شهد الطريق الصحراوي الشرقي القديم حادثًا مروريًا مروعًا، أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص، كان من بينهم رجل في حالة حرجة، إلا أن ما لفت الأنظار في هذه الواقعة لم يكن فقط الحادث ذاته، بل موقف إنساني نادر يعكس أصالة وشهامة رجال الإسعاف. فور وصول طاقم الإسعاف إلى موقع الحادث، أبلغ أحد المصابين - الذي كان في حالة حرجة للغاية - أحد المسعفين بأن بحوزته حقيبة سفر كبيرة تحتوي على أمانات ومتعلقات ثمينة، طالبًا منهم الحفاظ عليها وتسليمها لأسرته في حال لم يتمكن من النجاة. لم يتوانَ طاقم الإسعاف في أداء واجبهم الإنساني والمهني، حيث قاموا بالتحفظ الفوري على الحقيبة ونقل المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج. لكن، للأسف، لم تسعفه الإصابة البالغة، ولفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بجراحه. وبعد اتخاذ الإجراءات اللازمة، قامت فرق الإسعاف بفتح الحقيبة بحضور الجهات المختصة، ليتبين أنها تحتوي على مبلغ مالي ضخم يُقدر بـ 2 مليون و690 ألف جنيه مصري، بالإضافة إلى 830 جرامًا من الذهب عيار 21، تُقدّر قيمتهما السوقية الإجمالية بأكثر من 4 ملايين جنيه. تم توثيق جميع المحتويات، وحُصرت الأمانات بعناية قبل تسليمها رسميًا إلى نجل المتوفى، الذي عبّر عن امتنانه العميق للمسعفين، خاصة أبو الحسن عبد الحميد أبو الحسن ونبيل محمود عبد الحفيظ، فني قيادة مركبة الإسعاف، مشيدًا بأمانتهما وتمسكهما بوصية والده، رغم صعوبة اللحظة وقسوة المشهد. ووجّه ابن الضحية رسالة شكر خاصة قائلاً: "ربما لم يُكتب لوالدي النجاة، لكن ما قام به هؤلاء الرجال أعاد لي الثقة في أن الضمير الحي لا يزال حاضرًا... ولن أنسى ما فعلوه ما حييت". وقد لاقت الواقعة تفاعلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشاد الكثيرون بنزاهة طاقم الإسعاف وأمانتهم، مطالبين بتكريمهم رسميًا تقديرًا لموقفهم النبيل.