عاد المستثمرون بشكل مؤقت إلى الاستثمار في شركات التكنولوجيا الكبرى («العمالقة السبعة»)، بعد أن بدأت الإدارة إعفاءً مؤقتاً من الرسوم، يشمل الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية، ومعدات الشبكات، ووحدات معالجة الرسومات، والخوادم.
وهو ما يمكن القول إنه ترجيح لكفة شركات التكنولوجيا الكبرى، وإنها ستكون على ما يرام في الغالب، إذ ينظر المستثمرون إلى هذا القطاع كخيار دفاعي.
وفي ذات الوقت ما زالت قطاعات وشركات أخرى تواجه اضطرابات جمركية هائلة.
- التصريحات وحركة السوق
ما يعرف عن السياسة الأمريكية أنها تتجنب الظهور بمظهر من يختار الرابحين والخاسرين في السوق. وهي عبارة كثيراً ما تُستخدم كأداة خطابية لمهاجمة المعارضين واتهامهم بالتسبب في الضرر للاقتصاد.
ولكن ما يفضله شخص ما قد يكون سياسة صناعية لدى شخص آخر؛ فإن تسببت تداعيات التعريفات الجمركية في إنهاك السوق فإن الإعفاءات من تلك الضرائب قد تعني كل شيء.
ومع ذلك أثارت الاستثناءات الخاصة المحتملة لقطاع التكنولوجيا موجة صعود في البداية الاثنين، ثم خفت حدتها، ثم انتعشت. ومن العوامل التي أدت إلى هذا الارتباك في ردود فعل المستثمرين قيام البيت الأبيض بإرسال إشارات متضاربة.
فبعد الكشف لأول مرة عن الاستثناءات من الرسوم الجمركية المتبادلة، صرّح دونالد ترامب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي بأنه «لم يُعلن عن أي استثناء من الرسوم الجمركية». وصرح لاحقاً للصحفيين بأن هدفه هو تشجيع نقل الإنتاج إلى الولايات المتحدة، لكنه أضاف أن على الإدارة إظهار المرونة.
- قناعة أم إرغام
تُظهِر شركات التكنولوجيا العملاقة التي تأمل في الحصول على المساعدة من البيت الأبيض مرونة أيضاً، أو بالأحرى استعدادها لدعم أجندة الرئيس الرامية إلى تعزيز التصنيع والاستثمار المحليين.
فقد أعلنت شركة إنفيديا الاثنين، أنها ستنتج ما يصل إلى 500 مليار دولار من البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة.
ويأتي هذا الإعلان في أعقاب التزامات أخرى من شركات التكنولوجيا الكبرى؛ مثل آبل ومايكروسوفت وميتا، بإنفاقها في الولايات المتحدة.
وأظهرت جلسات التداول الأخيرة التي شهدت تقلبات صعودية حادة أمراً واحداً وهو أن التصريحات بشأن الرسوم الجمركية هي المحفز الوحيد ذي المعنى للأسهم في هذا الوقت من عدم اليقين.
وهو أمر انطبق أيضاً على شركات التكنولوجيا الكبرى، والتي يتم دعم أسهمها البالغة تريليون دولار بواسطة سلاسل التوريد العالمية وقواعد العملاء في جميع أنحاء العالم.
وبالطبع يسمح الحجم والثقل السوقي لهذه الشركات بتحمل أي تكاليف رسوم جمركية لكن ما يهم المشتري النهائي هو كلفة المنتج؛ كالهاتف على سبيل المثال، ما يجعل أي زيادة مفاجئة في سعر منتج نهائي تجربة استهلاكية غير مستحبة.
- خطوة إيجابية
يرى بعض المحللين أن الرسوم الجمركية لها بعض الجوانب الإيجابية وقال إنها خطوة إلى الأمام لشركة آبل وشركات التكنولوجيا الأخرى حيث إنها تتيح المجال لنوع من التفاوض مع الصين، وقد يُسهم في تهدئة توترات الحرب التجارية التي تركت شركات التكنولوجيا الكبرى عالقة في خضمها.
وأشاروا إلى أهمية هذه الشركات بالنسبة للتفوق التكنولوجي الأمريكي والذي يعني أنها مهمة للغاية، بحيث لا يمكن السماح لها بالفشل، وأن القيمة التي تضيفها إلى سوق الأسهم تجعل بقية شركات مؤشر «إس آند بي» تبدو أقل أهمية.
ولكن في هذه البيئة الفوضوية فإن التميز الأكثر أهمية لا يكون بالحجم وحده؛ بل بالإعفاء من الرسوم الجمركية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.