اشتعلت الحرب!! صار كل طرف يرد على الآخر بفرض تعريفات جمركية. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو من أشعلها بدعوى حماية الأمن القومي الأمريكي وتحفيز الصناعات المحلية.مثّلت هذه القرارات الشرارة الأولى لحرب تجارية واسعة النطاق، شملت في المقام الأول الصين، ثم امتدت تداعياتها إلى الاتحاد الأوروبي ودول أخرى.سعى ترامب من خلال هذه الإجراءات إلى تقليص العجز التجاري الأمريكي، الذي كان يعتبره دليلا على استغلال الدول الأخرى لاقتصاد الولايات المتحدة. كما كان يؤمن بأن الانفتاح التجاري المفرط تسبب في فقدان الوظائف الأمريكية، خاصة في قطاعات الصناعة الثقيلة.وجاء رد الصين سريعا، إذ فرضت تعريفات جمركية مضادة على مئات السلع الأمريكية، واستمرت الحرب التجارية بتبادل الجانبين فرض تعريفات جديدة، ما أدى إلى اضطراب في الأسواق العالمية، وقلق بين المستثمرين.أبرز القطاعات المتضررة كانت التكنولوجيا، الزراعة، والسيارات.الشركات العالمية بدأت تعيد النظر في سلاسل التوريد الخاصة بها، وبعضها نقل خطوط الإنتاج إلى دول أخرى هربا من الرسوم الجمركية.لم يكن الاتحاد الأوروبي بمنأى عن هذه السياسات، إذ وصف مسؤولوه التعريفات بأنها غير مبررة، وهددوا بإجراءات مماثلة. وقد فرضت بروكسل بالفعل تعريفات انتقامية على سلع أمريكية.رغم أن العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا لم تصل إلى مستوى التوتر ذاته بين واشنطن وبكين، فإن الحرب التجارية ألقت بظلالها على التجارة عبر الأطلسي، وخلقت توترا دبلوماسيا مستمرا.أدت هذه الحرب إلى تراجع في نمو الاقتصاد العالمي، وتباطؤ التجارة الدولية. وفي الداخل الأمريكي، عانت بعض القطاعات من ارتفاع التكاليف، بينما استفادت صناعات أخرى من الحماية الجمركية.سياسيا، ساهمت سياسات ترامب التجارية في إعادة تشكيل الخطاب السياسي حول العولمة والتجارة الحرة، وأعادت الاعتبار إلى السياسات الحمائية التي كانت لسنوات محل انتقاد في الأوساط الاقتصادية.لكن هذه السياسات لم تحقّق أهدافها بالكامل، إذ ظل العجز التجاري مرتفعا، وواجهت الصناعات الأمريكية تحديات جديدة.وقد طُرحت تساؤلات حول جدوى الحروب التجارية وأثرها الحقيقي على الاقتصاد والمستهلكين.نهاية:ترامب يشعل النار في العالم أجمع، فمن يطفئها؟ أخبار ذات صلة