يبدو أن خطط الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” لتنظيم قرعة كأس العالم 2026، والتي تُقام لأول مرة بمشاركة 48 منتخبًا، بدأت تواجه عراقيل غير متوقعة بسبب تطورات سياسية داخل الولايات المتحدة، البلد المضيف الرئيسي للبطولة. ففي وقت كان يُفترض أن تُنظم مراسم القرعة خلال شهر ديسمبر المقبل بمدينة لاس فيغاس الأميركية، أفادت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن “فيفا” قد يضطر إلى إعادة النظر في موقع الحفل، تحت تأثير مباشر من الرئيس الأميركي السابق، والمرشح المحتمل للانتخابات المقبلة، دونالد ترامب. ووفق المصدر ذاته، فإن الاتحاد الدولي دخل في مفاوضات متقدمة مع سلطات مدينة لاس فيغاس من أجل استضافة الحفل في واحدة من قاعاتها الفاخرة، وعلى رأسها صالة “إم جي إم غراند غاردن أرينا” التي تتسع لأكثر من 17 ألف متفرج، وقد سبق وأن احتضنت قرعة كأس العالم 1994. وتأتي هذه الخطوة في إطار مساعي “فيفا” إلى تنظيم حدث ضخم يُناسب الزخم الإعلامي والتجاري المنتظر للنسخة الأكبر في تاريخ البطولة، كما يحظى بدعم من مسؤولي المدن الأميركية المستضيفة الذين يرون في لاس فيغاس الوجهة المثالية لجذب الشركاء والرعاة الدوليين. غير أن هذا المخطط، بحسب تقارير إعلامية، قد يصطدم بمواقف سياسية، خاصة بعد بروز رغبة من جهات قريبة من ترامب في نقل مراسم القرعة إلى العاصمة واشنطن، إما بتنظيم حدث مبسط داخل أروقة البيت الأبيض أو باختيار موقع رمزي قريب من مقر إقامته، وذلك في حال عودته إلى دائرة التأثير الرسمي في الفترة التي تسبق انتخابات الرئاسة. ويشير مراقبون إلى أن نقل الحفل من لاس فيغاس إلى واشنطن لا يخرج فقط عن إطار السياسة، بل يُعبّر عن محاولة لتوظيف الحدث الكروي العالمي في خدمة أجندات داخلية تتعلق بالانتخابات الأميركية المقبلة. تجدر الإشارة إلى أن كأس العالم 2026 ستشهد توزيع المباريات على ثلاث دول لأول مرة، حيث تستأثر الولايات المتحدة بنسبة 75% من إجمالي المباريات، بينما تحتضن كندا والمكسيك النسبة المتبقية، في إطار تعاون ثلاثي غير مسبوق في تاريخ البطولة. وبين رغبة “فيفا” في تنظيم حفل قرعة ضخم يليق بحجم الحدث، والضغوط السياسية التي قد تُغيّر موقعه، تبقى الأسابيع المقبلة كفيلة بالكشف عن الوجهة النهائية لهذا الموعد الكروي المرتقب، وسط أنظار جماهير الكرة في مختلف أنحاء العالم.