الدوحة : نرمين عبد الظاهرالخميس، 17 أبريل 2025 10:17 ص اختتمت أعمال مؤتمر التيسير التابع لمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) في العاصمة القطرية الدوحة، والذي عُقد خلال الفترة من 14 إلى 17 أبريل 2025، بحضور الدكتور سامح الفني وزير الطيران ومشاركة وزراء النقل ورؤساء وفود من الدول الأعضاء، بالإضافة إلى نخبة من كبار المسؤولين في قطاع الطيران المدني الدولي. أسفر المؤتمر عن إصدار “إعلان الدوحة بشأن تسهيل النقل الجوي الدولي”، الذي يعكس توافقًا دوليًا على أهمية تطوير سياسات فعالة وشاملة في مجال تيسير النقل الجوي، لضمان استمرار حركة الركاب والبضائع بسلاسة وكفاءة عبر الحدود، لا سيما في مواجهة التحديات العالمية المتزايدة. سلط الإعلان الضوء على أهمية الدور الذي يؤديه التيسير في دعم أمن وسلامة واستدامة قطاع الطيران، حيث أقر المشاركون بأهمية تنفيذ أحكام الملحق التاسع من اتفاقية الطيران المدني الدولي لعام 1944، والمتعلق بتيسير الحركة الجوية. كما أكد الإعلان على ضرورة تعزيز التعاون الدولي، وتبادل الخبرات، والبناء على الدروس المستفادة من الأزمات السابقة، وعلى رأسها جائحة كوفيد-19، بما يضمن تطوير نهج عالمي أكثر تنسيقًا ومرونة في التعامل مع الأزمات، ويعزز قدرة القطاع على الصمود في المستقبل. وشدد إعلان الدوحة على ضرورة تطوير الحوكمة العالمية لتيسير النقل الجوي، من خلال تفعيل أطر التعاون بين الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، وتعزيز الشراكات مع سلطات الهجرة والجمارك والصحة العامة، لضمان إدارة فعالة لحركة الحدود. كما دعا إلى اعتماد رؤية استراتيجية متقدمة تأخذ في الاعتبار الاتجاهات الناشئة والتحولات التكنولوجية والاحتياجات العالمية في مجالات الشمول والاستدامة. وتضمن الإعلان دعوة الدول إلى دعم برامج منظمة الإيكاو الخاصة بتحديد هوية المسافرين، وتعزيز استخدام دليل المفتاح العام (PKD) للتحقق الرقمي من وثائق السفر، وتبني التقنيات المبتكرة في معالجة البيانات والتعرف البيومتري، بما يعزز أمن وفعالية العمليات في المطارات ويواكب متطلبات العصر الرقمي. كما أشار إلى أهمية ضمان التمويل المستدام لبرامج التيسير، من خلال تطوير آليات دعم مالي طويلة الأمد، تسهم في تحسين استمرارية الخدمات. وفي إطار التزام المجتمع الدولي بالتنمية المستدامة، شدد إعلان الدوحة على أهمية مواءمة جهود التيسير مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وضرورة إشراك جميع الفئات في تصميم السياسات، خاصة الأشخاص ذوي الإعاقة، لضمان حصولهم على خدمات نقل جوي آمنة وميسرة وشاملة. كما دعا إلى إصدار وثائق سفر قابلة للقراءة آليًا للاجئين وعديمي الجنسية، وسن تشريعات تدعم ضحايا حوادث الطيران وأسرهم، مع دعم القيادة المؤسسية للإيكاو في هذا المجال. وأكدت الوثيقة الختامية على الدور الحيوي للنقل الجوي في إيصال المساعدات الإنسانية في أوقات الأزمات والكوارث، داعية إلى منح رحلات الإغاثة الإنسانية أقصى درجات الوصول إلى الأجواء والمطارات. كما دعت الدول إلى المصادقة على الاتفاقيات الدولية ذات الصلة، مثل اتفاقية مونتريال وبروتوكول 2014 بشأن الركاب المضطربين، لما توفره من إطار شامل لتعويض الركاب والشاحنين بطريقة عادلة ومنصفة. وأبرز إعلان الدوحة أهمية الاستثمار في الموارد البشرية، من خلال تدريب وتأهيل الكفاءات الشابة، وتوفير بيئة عمل تدعم التنوع والعدالة والمساواة بين الجنسين، إضافة إلى الاعتراف بضرورة تطوير مهارات متخصصة في التيسير، بما يسهم في تحسين أداء هذا القطاع الحيوي عالميًا. كما شجع على تعزيز التعاون بين السلطات الوطنية والدولية لتحسين انسيابية حركة الركاب والبضائع. وفي الجانب الصحي، شدد المشاركون على ضرورة التعاون مع القطاعات الصحية الوطنية والدولية لوضع خطط طوارئ واضحة تحسبًا لتفشي الأمراض المعدية، بما يضمن استمرارية النقل الجوي بأمان وكفاءة في جميع الظروف، وذلك بالتنسيق مع اللوائح الصحية الدولية التي تضعها منظمة الصحة العالمية. واختتم المؤتمر بالتأكيد على التزام الدول والمنظمات المعنية بالمضي قدمًا نحو بناء نظام نقل جوي دولي أكثر مرونة وابتكارًا وتعاونًا، قادر على مواكبة التحولات المستقبلية، وخدمة الشعوب والتنمية على حد سواء.