في واقعة استفزت مشاعر المسلمين وأثارت عاصفة من ردود الفعل الغاضبة، قام عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب "الصهيونية الدينية"، تسفي سوكوت، بأداء ما يطلق عليه "السجود الملحمي" داخل باحات المسجد الأقصى، في خطوة اعتُبرت بمثابة تدنيس واضح للمكان المقدس. التحرك الذي وصفه متابعون بأنه "استفزازي" جاء بدعم ضمني من وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، الذي صرح قائلاً: "يسعدني أن أرى عضو الكنيست سوكوت ينحني ويصلي في الحرم القدسي، هذا هو التغيير الذي انتظرناه منذ ثلاثين عاماً، وقد بدأ يتحقق في عهدي"، وفق تعبيره. من جهتها، نقلت صحيفة "معاريف" العبرية أن سوكوت انحنى وصلى هذا الصباح داخل الحرم القدسي، معتبرًا ما قام به لحظة فارقة، وقال في تصريحات مثيرة: "قبل 14 عاماً تم اعتقالي بسبب هذا الفعل نفسه، واليوم أبكي فرحاً لأننا كيهود أصبحنا نصلي هنا، ونقيم المينيانيم داخل الأقصى". وأضاف سوكوت أن هذه "الزيارة" جاءت لشكر الرب حسب زعمه على ما اعتبرها "معجزات" حدثت في الضفة الغربية ومناطق أخرى، معتبراً أن أداءه للسجود كان دعاء لعودة الأسرى و"نجاح" جنود الاحتلال في مهامهم. تسفي سوكوت هو عضو في الكنيست الخامس والعشرين، ورئيس اللجنة الفرعية لشؤون الضفة الغربية التابعة للجنة الخارجية والأمن. نشط سابقاً في أوساط اليمين الديني، وعمل كمحرر في مجلة "كيلو دات"، كما شغل مناصب قيادية في منظمات استيطانية متطرفة، مثل "عوتسما يهوديت" ومستوطنة يتسهار، وكان مستشاراً ليـوسي دغان، رئيس مجلس "السامرة" الاستيطاني. اللافت أن سوكوت لم يخدم في جيش الاحتلال، حيث تم استبعاده بسبب ما وُصف بـ"عدم التوافق"، بعد أن أعلن صراحة خلال مقابلة تجنيد أنه لا يثق في الجيش منذ خطة فك الارتباط مع غزة وشمال الضفة عام 2005. وعلى الرغم من محاولاته اللاحقة للانضمام، رفض الجيش تجنيده، ورفض مؤخراً طلبه بسبب كونه عضو كنيست. يذكر أن سوكوت واجه اعتقالات متعددة خلال مشاركته في احتجاجات ضد قيادات الجيش بين عامي 2007 و2009، وتورط في معارضة إخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية، كما صدر ضده أمر بالإبعاد عن الضفة الغربية خلال فترة عيد العُرش، قبل أن يُلغى لاحقاً بحكم عسكري. الواقعة الأخيرة أثارت ردود فعل واسعة بين مستخدمي مواقع التواصل، حيث ندد نشطاء فلسطينيون وعرب بالانتهاك المستمر لحرمة المسجد الأقصى، في حين احتفى بها اليمين الإسرائيلي كـ"نصر رمزي" ضمن محاولات فرض الأمر الواقع في القدس المحتلة.