تم النشر في: 17 أبريل 2025, 12:21 مساءً في خضم الفوضى التي شهدتها دمشق، استخدم بشار الأسد، الذي حكم سوريا بقبضة حديدية على مدى 24 عامًا، طائرة خاصة لنقل ثرواته وأسرار نظامه إلى وجهة غير معلومة، فبينما كانت قوات المعارضة تقترب من العاصمة، تم تنفيذ عملية معقدة لنقل النقود والممتلكات الثمينة والمستندات السرية التي توضح الشبكة التجارية التي أسسها الأسد، وهذه العملية، التي لم يتم الإبلاغ عنها من قبل، تكشف عن تفاصيل مثيرة حول كيفية هروب الديكتاتور السوري في اللحظات الأخيرة من حكمه. خطة محكمة وفقًا لمصادر متعددة تحدثت لـ"رويترز" قام ياسر إبراهيم، المستشار الاقتصادي الأعلى للأسد، بترتيب استئجار طائرة خاصة لنقل أصول الأسد الثمينة وأقاربه ومساعديه وموظفي القصر الرئاسي. وتمت العملية عبر أربع رحلات، حيث تم نقل الأفراد والأصول إلى وجهة آمنة، وهذه المعلومات تم تجميعها من أكثر من عشرة مصادر، بما في ذلك موظفو المطار وضباط استخبارات سابقون. وفرضت الدول الغربية عقوبات على الأسد بعد قمعه للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في عام 2011، ولاحقًا على إبراهيم لمساعدته النظام. كوان إبراهيم له دور أساسي في إنشاء شبكة من الكيانات التي استخدمها الأسد للسيطرة على أجزاء واسعة من اقتصاد سوريا، وغالبًا ما كان يعمل كواجهة للحاكم السابق. رحلات مشبوهة وقامت طائرة إمبراير ليجاسي 600 بأربع رحلات متتالية إلى سوريا في الساعات الـ48 التي سبقت سقوط النظام، والطائرة، التي تحمل رقم الذيل C5-SKY، مسجلة في غامبيا. الرحلة الرابعة غادرت في 8 ديسمبر من قاعدة حميميم العسكرية التي تديرها روسيا، حيث فر الأسد إلى روسيا في نفس اليوم. وحملت الطائرة حقائب سوداء غير مميزة تحتوي على ما لا يقل عن 500,000 دولار، بالإضافة إلى مستندات وأجهزة كمبيوتر محمولة وأقراص صلبة تحتوي على معلومات رئيسية حول "المجموعة"، الاسم الرمزي الذي استخدمه الأسد ومساعدوه للإشارة إلى الشبكة المعقدة من الكيانات التي تشمل الاتصالات والبنوك والعقارات والطاقة وغيرها من الأنشطة. سرية تامة تم الحفاظ على سرية مكان وجود الأسد حتى عن أقرب أفراد عائلته في الأيام الأخيرة من نظامه. وقد تم منح الأسد حق اللجوء السياسي في روسيا، بينما لم تتمكن "رويترز" من الوصول إليه أو إلى إبراهيم للتعليق، وزارة الخارجية الروسية لم ترد على أسئلة حول العملية. استعادة الأموال وتسعى الحكومة الجديدة برئاسة الرئيس أحمد الشرع لاستعادة الأموال العامة التي تم تهريبها إلى الخارج قبل سقوط الأسد. وأكد مسؤول رفيع لـ"رويترز" أنه تم تهريب الأموال خارج البلاد قبل الإطاحة بالحاكم السابق، لكن لم يتم توضيح كيفية ذلك. وفي 6 ديسمبر، بينما كانت قوات المعارضة تتقدم نحو العاصمة، اقتربت الطائرة الخاصة من مطار دمشق الدولي. تم نشر عدد من موظفي استخبارات القوات الجوية لحماية منطقة كبار الزوار في المطار، مما يشير إلى أن العملية كانت تحت إشراف مباشر من الأسد. وتظل تفاصيل هذه العملية غامضة، لكن المعلومات المتاحة تشير إلى أن الأسد كان لديه خطة محكمة لنقل ثرواته قبل سقوط نظامه، فكيف ستؤثر هذه الأحداث على مستقبل سوريا؟