محمد جمال - وكالاتالسبت، 19 أبريل 2025 05:34 م كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن مجموعة من المستوطنين المتطرفين تجمعوا على حدود قطاع غزة سعيا منهم التسلل للقطاع تمهيدا لاستيطانه، بحسب القاهرة الإخبارية. ولفتت الصحيفة إلى تجمع عشرات المستوطنين فى إعلام عبرى: مستوطنون متطرفون يتجمعون على حدود قطاع غزة تمهيدا لاستيطانهخيام على حدود غزة، والذى نظمته حركة "ناحالا" الإسرائيلية المتطرفة الاستيطانية، التى تروِّج لبناء بؤر استيطانية جديدة فى الضفة الغربية وإعادة استيطان غزة. وتجمع المستوطنون فى خيام بالقرب من "كيبوتس سعد" على حدود غزة، لقضاء عشاء عيد الفصح، والذى لطالما اعتبرته " ناحالا" حافزًا لإقامة مستوطنات جديدة. فى عام 1968، استغل مستوطنون متنكرون فى زى سياح سويسريين، احتفال عيد الفصح اليهودى (سيدر) كذريعة لإعادة تأسيس وجود يهودى دائم فى مدينة الخليل الفلسطينية بالضفة الغربية، واليوم تعد الخليل مركزًا رئيسيًا للنشاط الاستيطاني، حيث يعيش آلاف اليهود فى المدينة ومحيطها. فى عام 1975، أقام نشطاء من حركة "جوش إيمونيم" الاستيطانية حفل سيدر فى شمال الضفة الغربية فى موقع أصبح لاحقًا "كيدوميم"، حيث شغلت دانييلا فايس، مؤسسة حركة ناحالا، منصب رئيسة البلدية لأكثر من عقد، واليوم يبلغ عدد سكان كيدوميم ما يقرب من 5 آلاف مستوطن. وقبل ثلاث سنوات، أقامت "ناحالا" حفل سيدر قرب مفترق تابوح، وهى خطوة سبقت إنشاء بؤرة "إيفياتار" الاستيطانية غير الشرعية. وفى يونيو الماضي، أقرّ مجلس الوزراء الإسرائيلى شرعية إيفياتار، إلى جانب أربع بؤر استيطانية أخرى. وحسب أربيل زاك، القيادية البارزة فى حركة "ناحالا" والمسؤولة عن حشد المستوطنين للانتقال إلى مستوطنات جديدة، تم تشكيل نحو 80 بؤرة استيطانية فى الضفة الغربية المحتلة منذ اندلاع الحرب على غزة فى 7 أكتوبر 2023. وبالنسبة لزاك ولغيرها من أعضاء حركة" ناحالا"، تمثل غزة الجبهة التالية. وكانت رعوت بن كامون فى الصف الثالث الابتدائى عندما تركت عائلتها مستوطنة "نفيه دكاليم" خلال الانسحاب من غزة عام 2005، لكنها انضمت بعد عقدين من الزمن إلى العديد من المستوطنين فى التجمع فى خيام بالقرب من كيبوتس سعد على حدود غزة، كعمل رمزى يدعو إلى العودة إلى القطاع، وفق" تايمز أوف إسرائيل". وقالت بن كامون: " لم أتخيل ولو للحظة أن العودة بغزة ستكون ممكنة.. لكن منذ بداية الحرب، أدركنا أنها خيار حقيقي". وفى الصيف الماضي، انتقلت بن كامون وزوجها وأطفالهما الأربعة الصغار من مستوطنة "إيلي" فى الضفة الغربية المحتلة، إلى تجمع المستوطنين فى زيمرات الجنوبية، ليكونوا أقرب إلى غزة، والتسلل إلى القطاع حين تسنح الفرصة. وكشف الناشط فى حركة "ناحالا" باتيل موشيه، الذى سجَّل اسمه للانتقال إلى غزة بعد أسابيع من 7 أكتوبر، أن نحو 30 أسرة من المستوطنين تعيش فى مواقع مؤقتة، لكن 800 أسرة أخرى سجلت اسمها للانتقال إلى 6 مستوطنات محتملة فى غزة على الطريق. ولفتت" تايمز أوف إسرائيل" إلى أن الكشف عن خطط الاستيطان، التى تشمل المناطق الحضرية الكثيفة فى غزة مثل خان يونس، تم لأول مرة فى مؤتمر عُقد فى يناير 2024 فى القدس المحتلة، والذى نظمته حركة "ناحالا" وحضره وزراء من اليمين المتطرف، بما فى ذلك من حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقال موشيه: "يتصل الناس ويسألون عمّا إذا كان بإمكانهم الاستثمار فى شقق غزة لأطفالهم". ومنذ انهيار الهدنة التى استمرت شهرين بين إسرائيل وحماس فى مارس الماضي، أصدر الاحتلال سلسلة من أوامر الإخلاء تغطى نحو نصف القطاع، ما ترك الفلسطينيين الذين عادوا إلى ديارهم فى الشمال فى حيرة من أمرهم بين البقاء فى أحيائهم رغم الخطر، أو المغادرة ومواجهة ظروف النزوح البائسة من جديد. وأصدرت إسرائيل منذ منتصف مارس الماضى عشرات الأوامر بإخلاء مناطق فى غزة، وشنَّت نحو 224 هجومًا على مبانٍ سكنية وخيام، وفق المتحدثة باسم المفوض السامى لحقوق الإنسان رافينا شامداساني، التى أكدت أن الموت والدمار والتشريد ومنع الوصول إلى الضروريات الأساسية داخل غزة، والدعوة المتكررة إلى مغادرة سكان غزة القطاع بالكامل، تثير مخاوف حقيقية بشأن مستقبل وجود الفلسطينيين كجماعة فى غزة.