص بينغ خلال جولة في قاعة المعرض عام 2019، كتلاً معدنية رمادية غير مميزة، وأعلن لمرافقيه من مسؤولي الحزب الشيوعي: «العناصر الأرضية النادرة هي مورد استراتيجي حيوي».
وبعد ما يقرب من ست سنوات، أصبحت هيمنة على سلسلة توريد المعادن الأرضية النادرة من أقوى أسلحتها في حرب تجارية متجددة مع رئيس الولايات المتحدة.
تعد هذه المعادن المستخدمة في تشغيل كل شيء من أجهزة الآيفون إلى السيارات الكهربائية، مكونات حيوية للتقنيات المتقدمة التي ستحدد مستقبل العالم، بحسب تحليل نشره موقع The Atlantic.
وعلى عكس الرسوم الجمركية، فإن هذا المجال لا يترك لترامب الكثير من الخيارات للرد بالمثل.
الصين تفرض قيوداً على المعادن النادرة.. كيف تؤثر في الاقتصاد الأمريكي؟
العناصر الأرضية النادرة هي مجموعة من 17 عنصراً أكثر وفرة من الذهب ويمكن العثور عليها في العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة.
ولكن من الصعب، كما أنه مكلف مقارنة باستيرادها، وملوّث للبيئة استخراجها ومعالجتها.
كانت الولايات المتحدة ودول أخرى تعتمد على إمدادات الصين من هذه المعادن المعالجة.
بعد سنوات من التحذيرات غير المباشرة، فرضت الحكومة الصينية قيوداً على تصدير سبعة أنواع من المعادن الأرضية النادرة، كجزء من ردها على رسوم ترامب الجمركية المتبادلة البالغة 34% على السلع الصينية.
وتفرض القواعد الجديدة على جميع الشركات الحصول على إذن حكومي لتصدير هذه المعادن، وكذلك المنتجات المرتبطة بها مثل المغناطيسات.
وتتيح المغناطيسات المصنوعة من العناصر الأرضية النادرة صنع محركات ومولدات أصغر وأكثر كفاءة تُستخدم في الهواتف الذكية، ومحركات السيارات والطائرات، وأجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي.
كما أنها مكونات أساسية في مجموعة من الأسلحة المتطورة، من مقاتلات الشبح F-35 إلى الغواصات النووية الهجومية.
وقال جاستن وولفرز، أستاذ الاقتصاد والسياسات العامة بجامعة ميشيغان: «إنها رسالة من الصين تُظهر أنها تستطيع ممارسة قوة اقتصادية هائلة من خلال كونها استراتيجية ودقيقة، وتوجيه الضربة مباشرة إلى الصناعة الأمريكية حيث تؤلمها».

الرسوم الجمركية بين الصين وأمريكا تشتد.. ما هي تداعياتها على الأسواق العالمية؟


بينما تستمر حرب التجارة في التصاعد، قد يواجه الاقتصاد العالمي مزيداً من عدم الاستقرار، خاصة في قطاعات مثل التكنولوجيا والدفاع والزراعة.
ستعتمد التأثيرات الاقتصادية على المدى الطويل على كيفية تعديل كلا البلدين لسياسات تجارتهما وما إذا كانا سيجدان موردي أسواق بديلة.
ستؤثر حرب التجارة بين الولايات المتحدة والصين بشكل كبير في الاقتصاد في كلا البلدين، خاصة على المستهلكين والشركات الأمريكية، وأيضاً الشركات متعددة الجنسيات.

هل تتحول المعادن النادرة إلى سلاح استراتيجي في الحرب التجارية؟


تقدر الوكالة الدولية للطاقة (IEA) أن الصين تمثل نحو 61% من إنتاج المعادن الأرضية النادرة و92% من عمليات تنقيتها.
يعني ذلك أن الصين تهيمن حالياً على سلسلة إمدادات المعادن الأرضية النادرة ولديها القدرة على تحديد الشركات التي يمكنها استلام الإمدادات من هذه المعادن والتي لا يمكنها ذلك.
جميع موارد المعادن الأرضية النادرة تحتوي أيضاً على عناصر مشعة، ما يجعل العديد من البلدان الأخرى، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي، مترددة في إنتاجها.

بدائل ترامب لتعويض معادن الصين؟


كشف تقرير أمريكي أنه بين عامي 2020 و2023، اعتمدت الولايات المتحدة على الصين للحصول على 70% من وارداتها من جميع المركبات والمعادن الأرضية النادرة.
هذا يعني أن القيود الجديدة يمكن أن تؤثر بشكل كبير في الولايات المتحدة.
تستخدم المعادن الأرضية النادرة الثقيلة في العديد من المجالات العسكرية مثل الصواريخ والرادار والمغناطيسات الدائمة.
وأكد تقرير عن البنتاغون أن التقنيات الدفاعية بما في ذلك طائرات F-35، وصواريخ توماهوك، والطائرات بدون طيار Predator تعتمد جميعها على هذه المعادن.
ومن المتوقع أن يتأثر التصنيع الأمريكي، الذي يأمل ترامب في إحيائه من خلال فرض رسومه الجمركية.
إذا استمر هذا النقص من الصين على المدى الطويل، قد تبدأ الولايات المتحدة في تنويع سلاسل الإمدادات الخاصة بها وزيادة قدراتها المحلية ومعالجتها، على الرغم من أن ذلك سيتطلب استثماراً كبيراً ومستداماً، وتطورات تكنولوجية، وربما تكاليف أعلى بشكل عام مقارنة بالاعتماد السابق على الصين.
ومن الواضح أن هذا أمر يشغل بال ترامب بالفعل، حيث أمر بالتحقيق في المخاطر الأمنية الوطنية الناتجة عن اعتماد الولايات المتحدة على هذه المعادن الحيوية.
يعتقد كثيرون أن طلك يعد جزءاً من أسباب حرص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على توقيع اتفاقية مع أوكرانيا بشأن المعادن، لأنه يريد تقليل الاعتماد على الصين.
ويبقى مكان آخر بعيد ينظر إليه ترامب وهو غرينلاند، التي تمتلك ثامن أكبر احتياطيات من المعادن الأرضية النادرة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا