كتب : جمال عبد الناصر
السبت، 19 أبريل 2025 10:00 صرحم الله الفنان صلاح السعدني الذي تمر اليوم ذكرى رحيله الأولى، وهو من أكثر الفنانين تمتعا بحب الجماهير على مدار رحلته الفنية، فهو فنان من طين الأرض المصرية الأصيلة، ومن نسيج الفن المصري، فهو فنان راسخ في وجدان الشعب العربي بما قدمه من أعمال.
صلاح السعدني خليط من طبقات الشعب المصري، ومزيج متناغم ما بين الإنسان الشعبي البسيط والفيلسوف العميق.. فكل تنويعات الشخصية المصرية وكل مكوناتها بحزنها وسخريتها وغضبها المكتوم وخفة دمها، ورغبتها في الحكي تجدها في هذا الفنان، وفي كل أدواره قريب من الناس، ويمتاز أداؤه في معظم الأدوار التي لعبها بخفة الدم المصرية الخالصة، فهو يستعذب الشخصية الدرامية ويدمجها في روحه وثقافته، فهو له مدرسته الخاصة في الأداء المنضبط المتحكم في درجة الانفعال مستخدما وجهه كأداة أساسية للتعبير علي أن يلعب الصوت الدور الآخر شديد الأهمية.
أداء صلاح السعدني لبعض الشخصيات التي يقدمها ماركة مسجلة باسمه فعندما نقول العمدة تظهر صورة العمدة سليمان غانم، والفنان صلاح السعدني كما ذكر في دراسة له نشرت في كتاب "صلاح السعدني.. ابن الحلم واليقظة" كتب عنه: يتميز بصفات وسمات فنية كثيرة لن تجدها في أغلب الفنانين مجتمعة، فهو يجيد أداء الأدوار الميلودرامية والتراجيدية بنفس كفاءة أدائه للأدوار الكوميدية التي برع واشتهر بها، ومتميز في التمثيل باللغة العربية الفصحي بنفس درجة تميزه في التمثيل باللهجة العامية، كما أنه يمتلك الحضور القوي المحبب ويتمتع بذلك التوهج الفني، والتمكن الواضح من مختلف مفرداته الفنية، كما يتمتع بخفة الظل والقدرة على خلق الابتسامات وتفجير الضحكات وإشاعة جو من البهجة، إضافة إلي حرصه الكبير علي تنوع أدواره وعدم الوقوع في دائرة النمطية أو تكرار بعض الشخصيات الدرامية، ومن أهم سماته كممثل القدرة الكبيرة على الارتجال بما يتناسب مع المواقف المختلفة مع مهارة عدم الخروج عن أبعاد وملامح الشخصية الدرامية.
صلاح السعدني ممثل موهوب بالفطرة وموهبته لا يخطئها أحد، وكانت بداية معرفتي به دوره الذي لم يمح من ذاكرتي في خماسية "الساقية" التي كتبها عبد المنعم الصاوي، فقد لعب دور "الأخرس" بطريقة مؤثرة جدًا حتى أن معظم المتابعين للعمل تصوروا أن ذلك الشاب أخرس بالفعل، وذلك لشدة إتقانه للشخصية وإمساكه بتلابيبها من كل جوانبها النفسية والاجتماعية.
قدم صلاح السعدني حوالي (35) مسرحية، كما ذكر الناقد أحمد خميس الحكيم في كتاب عنه، ومن خلال متابعتي لعدد من أدواره وجدت أن السخرية المعجونة بالكوميديا الموشاة بروحه المرحة القريبة من سهرات السمر الشعبي والحكي الساخر في كل أعماله المسرحية، ويظهر ذلك جليًا في دور "أبوعزة المغفل" في مسرحية "الملك هو الملك" مع المخرج مراد منير وهي المسرحية التي كنت محظوظا لرؤيته فيها علي خشبة مسرح.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.