تعد الرضاعة الطبيعية هي الخيار الأول لكل الأمهات والذي تنصح به كل الجهات الطبية حول العالم من أجل صحة الطفل، وكذلك من أجل صحة الأم سواء من الناحية الجسمية أو النفسية، ولذلك فيجب أن تكون الأم حريصة على نجاح الرضاعة الطبيعية مهما كانت الأسباب حولها التي قد تعيق الرضاعة وحتى لو كانت أمًا عاملة.
تلاحظ الأم أنها تشعر بالنعاس حين تجلس لإرضاع طفلها، والأمر نفسه يحدث مع الرضيع؛ لذلك فهي تتساءل عن الأسباب والعلاج ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور رفعت محفوظ، حيث أشار إلى سبب طريف لإصابة الأم والرضيع بالرغبة في النوم أثناء الرضاعة الطبيعية وطرق هامة لإيقاظ الرضيع خلال الرضعة ومنها ما يخص الطفل مثل فرك أذنه وما يخص الأم مثل أن ترضع في الهواء المنعش وغيرها من النصائح في الآتي:

لماذا يشعر الرضيع وأمه بالنعاس أثناء الرضاعة الطبيعية؟

• لاحظي أنه من الطبيعي ويجب عليك عدم القلق أن طفلك سوف ينام خلال الرضاعة الطبيعية حيث ستلاحظين أنه سوف يرضع لمدة دقائق قليلة ثم ينام، كما أنك سوف تشعرين بالنعاس أيضًا وتبدأين بالتثاؤب وفي أحيان كثيرة قد تجدين نفسك بحاجة إلى إرضاع الطفل وأنت مستلقية على السرير، وكل هذه الظاهرة تعد طبيعية ويجب عدم القلق منها، بل يمكن اتباع عدة نصائح تقلل من الشعور بالنعاس الذي يرافق الرضاعة الطبيعية ويظهر على الأم والرضيع في نفس الوقت.
• اعلمي أنه خلال عملية الرضاعة الطبيعية يتم إفراز هرمون يعرف بالأُكسيتوسين واسم هذا الهرمون مشتق من لفظ إغريقي ويعني الولادة السريعة وهذا الهرمون هو هرمون يبتيدي ويفرز جزئيًًا من العصبونات بجانب البطين أو من النواة الوطائية المجاورة للبطين في منطقة الوطاء أو منطقة تحت المهاد وينتقل من هذه المنطقة إلى الجزء الخلفي من الغدة النخامية عن طريق العصبونات ويتم تخزين هذا الهرمون في الفص الخلفي للغدة النخامية ويتم استهلاكه عند حاجة الجسم إليه، وله عدة فوائد فله أهمية خاصة في تحفيز عملية الولادة وفي نفس الوقت فهو يعزز من الرابطة العاطفية بين الأم والطفل خلال مرحلة الرضاعة ويعرف بهرمون الحب وهو الذي يؤدي إلى الشعور بالنعاس بسبب إفرازه خلال الرضاعة وبكميات متفاوتة من مرضعة إلى أخرى، كما أنه يزيد من شعور الأم بمشاعر الأمومة والرغبة في إرضاع الطفل.

