قال رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، إن الإقليم يأمل في تشكيل حكومة جديدة قبل نهاية الشهر الجاري، لافتا إلى وجود حوار ثري مع الأطراف السياسية الكردية حولها.
وأضاف مسرور بارزاني خلال مشاركته في جلسة حوارية ضمن ملتقى السليمانية، اليوم الأربعاء، إلى المتغيرات الكبرى التي طرأت على المنطقة، لا سيما ما يتعلق بالشأن السوري، إلى جانب الأزمات الأخرى التي تمر بها المنطقة، والانتخابات الأمريكية الأخيرة، وآلية عمل الإدارة الأمريكية الجديدة والمستجدات العالمية الأخرى، وقال: “لسنا بمنأى عن هذه التغييرات المتسارعة، لكن علينا أن نُحسن التعامل معها بما يخدم مصالحنا. نحن في إقليم كردستان ملتزمون بسياسة واضحة، لا تؤيد بأي شكل من الأشكال زعزعة استقرار المنطقة”.
وتابع: “الانتخابات الأمريكية الأخيرة أفرزت حكومة جديدة تتبع نهجاً مختلفاً في سياستها تجاه الشرق الأوسط. والصراعات والنزاعات الجارية تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على المنطقة بأسرها، لذلك يجب أن نتكيف مع هذه المتغيرات. لكن، كيف يمكننا التكيف؟ كما أشرنا سابقاً، ينبغي ألا تغضّ سياسة حكومة إقليم كوردستان الطرف عن تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة.
وأردف بالقول : إذا تمكّنا من لعب دور فاعل في توحيد الأطراف وتعزيز الأمن والسلام، فسيكون ذلك إنجازاً كبيراً. ومع ذلك، لا ينبغي لإقليم كردستان أن يكون طرفاً في هذا الصراع المؤسف والمعقد، لأنه لا يصب في مصلحة شعب كوردستان ولا في مصلحة شعوب المنطقة”.
وأكد رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني،خلال مشاركته في جلسة حوارية ضمن ملتقى السليمانية : “ليست لدي رؤية مغايرة لما نسمعه ونراه من المسؤولين الأمريكيين أنفسهم. نحن نطمح إلى السلام، لكن هناك طرقاً متعددة لتحقيقه، في حين أن السياسة الأمريكية الجديدة تميل إلى استخدام القوة. وإذا كانت هذه هي رؤيتهم، فكيف يمكن للأطراف الأخرى التعامل مع هذا النهج؟”.
وفي سياق حديثه عن العلاقات الثنائية مع أمريكا ، أوضح بارزاني أن لدى إقليم كردستان علاقات طويلة الأمد مع الولايات المتحدة، لافتاً إلى وجود شخصيات مؤثرة داخل الإدارة الأمريكية الحالية تربطها علاقات صداقة قوية بالإقليم، مضيفا: “لدينا علاقات راسخة مع الإدارة الأمريكية، وخاصة مع عدد من الشخصيات البارزة فيها. وزير الخارجية صديق قديم، وكان خلال عضويته في مجلس الشيوخ من أبرز الداعمين لحقوق شعب كردستان، كما أن هناك مسؤولين آخرين في مواقع مهمة تجمعنا بهم علاقات وطيدة”.
وشدد بارزاني على حرص حكومته على تبادل وجهات النظر مع الجانب الأمريكي بما يخدم السلام والاستقرار، وقال: “كنا وما زلنا مستعدين لتبادل الآراء مع شركائنا الأمريكيين. نحن نسعى دائماً للعب دور إيجابي، وكل ما نقوم به ينبع من التزامنا بمصلحة شعوب المنطقة، وعلى رأسها شعب كردستان. وقد أكدنا دائماً على هذه المبادئ في مختلف المحافل”.
وأعرب رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، عن أمله في تشكيل الحكومة الجديدة للإقليم قبل نهاية شهر نيسان الجاري، مؤكدًا في الوقت ذاته احترامه وتقديره لمدينة السليمانية، وواصفًا إياها بـ”مدينتنا”.
وجاءت تصريحات بارزاني خلال وصوله إلى الجامعة الأمريكية في السليمانية، بعد ظهر اليوم الأربعاء للمشاركة في منتدى السليمانية التاسع.
وقال بارزاني في تصريح مقتضب للصحفيين: “نكن كل الاحترام للسليمانية، فهي مدينتنا.”.
وفيما يخص ملف تشكيل الحكومة الجديدة، أشار بارزاني، الذي يشغل أيضًا منصب نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، إلى أن المحادثات الجارية مع الاتحاد الوطني الكردستاني تسير بشكل إيجابي، قائلاً:
”الحمد لله، المحادثات بين الحزبين تسير بشكل جيد، ونأمل أن نتمكن من تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن. دعونا ننتظر.”
و رداً على سؤال حول إمكانية تشكيل الحكومة قبل نهاية الشهر، قال بارزاني:”آمل ذلك.”
يذكر أن منتدى السليمانية في نسخته التاسعة انطلق اليوم في الجامعة الأمريكية بمشاركة واسعة من مسؤولين محليين ودوليين، ويستمر حتى يوم غد الخميس، 17 نيسان 2025.