سوهاج محمود مقبولالأربعاء، 16 أبريل 2025 11:22 م في لمسة وفاء وإنسانية تجسد التقدير الحقيقي للعلم والإنسان، قررت كلية التكنولوجيا والتعليم بجامعة سوهاج تنظيم مناقشة الدكتوراه الخاصة بالباحث الراحل الدكتور إبراهيم محمود عبده شمسية، المدرس المساعد بقسم الميكانيكا شعبة التبريد والتكييف، والذي وافته المنية قبل موعد مناقشة رسالته بحوالي شهر، وذلك تكريمًا لجهوده وتفانيه طوال سنوات عمله وبحثه العلمي. ومن المقرر أن تُعقد المناقشة داخل القاعة الزجاجية بالجامعة القديمة، بحضور أسرته وعلى رأسهم والده ووالدته وأبناؤه الثلاثة، في لحظة إنسانية مؤثرة ينتظرها زملاؤه وطلابه والمشرفون عليه بكل مشاعر الاحترام والاعتزاز، في وداع رمزي لأحد أبناء الجامعة الذين رحلوا وهم في قمة العطاء. الراحل إبراهيم شمسية، ابن محافظة الغربية، تم تعيينه معيدًا بقسم الميكانيكا شعبة التبريد والتكييف عقب تفوقه في دراسته، وكان قد حصل على درجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية – شعبة المحركات، وواصل طريقه في البحث العلمي بعزيمة كبيرة رغم التحديات التي واجهتهكان متزوجًا ويعول ثلاثة أبناء، وهو ما لم يمنعه من مواصلة السهر والعمل الجاد لتحقيق حلمه بالحصول على درجة الدكتوراه. اللحظات الأخيرة في حياة الدكتور إبراهيم كانت شاهدة على إخلاصه النادر فقبل ساعات قليلة من وفاته، كان قد أنهى مناقشة اللمسات النهائية مع مشرفيه عبر تقنية "الزوم" في تمام الساعة الحادية عشرة مساءً، ليغادر الدنيا في الساعة الثالثة من فجر اليوم نفسه، تاركًا أثرًا طيبًا وقلوبًا حزينة في أوساط زملائه وطلابه. أشاد به كل من عرفه، حيث وصفه رؤساؤه وزملاؤه وطلابه بأنه كان صاحب خُلق رفيع، متعاونًا، محبًا للعمل، لا يتأخر عن مساعدة أحد، وكان حاضرًا دائمًا بعلمه وطيبته وتواضعه وقد ترك وفاته صدمة في نفوس الجميع، لكن ذكراه ستظل حية بما غرسه من حب وأثر طيب في من حوله. وجاء قرار الكلية بمنحه درجة الدكتوراه في حفل رسمي بحضور أسرته، ليس فقط اعترافًا علميًا بجهده، بل تجسيدًا لقيمة الإنسان الحقيقي الذي لم يمهله القدر ليشهد تتويج مسيرته وسيكون هذا الحفل بمثابة رسالة محبة وامتنان، ومشهد وفاء تفتخر به الجامعة، يثبت أن العلم لا يموت بموت صاحبه، وأن العطاء يُخلد بذاكرة من أخلصوا له. وفي كلمات حزينة ومؤثرة، عبّر زملاؤه بالكلية عن فخرهم بانتمائهم إلى مؤسسة تقدر أبناءها وتكرمهم حتى بعد رحيلهم، مؤكدين أن الراحل إبراهيم شمسية سيظل نموذجًا يُحتذى به في المثابرة، والإصرار، وحب العلم. وسيظل هذا الحدث الإنساني شاهدًا على أن العلم رسالة سامية لا تقف عند حدود الحياة، بل تمتد بما خلفه أصحابها من أثر، كما سيظل اسم الدكتور إبراهيم شمسية محفورًا في وجدان كل من عرفه، باحثًا وإنسانًا وأبًا ومربيًا، قدّم الكثير في صمت، ورحل في هدوء، لكنه حظي بتكريم مستحق يليق بمسيرته الخالدة.