كتبت سماح لبيب

تُجمع شركة آبل حاليًا هاتف iPhone 16e في البرازيل مباشرةً، مُمثّلةً بذلك تحوّلًا ملحوظًا فى خطط التصنيع طويلة المدى للشركة ، ورغم أن البرازيل كانت جزءًا من شبكة إنتاج آبل لسنوات، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يُصنّع فيها طراز iPhone جديد هناك منذ البداية، قد تبدو هذه التفاصيل صغيرة، لكنها تُشير إلى أمرٍ أكبر في استراتيجية آبل العالمية.

تقليديًا، كانت شركة آبل تنقل إنتاج هواتف آيفون إلى البرازيل بعد أشهر من إطلاقها، لكن هذه المرة، لاحظ العملاء في البرازيل ملصق "مُجمّع في البرازيل صناعة برازيلية" على علب هواتف آيفون 16e.

كما يُدرج متجر آبل في البرازيل هاتف 16e برقم طراز ينتهي بـ "BR/A" مما يؤكد تجميعه محليًا،  في المقابل تحمل الوحدات المستوردة من مناطق أخرى ملصقات "BE/A".

ويأتي هذا التغيير في وقتٍ تُؤثر فيه التوترات بين الولايات المتحدة والصين مجددًا على التجارة، فقد طرحت الولايات المتحدة احتمال فرض رسوم جمركية على السلع الصينية، استجابةً لذلك تسعى آبل إلى تقليل اعتمادها على التصنيع الصيني، وهو حلٌّ ناقشه مارك جورمان من بلومبرج في مقاله "Power On" قبل أسبوعين، وتُقدّم البرازيل التي لا تُواجه سوى رسوم جمركية بنسبة 10% على الواردات الأمريكية، بديلًا أكثر فعالية من حيث التكلفة.

وتؤكد وثائق من هيئة تنظيم الاتصالات البرازيلية أن هاتف iPhone 16e يُجمّع في البرازيل والصين والهند، وفي البرازيل يبلغ سعر iPhone 16e رسميًا حوالي 890 دولارًا أمريكيًا، ولكنه يُباع بالفعل لدى تجار التجزئة المحليين بحوالي 670 دولارًا أمريكيًا بفضل الإعفاءات الجمركية على المنتجات المصنعة محليًا ، ويبدأ سعر الطراز نفسه من 600 دولار أمريكي في الولايات المتحدة.

كما سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كان هذا النهج الجديد سيصبح المعيار لأجهزة iPhone المستقبلية، إن تقلبات وضع التعريفات الجمركية في الوقت الحالي لا تمنح Apple بالضرورة مساحة كبيرة للتحرك، حتى مع توقف 90 يومًا على الإلكترونيات ،  ببساطة لا توجد طريقة لمعرفة ما سيحدث بعد تلك الأيام التسعين، وهذا الغموض لا يُحتمل بالنسبة للشركة.

وإذا نجحت أبل في تجميع جهازها 16e في البرازيل منذ البداية، فقد تعتمد الشركة بشكل أكبر على البرازيل والهند مستقبلًا، وإذا كان ذلك يعني انخفاض الأسعار للمستهلكين في بعض المناطق، فقد يكون ذلك مكسبًا على أكثر من صعيد.