أنهى فريق بوسطن سيلتيكس الموسم المنتظم بقوة، محققاً 61 فوزاً مقابل 21 خسارة، ويحول الآن تركيزه نحو الهدف الأهم: الحفاظ على لقب الدوري. وبعد أن ضمن المركز الثاني في المنطقة الشرقية، يستعد لمواجهة أورلاندو ماجيك في الدور الأول من الأدوار الإقصائية.
البقاء على القمة أصعب من الوصول إليها، وهذا ما تثبته المنافسة في دوري الـ NBA فالتتويج بلقب ثانٍ توالياً يُعد إنجازاً أصعب من الفوز باللقب الأول. والآن، يسعى السيلتيكس ليصبح أول فريق يحقق هذا الإنجاز منذ أن فعلها غولدن ستايت ووريرز في موسمي 2017 و2018.
وكانت آخر مرة نجح فيها بوسطن في الدفاع عن لقبه خلال الفترة الذهبية بين 1959 و1966، حين توّج باللقب لثمانية مواسم متتالية بقيادة الأسطورة بيل راسل. وعلى الرغم من تتويجه بألقاب أخرى، أبرزها في الثمانينيات مع لاري بيرد، لم يتمكن الفريق منذ ذلك الحين من الفوز بلقبين متتاليين.
فهل ينجح الجيل الحالي من السيلتيكس في كسر هذه العقدة؟ مدرب الفريق جو مازولا لا ينظر إلى الماضي، بل يركز على الفرصة الحالية.
وقال مازولا: «يجب أن نكون حاضرين ذهنياً ونُقدّر الفرصة التي نمتلكها. هناك 16 فريقاً يتنافسون على الحلم ذاته. علينا أن نتميّز عن الآخرين، ونفعل ما يلزم للفوز. كل موسم يفرض تحدياته الخاصة، بغض النظر عن نتائج الماضي. الأمر يتعلّق بالحاضر فقط، ويجب أن نركّز على الفوز في كل مباراة على حدة».
ويعتمد بوسطن بشكل كبير على عمق تشكيلته، وهو أحد أبرز أسلحته في الأدوار الإقصائية. ففي سلسلة من سبع مباريات، وجود عدد كبير من المسددين المتميزين يمنح الفريق تنوعاً هجومياً يصعب مجاراته. وقد تجلى ذلك خلال موسم 2024-2025، حين حطم السيلتيكس الرقم القياسي في عدد الثلاثيات المسجلة في موسم واحد، برصيد 1,457 تصويبة ناجحة، متجاوزاً الرقم السابق لغولدن ستايت (1,363) في موسم 2022-2023. كما عادل الفريق الرقم القياسي لأكثر عدد من الانتصارات خارج ملعبه في موسم واحد (33 فوزاً)، وهو عامل قد يكون حاسماً في الأدوار الإقصائية.

مصدر قلق

ومع ذلك، لا تزال الإصابات تمثل مصدر قلق. أبرز علامات الاستفهام تدور حول جاهزية جيلين براون، نجم الفريق والحاصل على جائزة أفضل لاعب في نهائي في العام السابق، الذي يعاني من إصابة في الركبة اليمنى. ومن المتوقع أن يشارك في السلسلة أمام أورلاندو، لكن لا يُعرف بعد مدى قدرته على اللعب بكامل طاقته، خصوصاً في ظل الجدول المكثف الذي قد لا يسمح له بالراحة أو التعافي الكامل.
كريستابس بورزيـنغيس أيضاً دخل الموسم بعد خضوعه لجراحة في الساق، مما أخر ظهوره حتى نوفمبر. ورغم ذلك، خاض 42 مباراة، وحقق متوسط 19.5 نقطة، و6.8 متابعة، و2.1 تمريرة حاسمة في المباراة، بنسبة تصويب بلغت 48.3% من الملعب و41.2% من خارج القوس. وجوده أضاف للفريق قوة هجومية ودفاعية، وعزز من عمق الخط الأمامي قبل انطلاق الأدوار الإقصائية.
وتعليقاً على سعي الفريق للقب جديد، قال بورزيـنغيس: «أعجبني ما قاله المدرب مازولا مؤخراً: نحن لا ندافع عن اللقب، بل نحاول الفوز بآخر. فزنا في الموسم الماضي، والآن لدينا فرصة لصناعة التاريخ بتحقيق لقبين متتاليين. هذا الموسم مختلف تمامًا، وعلينا أن نواصل مطاردة البطولة، فهذا هو هدفنا».
ومع وجود 18 راية بطولة معلّقة في صالة الـ TD Garden، يتطلع السيلتيكس لإضافة الراية رقم 19. فالتتويج بلقب جديد سيُخلد هذا الجيل ضمن أعظم من ارتدى قميص بوسطن عبر التاريخ، مع استمرار الفريق في التركيز على الحاضر لصناعة المجد.