«نيوروساينس نيوز»

برز تطبيق «تيك توك» كمنصة ديناميكية تعيد تعريف طرق إيصال المعرفة، خاصة في مجال التواصل العلمي، حيث اعتمد صانعو المحتوى أساليب مبتكرة تجمع بين الترفيه والتعليم. ومن أبرز هذه الأساليب استخدام صور رمزية مولدة بالذكاء الاصطناعي لإعداد مقاطع مصورة تجسد علماء وشخصيات تاريخية بارزة مثل نيكولا تسلا وهو مخترع وفيزيائي ومهندس كهربائي وميكانيكي، وماري كوري، بروفيسورة فيزياء وكيمياء بولندية، لنقل رسائل علمية مختصرة ومبسطة، بطريقة تفاعلية وجذابة.
هذا الاتجاه الحديث أثبت فعاليته في تبسيط المفاهيم العلمية المعقدة وجعلها أكثر قرباً وتفاعلاً مع جمهور متنوع، لا سيما الشباب. فبدلاً من تقديم المعلومات بطريقة تقليدية، يستثمر التمثيل الرقمي لتلك الشخصيات في سرد القصص العلمية ضمن سياقات عصرية، ما يحيي التاريخ العلمي ويمنح المشاهدين منظوراً جديداً تجاه الإنجازات التي غيرت العالم.
ولاقت هذه المقاطع رواجاً واسعاً، إذ حصدت ملايين المشاهدات وأطلقت نقاشات واسعة حول العلاقة بين التعليم والترفيه والتكنولوجيا. ويُعزى هذا النجاح إلى قدرة المنصة على تعزيز انتشار المحتوى بسرعة، بفضل خوارزمياتها التفاعلية وميزات التواصل الفوري بين المستخدمين.
لكن، على الرغم من الإمكانيات الواعدة لهذا الشكل الجديد من التواصل، فإنه لا يخلو من تحديات أخلاقية وعلمية. فاعتماد الذكاء الاصطناعي لتجسيد شخصيات حقيقية يحمل في طياته مخاطر تحريف الحقائق أو تبسيطها المفرط لأغراض ترفيهية، ما قد يؤدي إلى نشر مفاهيم غير دقيقة إذا لم يُشرف عليها مختصون أو تُراجع من مصادر موثوقة.
من هنا، تُعد الموازنة بين الدقة العلمية والطابع الجذاب للمحتوى أمراً أساسياً لضمان استمرارية هذا الأسلوب كوسيلة فعالة للتعليم. ويُوصى بتعزيز المحتوى بآليات تحقق من المعلومات وروابط لمصادر موثوقة تتيح للمشاهدين التعمق أكثر في المواضيع التي تثير اهتمامهم.
ومع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي وتقنيات السرد التفاعلي، يبدو أن المستقبل يحمل إمكانيات واسعة لصناع المحتوى العلمي على «تيك توك» ومنصات أخرى. فدمج الإبداع بالتكنولوجيا في سرد القصص يمكن أن يُحدث تحولاً نوعياً في تعزيز الثقافة العلمية لدى الأجيال الجديدة، ويجعل من التواصل العلمي تجربة غنية بالمعرفة وممتعة في آنٍ معاً.