طرق لتنبيه الرضيع أثناء عملية الرضاعة الطبيعية

• واظبي على تمرير فوطة مبللة بماء بارد ولكن بعد تعصيرها جيدًا فوق جبهة الرضيع الذي تلاحظين أنه ينام خلال الرضاعة، واحرصي على عدم تعريض جبهة الرضيع لفوطة باردة في أجواء البرد لكي لا يصاب بالمرض، ويجب أن تكون الفوطة مبللة بماء بارد، ولكن بنفس حرارة الماء الذي ينزل من الصنبور.
• افركي أصابع قدمي الطفل ويمكن ضرب الأصابع بصورة مفاجئة لتنبيه أعصاب الطفل الطرفية والتي ترسل تنبيهات للدماغ، ويمكنك أن تستخدمي أسلوب المفاجأة حين تقومين بضرب طرف قدم الطفل من خلال الطرق عليها بإصبعين هما الشاهد والسبابة وسوف تكتشفين انه سوف يستيقظ بسرعة ويعاود الرضاعة.
• افركي اذن الطفل الرضيع حين ينام أثناء الرضاعة ويمكن أن تقومي بذلك مستخدمة يدك التي لا تحمل الرضيع ولكن لا تفركي اذنه بقوه لكي لا تؤلمة ويمكنك أن تفركيها على فترات متباعدة.
• حركي حلمة الثدي في فم الرضيع وهذه حركة طريفة سوف يحبها الطفل كثيرًا حين تفعلين ذلك وسوف تجعله منتبهًا ويقظًا خلال الرضعة، وفي حال لاحظت أنه قد أغلق فمه وبدأ في النوم فيمكنك طرق قدمه وبسرعة لاحقة تقومين بتحريك الحلمة؛ لأنه سوف يفتح فمه، وبالتالي سوف تحفزينه على استئناف الرضاعة.

نصائح للأم لنجاح الرضاعة الطبيعية

• اختاري الأماكن البعيدة عن الصخب والتجمعات لكي تجلسي لإرضاع طفلك، حيث أن الطفل منذ سن صغيرة يحب الحفاظ على خصوصيته ولذلك لا ترضعيه وأنت مشغولة أو خلال حديثك بالهاتف كما يجب أن تحرصي على أن تكوني معه في مكان بعيد عن الأشخاص الآخرين لكي يحب الطفل الوقت الذي تمضينه معه لكي يشعر أنك ملك له ولاحظي أنه يكون أنانيًا في هذا الشعور.
• اعلمي أن مدة الرضاعة الطبيعية من كل ثدي يجب أن تكون ربع ساعة وبالتالي فمدة الرضعة الكاملة نصف ساعة؛ لكي يحصل الطفل على الحليب الخلفي، وهو الحليب المحتوي على الدهون التي تزيد وزنه وتساعده على النوم غير المتقطع، ولذلك فعملية التكريع معهمة جدًا؛ لكي يقبل الطفل على الرضاعة، ويفضل أن يكون بعد كل ثدي لكي يرضع ويتخلص من الهواء الذي ابتلعه، ويفيد التكريع في تنبيه الطفل وتحفيزه على الرضاعة وإبعاد النعاس والرغبة في النوم عنه.
• حاولي أن ترضعي طفلك بالقرب من نافذة مفتوحة تطل مثلًا على أشجار خضراء لكي تجدد لك الهواء، وتقوم بتنبيه جهازك العصبي؛ لأن تأثير إفراز هرمون الحب من جسمك يؤدي لشعورك بالاسترخاء والرغبة بالنوم وبالتالي فالهواء المنعش يفيد في تنشيط خلايا الدماغ.
• تحدثي مع طفلك خلال الرضاعة وتواصلي معه بصريًا؛ لكي تبقي مستيقظة وإذا كانت أهمية التواصل البصري مع الطفل حديث الولادة تكون بالنسبة للطفل فهي مفيدة لك أيضًا لكي تبقي مستيقظة ومنتبهة وتساعديه على الإمساك بحلمة الثدي بشكل جيد، خاصة في أيامه الأولى وحيث يغلب عليه الرغبة في النوم.
• ابتعدي عن تناول الأطعمة التي تغير طعم الحليب وتجعل الطفل ينام ولا يرغب بالرضاعة، ومن هذه الأطعمة البصل والثوم والكرات، كما أن تناولك للأطعمة الغنية بالبهارات والتوابل تغير طعم الحليب، وتجعل الطفل غير راغب في الرضاعة، فتجدينه يفلت الثدي من فمه وينام بعد دقيقة من بدء الرضاعة.

قد يهمك أيضًا: كيف تحافظين على حليب الثدي آمناً وصحياً؟
*ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص