ليس هناك أرق من أن تسمع تهويدة ذات نغم شجي لأم وهي تهز المولود الصغير، سيتعالى صوتها، ويبقى هادئاً في الوقت نفسه، حيث يسمعه القلب والدماغ، كما توفر الموسيقى تجربة تعليمية ممتعة ومجزية، وتغذي خيال الطفل وإبداعه، تعرّفي إلى كيفية دعم الموسيقى لجميع جوانب نمو الأطفال الصغار، كما يكشفها الأطباء والاختصاصيون.
تروي الأم قصتها مع الغناء لمولودها، حيث تقول: "حان وقت القيلولة، وصغيري نور البالغ من العمر عاماً، يتمايل على سريره محاولاً الشعور بالراحة، ثم أبدأ تدريجياً بغناء أغنية ألفتها قبل بضعة أشهر، خصيصاً له.
من يحب يامن؟ إنه أمه وأبوه، من يحب يامن؟ إنها أخته الكبرى سعاد، من يحب يامن؟ إنها مربيته سارة، من يحب بنجامين؟ إنها جارتنا عفاف، يمكنك أن تغني أسماء العديد من الأشخاص في حياة يامن الذين يحبونه. وراقبيه وهو يتقلب تحت بطانيته، وعيناه غارقتان في النوم، بالنسبة للأطفال الصغار جداً، للموسيقى قوة ومعنى يتجاوزان الكلمات، أولاً، والأهم، مشاركة الموسيقى مع الأطفال الصغار هي ببساطة طريقة أخرى لمنح الحب وتلقيه، كما تدعم الموسيقى والتجارب الموسيقية تكوين روابط دماغية مهمة تُبنى خلال السنوات الثلاثة الأولى من الحياة".
كيف يمكن للمحترفين في مجال الأطفال الرضع/ الصغار استخدام تجارب الموسيقى لدعم التعلم المبكر للأطفال، سأدلك على خطوات تعلمتها عن استخدام الموسيقا والغناء، استخدميها لتحفيز دماغ الرضيع وتطويره من بعض الاختصاصيين:
قومي بغناء التهويدات

كما هو الحال مع جميع تجارب التعلم الرائعة في مرحلة الطفولة المبكرة، تُعزز الأنشطة الموسيقية النمو في مجالات متعددة في آنٍ واحد، إن غناء تهويدة أثناء هزّ الطفل يُحفّز التطور اللغوي المبكر، ويعزز التعلق، ويدعم نمو الوعي المكاني لدى الرضيع مع شعوره بحركة جسمه في الفضاء، لذلك تعمدي دمج الموسيقى في الروتين اليومي لبرنامجك بالتفكير ملياً.
استفيدي من المهارات الاجتماعية والعاطفية
الموسيقى، نظراً لمشاركتها مع الآخرين في الغناء والرقص والعزف على الآلات الموسيقية، هي بطبيعتها تجربة اجتماعية، تُتيح الأنشطة الموسيقية مع الرضع والأطفال الصغار العديد من الفرص.
تعلمي ممارسة ضبط النفس
فكّري في قدرة التهويدات على تهدئة الأطفال الصغار، عندما يساعد الكبار الأطفال على الهدوء، فإنهم يدعمون نمو ضبط النفس (القدرة على إدارة الحالة العاطفية والاحتياجات الجسدية)، كما أن تجربة التهدئة تساعد الأطفال على تعلم تهدئة أنفسهم.
افهمي مشاعر طفلك

يساعد الغناء عن المشاعر الرضع والأطفال الصغار على تعلم الكلمات لوصف تجاربهم العاطفية والحقيقة هي أن الموسيقى تُثير المشاعر -حتى في غياب الكلمات، وجدت دراسة حديثة أن الأطفال بعمر 5 أشهر فقط قادرون، في بعض الظروف، على التمييز بين المقاطع الموسيقية السعيدة والحزينة.
قومي ببناء علاقة بينك وبين طفلك
الموسيقى غالباً ما تكون جهداً جماعياً، حيث يُضيف كل مشارك صوته إلى الموسيقى، تخيّلي موكباً من الأطفال الصغار يقرعون الآلات الموسيقية أثناء سيرهم في مركز رعاية الأطفال، تُعدّ التجارب الموسيقية، التي يستخدم فيها الأطفال أصواتهم أو يعزفون على الآلات، خياراتٍ مثاليةً للأطفال الصغار جداً، ولأن الأنشطة الموسيقية لا تتطلب عادةً المشاركة -وهي مهارةٌ لا يزال معظم الأطفال الصغار يعملون على اكتسابها- فإنها تُشجّع على التفاعل الإيجابي بين الأطفال، ويمكن أن تُشكّل أساساً لصداقاتهم الأولى.
اختبروا معاً تقدير الذات والثقة بالنفس والكفاءة الذاتية
يكتسب الأطفال الصغار والرضع شعوراً بالذكاء والكفاءة عندما يُحدثون فرقاً في عالمهم، تخيّلي ابتسامة طفلك العريضة بلا أسنان عندما تُصدرين صوت "تشيكا تشيكا" أو انتباه طفل صغير وهو ينقر على إكسيليفون ليسمع رنينه.
قلدي الصوت الذي تسمعينه أمام طفلك

الموسيقى تُشجع بشكل طبيعي على تبادل الأدوار، تخيّلي أطفالاً يمررون الآلات الموسيقية إلى المعلم أو أطفالاً صغاراً يتناوبون على استخدام طبول الفصل، قد تكرر الأمهات الأصوات التي يُصدرها الطفل بصوته أو خشخيشته؛ ويمكن للأطفال الصغار ومعلميهم التناوب على عزف مقطوعات موسيقية منفردة بينما يستمع الآخرون، كما أن دمج أغاني النداء والاستجابة ("من أكل الكعك من برطمان الكعك؟"، "بوم تشيكا بوم") في أنشطتك اليومية مع الأطفال الصغار يُشجع أيضاً على تبادل الأدوار.
6 أفكار لتحفيز طفلك على النشاط والحركة
قومي بتنمية الوعي الثقافي
إن عزف الأغاني واستخدام الأنماط الموسيقية المستوحاة من ثقافات الأطفال المحلية يخلق تواصلاً بين المنزل وبيئة الرعاية، وهذا يُنمّي شعور الأطفال بالأمان والطمأنينة، ويُؤكد أهمية ثقافتهم ولغتهم.
ادعمي المهارات البدنية (الحركية): سواءً كانت عضلات الشفتين المستخدمة لتشكيل الكلمات في اللحن، أو عضلات اليدين الصغيرة المستخدمة لحمل عصا الطبل أو الصفارة، أو العضلات الكبيرة في الساقين والذراعين أثناء رقص الأطفال، فإن الموسيقى نشاط بدني، فهي تدعم نمو طفلك.
ادعمي التطور الحركي الإجمالي
عندما يفكر الناس في الموسيقى، يُعد الرقص من أول الأنشطة التي تتبادر إلى الذهن، الرقص (على أنغام الموسيقى السريعة والبطيئة)، والحمل والتأرجح على أنغام الموسيقى (السريعة والبطيئة)، وإصدار أصوات موسيقية من خلال رمي الأوشحة الملونة في الهواء أو القفز على غلاف بلاستيكي فقاعي، كلها طرق موسيقية تُمكّن الأطفال الصغار جداً من بناء عضلات أذرعهم وأرجلهم وجذعهم.
قومي بتنمية المهارات الحركية الدقيقة: شجعي طفلك على رفع إبهامه "أين إبهامك؟" أو "افتح، أغلقهم" دعيه يسمع الأغاني التفاعلية مثل "عجلات الحافلة"، هناك أمثلة رائعة على كيفية دعم الموسيقى لتنمية العضلات الصغيرة في أيدي الأطفال وأصابعهم، وهي العضلات التي سيستخدمونها للكتابة والرسم عندما يكبرون.
إن تشغيل الأغاني واستخدام الأنماط الموسيقية من ثقافات منازل الأطفال يخلق استمرارية بين المنزل وبيئة الرعاية.
حققي التوازن

إن تحريك أجسامهم على أنغام الموسيقى، يمكن الوقوف مع التأرجح عند الأطفال أو نقل وزنهم من قدم (أو جانب من الجسم) إلى الأخرى، مما يعني قدرتهم على التوازن. تخيلوا أن أغنية "هيا نرقص التويست" تملأ الغرفة. يحاول الأطفال الصغار تقليد حركاتنا نحن الكبار، فيلتفون ويهتزون على أنغام الموسيقى، محاولين الحفاظ على توازنهم وتجنب السقوط! (بالطبع، السقوط غالباً ما يكون الجزء الممتع).
دعيهم يتعرفون إلى أجسادهم
قومي بتحريك أجزاء مختلفة من جسم الطفل وتشجيع الأطفال الصغار على تحريك أجسامهم أثناء غنائك أغنية، على سبيل المثال، "الرأس، الكتفان، الركبتان، وأصابع القدمين"، يساعدهم هذا على إدراك أن هذه الأجزاء تنتمي إليهم بالفعل.
قومي بالعد ومشاركة القصص
تُعرّفي إلى العديد من الأغاني للأطفال على الأرقام والعد: "واحد، اثنان، اربط حذائي"، و"خمسة قرود صغيرة"، و"هذا الرجل العجوز"، و"جاءت الحيوانات اثنين اثنين" هي أمثلة قليلة، قد يُسهّل إيقاع الأغاني وتكرارها على الأطفال الصغار جداً تذكر أسماء وتسلسل أنماط الأرقام، ولكل مقطوعة موسيقية تقريباً نمط أو تسلسل مُدمج في لحنها أو كلماتها، إن تعلم توقع الأنماط ووضع الأشياء أو الأحداث في تسلسل يُنمّي مهارات أساسية في الرياضيات والقراءة في المراحل المبكرة، اختاري أغاني ذات إيقاع أو كلمات متكررة لمساعدة الأطفال على تعلم توقع الأنماط (مثل "بوب غوز ذا ويزل"، شاركي الأغاني التي تروي قصة أو الأغاني التي لها بداية ووسط ونهاية واضحة (مثل "المزارع في الوادي") لمساعدة الأطفال على تعلم فك رموز التسلسلات الموسيقية.
فوائد الموسيقى للرضع والأطفال الصغار

- تقوي قدرة الطفل على الشعور بالإيقاع الثابت والتعبير عنه، حيث يتطلب إدراك الإيقاع الثابت التصفيق عند المولود، أو التربيت على إيقاع مقطوعة موسيقية أو أغنية أطفال.
- تقوي الموسيقا ذاكرة المولود، حتى الأطفال بعمر ثمانية أشهر يُظهرون تعرّفهم إلى مقطوعة موسيقية مألوفة بعد أسبوعين، تم إسماعه إياها في الوقت نفسه، مثل وقت القيلولة، فهذا يُساعد الأطفال الصغار على تذكر تلك الموسيقى وربطها بتجربةٍ مُحددة.
- تدعم التمييز أو ملاحظة الاختلافات، فمن خلال تجربة آلات موسيقية وأنواع موسيقية مختلفة، يُدرك الأطفال تدريجياً الاختلافات في درجة الصوت، وجرس الصوت، ونبرته، وشدته.
- تدعم اللعب التخيلي عند الأطفال والتفكير الرمزي، إن تعلم أن شيئاً ما (مكعباً) يمكن أن يمثل شيئاً آخر (سيارة) يُعد نقلة نوعية في مهارات التفكير لدى الأطفال، استخدمي الموسيقى لتنمية قدرات الأطفال الصغار على استخدام الرموز من خلال توفير أدوات تُرافق الأغاني، مثل العناكب المحشوة عند غناء "Itsy Bitsy Spider" أو أشكال الفاكهة المقطوعة من اللباد لتتناسب مع أغنية الأطفال المفضلة "Fruit Salad".
- تقوي مهارات اللغة والقراءة والكتابة، فإذا سألت عن مجال النمو الذي تُؤثِّر فيه الموسيقى أكثر، فسيُجيب معظم الناس بمهارات اللغة، في الواقع، تُنشِّط الموسيقى مهارات القراءة والكتابة وتعلُّم اللغات بطرقٍ عديدة، إن مطالبة الأطفال الأكبر سناً بملء الفراغات في الغناء (مثل "كان لدى يوسف سمكة صغيرة، زعانفها برتقالية زاهية") يُشجع الأطفال على ممارسة مهارات التفكير المنطقي والاستدلال.
- إن تقديم تجارب موسيقية بلغة الأطفال الأم يدعم تطورهم اللغوي المزدوج في السنوات الثلاثة الأولى وما بعدها، كما تُعدّ الموسيقى وسيلة رائعة لإشراك العائلات في البرنامج، حيث يشاركون أغانيهم وأغانيهم الثقافية.
- تساعد على فهم أصوات الفيلة والكنغر وغيرها من المخلوقات التي تتبختر من خلال التسجيل الأوركسترالي لـ"كرنفال الحيوانات" للملحن كاميل سان سان، سيستمتع الأطفال الصغار الذين بدأوا للتو بتطوير قدرتهم على التظاهر باللعب بسماع وتمثيل هذا الاستعراض الحيواني.
- يزداد لديهم الوعي الصوتي، يصف الوعي الصوتي مدى قدرة الطفل على سماع الأصوات المختلفة (والتي تُسمى الفونيمات) وتمييزها واستخدامها، على سبيل المثال، في كلمة "قطة"، هناك ثلاثة فونيمات مختلفة: صوت /ق/، وصوت /ط/ القصير، وصوت /ة/، الأطفال القادرون على تمييز الأصوات والفونيمات المختلفة أكثر عرضة لتطوير مهارات قراءة وكتابة أقوى مع مرور الوقت، تدعم الموسيقى هذه المهارة الأساسية لأن معظم الأغاني تتضمن قافية.
7 فوائد تعود على طفلك من تعلم الموسيقى لم تعرفيها من قبل
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.