في تطور جديد قد يفتح آفاقًا علاجية واعدة لمرضى التهاب القولون التقرحي، أشارت دراسة حديثة إلى أن استئصال الزائدة الدودية قد يلعب دورًا في تقليل احتمالات تكرار نوبات هذا المرض المزمن. التهاب القولون التقرحي هو أحد الأمراض الالتهابية التي تصيب الأمعاء الغليظة والمستقيم، ويتسبب في أعراض مزعجة مثل آلام البطن والإسهال المستمر وظهور تقرحات داخل الجهاز الهضمي. وعلى الرغم من وجود أدوية تساعد على التحكم في الأعراض، إلا أن المرض لا يزال بدون علاج نهائي، وغالبًا ما تتكرر الانتكاسات، مما يؤثر بشكل كبير على جودة حياة المرضى. الدراسة التي نشرتها مجلة "لانسيت" المتخصصة في أمراض الجهاز الهضمي والكبد، سلطت الضوء على دور الزائدة الدودية، التي كان يُنظر إليها لفترة طويلة كعضو بلا فائدة، حيث تبين أنها قد تلعب دورًا في تحفيز الجهاز المناعي بطريقة تساهم في تفاقم المرض. فريق البحث أجرى تجربة شملت 197 مريضًا بالغًا، جميعهم تلقوا الرعاية الطبية المعتادة، لكن نصفهم خضعوا أيضًا لجراحة استئصال الزائدة. بعد مرور عام على المتابعة، أظهرت النتائج أن المرضى الذين خضعوا للجراحة كانوا أقل عرضة لعودة الأعراض مقارنة بالمجموعة الأخرى. ومن المثير للاهتمام أن عدد الحالات التي تطلبت علاجات بيولوجية متقدمة كان أقل أيضًا بين من أجروا الجراحة، رغم تسجيل بعض المضاعفات الجراحية في عدد محدود من الحالات، بينها حالتان فقط وصفتا بالخطيرة. النتائج أشارت إلى أن إزالة الزائدة الدودية قد تقلل من خطر الانتكاس بنسبة تصل إلى الثلث، وهو ما دفع الباحثين لاعتبار هذا الخيار الجراحي بمثابة مكمل محتمل للعلاجات المتاحة حاليًا. وبينما تستمر التجارب السريرية لمزيد من التحقق من هذه النتائج، تبدو فكرة استئصال الزائدة كوسيلة لتخفيف المعاناة لدى مرضى القولون التقرحي وكأنها تعيد النظر في وظيفة هذا العضو الصغير المهمل.