الفيوم رباب الجالىالخميس، 17 أبريل 2025 05:00 ص تشهد مديرية الأوقاف بالفيوم أنشطة مكثفة خلال هذه الفترة، مما حول مساجد المحافظة إلى منابر من نور بمختلف مراكز ومدن وقرى المحافظة، حيث تشهد المساجد أنشطة هى الأولى من نوعها فى تاريخ المساجد بقرى الفيوم ولها تأثير كبير، مثل القوافل الدعوية للواعظات التى تنظم بمساجد المحافظة، بالإضافة إلى افتتاح عدد من المساجد الجديدة بالمحافظة، وتنظيم ندوات دعوية كبرى ضمن برنامج " مجالس العلم والذكر". وكان التقى الشيخ سلامة عبد الرازق، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم بعدد من المفتشين، وذلك بقاعة مسجد ناصر الكبير بالفيوم، فى إطار جهود ضبط العمل الدعوى والتواصل مع مفتشى الدعوة على مستوى المحافظة، بحضور فضيلة الشيخ يحى محمد، مدير الدعوة. وأكد الشيخ سلامة عبد الرازق، أن هذا الاجتماع يُعد بداية حقيقية لانطلاقة قوية نحو ضبط العمل الدعوي، مشددًا على أن الإمام والخطيب يمثلان الكنز الحقيقى للمديرية، وأنهما الجيش العلمى والمعرفى الذى يحمى الدين والوطن، وأن العناية بهما تبدأ من متابعة أدائهما ورعايتهما وتأهيلهما المستمر. وأوضح أن المفتش الناجح هو من يتمتع بالنزاهة وتقوى الله ونصاعة اليد، مع التغيير الدورى فى دوائر عمل المفتشين، وذلك لضمان تجديد الدماء وتحقيق أعلى درجات المتابعة الميدانية، مشددا على أن عماد عمل المفتش هو الانضباط الكامل، والمرور المنتظم على المساجد، والتأكد من التزام الإمام بالزى الأزهري، وموضوع ووقت الخطبة، والدروس الدعوية. كما أكد أن شعار المرحلة هو الجمع بين منتهى الإنسانية فى التعامل ومنتهى الحزم فى الإدارة، داعيًا جميع العاملين فى الحقل الدعوى إلى التحلى بالأخلاق الرفيعة والتعامل الراقى مع رواد المساجد وضيوف الرحمن. كما كانت انطلقت فعاليات اليوم الأول من الأسبوع الدعوى بمسجد العتيق التابع لإدارة مركز شمال بالفيوم بعنوان:“من غشنا فليس منا.. الغش الإلكترونى نموذجا”، حاضر فيه الشيخ سلامة عبد الرازق،وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، والشيخ محمد رجب خورشيد، مدير الإدارة، وبحضور جمع غفير من رواد المسجد. وفى إطار عناية الأوقاف بالمرأة عمومًا والواعظات على جهة الخصوص، وضمن جهودها فى نشر الفكر الوسطى والتصدى لكافة مظاهر التراجع القيمى والأخلاقى فى المجتمع، انطلقت قافلة دعوية كبرى للواعظات بـمديرية أوقاف الفيوم إلى إدارة بندر أول، بحضور الشيخ عمر محمد عويس، مدير الإدارة، وعدد من الواعظات المتميزات بعنوان: ” فضل عمارة الدين وعمارة الكون “. يأتى ذلك ضمن النشاط الدعوى للواعظات؛ من منطلق عناية وزارة الأوقاف بدور المرأة، وإشراكها فى الأنشطة الدعوية، ضمن النشاط الدعوى والعلمى والتثقيفى للوزارة. وقد أكدت الواعظات أن الإسلام اهتم ببناء الإنسان قبل البنيان، وأرشده إلى أن العمارة المادية المتمثلة فى بنيان الصخور والأحجار وحدها لا تسمى حضارة ولا عمارة، ما لم تتوج بالبنيان والعمران الأخلاقى والروحي، إذ يقول سبحانه: “أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”. كما أكدن أن الإسلام عُنى بعمارة الأرض ورعاية الكون عناية خاصة وأولاها اهتماما مشهوداً، فالله سبحانه وتعالى خلق الكون وهيأ فيه الظروف المثلى للحياة السعيدة المستقرة، ثم استخلف فيه الإنسان؛ ليقوم بإعماره على الوجه الأكمل الذى يحقق به مرضاة ربه، وخدمة بنى جنسه وخدمة الكون من حوله؛ قال تعالى: “هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا”. كما تم افتتاح 4 مساجد خلال الأسبوع الماضى وهى مسجد النور، بقرية جردو بمركز إطسا، ومسجد أبى قبيس بقرية فانوس بمركز طامية، ومسجد أيوب بعزبة أبو أيوب بقرية منشأة طنطاوى بمركز سنورس، ومسجد مصباح بقرية مطرطارس بمركز سنورس. كما عقدت مديرية أوقاف الفيوم 150 ندوة دعوية كبرى خلال يوم الخميس الماضى على مستوى المحافظة ضمن برنامج مجالس العلم والذكر، تحت عنوان: "رشق القطارات بالحجارة سلوك مشين وإيذاء لخلق الله»، وذلك ضمن جهودها المستمرة لنشر الفكر الوسطى الرشيد، وبناء وعى عام سليم بقضايا الوطن والمجتمع". وخلال هذه الندوات أكد المشاركون أن من يرتكب مثل هذه الجرائم إنما يسيء إلى وطنه أولًا، ويهدر مقدراته، ويسيء إلى صورة الشباب والناشئة، ويخالف ما أجمعت عليه الشرائع والقوانين من ضرورة احترام النظام العام وحماية الأرواح والممتلكات. وسلط العلماء المشاركون فى الندوات الضوء على خطورة هذا السلوك العدواني، مؤكدين أنه منافٍ لتعاليم الإسلام، ويقع فى دائرة الجرم والعدوان المحرم شرعًا، مستشهدين بقول الله تعالى: "وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"، وقول النبى ﷺ فى خطبة الوداع: "إنَّ دِماءَكُمْ وأَمْوالَكُمْ وأَعْراضَكُمْ علَيْكُم حَرامٌ". وشدد المتحدثون فى الندوات على أن رشق الحافلات ووسائل النقل بالحجارة لا يعدو كونه صورة من صور الفساد فى الأرض، وهو فساد لا يضر فردًا بعينه، بل يهدد أمن الناس كافة، ويعرض حياة الركاب والسائقين للخطر، وقد نهى القرآن الكريم عن ذلك فقال: "وَلَا تُفْسِدُوا فِى الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا".