مرصد مينا قالت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، إنها تتوقع عودة أكثر من مليوني نازح إلى العاصمة السودانية الخرطوم خلال الأشهر الستة المقبلة، في حال سمحت الظروف الأمنية بذلك، ما يشير إلى بصيص أمل في ظل الحرب المستمرة التي تعصف بالبلاد منذ عامين. واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”، على خلفية صراع مرير على السلطة بين الحليفين السابقين. وأسفرت هذه الحرب عن مقتل عشرات الآلاف، وتشريد أكثر من 13 مليون شخص بين نازح ولاجئ، مما تسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي تشهدها البلاد ذات الخمسين مليون نسمة. وفي هذا السياق، أكدت المنظمة الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة، على ضرورة التحضير الجيد لبدء عملية عودة النازحين إلى العاصمة، التي تحولت منذ الأيام الأولى للنزاع إلى ساحة قتال عنيف، قبل أن يستعيدها الجيش السوداني الشهر الماضي. وقالت المنظمة في بيان: “نشهد بالفعل بداية عودة للمدنيين إلى الخرطوم، ونرى الأمل يلوح في الأفق”. وفي مؤتمر صحافي من مدينة بورتسودان، قال محمد رفعت، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان، للصحافيين في جنيف: “نقدّر في المنظمة أنه خلال الأشهر الستة المقبلة، سيعود نحو 2.1 مليون شخص إلى العاصمة الخرطوم”. وأوضح أن هذا التقدير مبني على بيانات الأشخاص الذين فرّوا من الخرطوم مع اندلاع الحرب. وأضاف رفعت أن نحو 31 في المائة من النازحين داخلياً في السودان قدموا من العاصمة، وأن المنظمة تتوقع أن يعود حوالي نصفهم إذا ما توفرت الظروف الملائمة. لكنه شدد على أن العودة تعتمد بشكل أساسي على “الوضع الأمني وتوافر الخدمات الأساسية على أرض الواقع”. وأشار إلى أن المدينة تواجه تحديات جسيمة في الاستعداد لاستقبال هذا التدفق الكبير، لافتاً إلى أن بعض المناطق في الخرطوم بدأت تشهد أعمال تنظيف، إلا أن العملية ستكون طويلة ومعقدة، خصوصاً في ظل تدمير كامل شبكة الكهرباء في المدينة. ورغم إشارات الأمل، حذر رفعت من أن الحرب لم تنتهِ بعد، مشيراً إلى أن الآلاف ما زالوا نازحين في مناطق أخرى من البلاد، خاصة في إقليم دارفور الذي يعاني من تصاعد أعمال العنف. وقال: “يجب أن يتوقف الصراع، وعلينا أن نبذل كل جهد ممكن لوقفه”، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن التمويل الإنساني لا يزال غير كافٍ لتلبية الاحتياجات المتزايدة. وكشفت المنظمة الدولية للهجرة، في بيانها الصادر الثلاثاء، عن خطة استجابة إنسانية تستهدف ما يقارب نصف مليون شخص في الخرطوم، بمن فيهم العائدون، وتحتاج إلى تمويل يصل إلى نحو 29 مليون دولار لتنفيذها.