مصر اليوم / الطريق

من تحت البلاطة إلى المحفظة الإلكترونية.. هل المصريون مستعدون لوداع الكاش؟ الأحد، 13 أبريل 2025 01:15 مـ

اقتصاد الكاش والديجيتال في .. تحليل شامل لواقع التحول الرقمي وتحدياته

مشهد المدفوعات في مصر - صراع بين الأصالة والتجديد
تتجلى في مصر صورة فريدة في عالم يشهد تحولاً متسارعاً نحو الاقتصادات الرقمية, فمن جهة، نجد جذوراً عميقة للتعاملات النقدية تمتد عبر التاريخ، ترسخت في الثقافة والممارسات اليومية للمصريين, ومن جهة أخرى، تلوح في الأفق ملامح مستقبل يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا المالية والمدفوعات الرقمية، مدفوعة بمبادرات حكومية وتغيرات في سلوك المستهلكين, وبين هذين التيارين، يبرز التساؤل المحوري: هل المجتمع المصري على استعداد تام لتبني هذا التحول الرقمي والتخلي عن عادات الدفع النقدي الراسخة؟
أولاً: الهيمنة المستمرة للنقد في مصر

الثقافة المتجذرة: عقلية "الكاش هو الملك"
لا يزال الميل نحو استخدام النقد في مصر قوياً للغاية، حيث يرى الكثيرون فيه وسيلة الدفع الأكثر أماناً وموثوقية, تعكس هذه الثقافة تفضيلاً عميقاً للأوراق النقدية الملموسة، حيث يجد الأفراد راحة نفسية في حيازة النقود وعدها بأنفسهم قبل إتمام المعاملات, يوضح محمد عبدالله، صاحب متجر بقالة، هذه النقطة قائلاً: "الزبون المصري يحب يمسك الفلوس بإيده، يعدها ويتأكد منها, الموضوع مش بس ثقة، ده عادة وراحة نفسية." من المرجح أن هذا التفضيل ينتقل عبر الأجيال، مما يعزز فكرة أن النقد هو وسيلة الدفع التقليدية والآمنة, فربما يكون لدى الأجيال الأكبر سناً تجارب أقل مع التكنولوجيا المالية وثقة أكبر في المال المادي بسبب خبراتهم السابقة ومحدودية البنية التحتية الرقمية في الماضي.

الاقتصاد غير الرسمي.. حاضنة طبيعية للنقد

يلعب الاقتصاد غير الرسمي دوراً كبيراً في الحفاظ على مكانة النقد كوسيلة الدفع المهيمنة في مصر, تشير تقديرات وزارة التخطيط إلى أن هذا القطاع يمثل نسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي ويوظف شريحة واسعة من السكان، حيث تتم معظم التعاملات فيه نقداً بشكل حصري, توضح الدكتورة هبة الليثي، أستاذة الاقتصاد، أن "الاقتصاد غير الرسمي يُعد حاضنة طبيعية للتعاملات النقدية. هذه الفئة من المجتمع ليست مندمجة في النظام المصرفي، وبالتالي، التحول الرقمي يمثل لها تحدياً وجودياً." إن الاعتماد على النقد في هذا القطاع يخلق تحدياً كبيراً للتحول الرقمي، حيث أن هذه الشركات والأفراد غالباً ما يفتقرون إلى البنية التحتية (مثل أنظمة نقاط البيع) أو المعرفة المالية أو الحوافز لتبني المدفوعات الرقمية, بالإضافة إلى ذلك، قد يرغبون في تجنب التدقيق الضريبي والتنظيمي الذي قد يصاحب إضفاء الطابع الرسمي على معاملاتهم.

الإرث الثقافي.. "الفلوس تحت البلاطة"

يمتد تفضيل النقد ليشمل أيضاً ممارسات الادخار، حيث يفضل الكثير من المصريين الاحتفاظ بمدخراتهم في المنزل بدلاً من إيداعها في البنوك، على الرغم من الجهود المبذولة لزيادة الوعي المالي، لا يزال هذا الإرث الثقافي يلعب دوراً في تشكيل سلوكيات الأفراد تجاه المال، تشرح سناء محمود، ربة منزل، قائلة: "جدتي علمتني أن أحتفظ بجزء من المال في البيت للطوارئ. رغم أن لدي حساباً بنكياً، ما زلت أحتفظ ببعض المدخرات نقداً - هذا يشعرني بالأمان." يتطلب التغلب على هذه العادة الراسخة جهوداً كبيرة في التثقيف المالي وبناء الثقة في أمن وفوائد المؤسسات المالية الرسمية، فمن المرجح أن يثق الناس بما يفهمونه، ويمكن لحملات التوعية التي تسلط الضوء على سلامة ومزايا البنوك والأدوات الرقمية أن تغير هذا التفكير تدريجياً.

ثانياً: الموجة المتصاعدة للمدفوعات الرقمية
مبادرات حكومية طموحة.. تفعيل استراتيجية "مصر الرقمية"

تبنت الحكومة المصرية استراتيجية "مصر الرقمية" منذ عام 2020 بهدف واضح وهو التحول نحو مجتمع أقل اعتماداً على النقد. كان من أبرز نتائج هذه الاستراتيجية إطلاق منظومة الدفع الإلكتروني "ميزة"، التي حققت انتشاراً واسعاً حيث وصل عدد بطاقاتها إلى 25 مليون بحلول أبريل 2025. صرح المالية المصري مؤخراً قائلاً: "نستهدف خفض نسبة التعاملات النقدية إلى أقل من 50% بحلول عام 2027. قطعنا شوطاً كبيراً في رقمنة الخدمات الحكومية والمدفوعات، لكن المسيرة ما زالت في بدايتها." وتتوافق هذه الجهود مع رؤية مصر 2030، التي تضع التحول الرقمي كأحد المحركات الرئيسية للنمو الاقتصادي المستدام. فمن خلال الاستثمار في البنية التحتية، ووضع أهداف واضحة، وتحفيز المعاملات الرقمية، تخلق الحكومة بيئة مواتية للتغيير.

النمو المتسارع للتجارة الإلكترونية.. محفز رئيسي للمدفوعات الرقمية

شهد قطاع التجارة الإلكترونية في مصر نمواً ملحوظاً، خاصة بعد جائحة ، حيث بلغ حجم السوق 9.8 مليار دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 34% عن العام السابق. يعكس هذا النمو تحولاً في سلوك المستهلكين، حيث يتجه المزيد منهم إلى التسوق عبر الإنترنت. يقول أحمد فتحي، مؤسس منصة للتسوق الإلكتروني: "نشهد تحولاً ملحوظاً في سلوك المستهلك المصري. قبل 5 سنوات، كان 80% من طلبات موقعنا تُدفع عند الاستلام. اليوم، 55% من عملائنا يستخدمون وسائل دفع إلكترونية." إن سهولة الدفع الرقمي للمعاملات عبر الإنترنت من المرجح أن تعرف المزيد من المصريين على هذه الطرق، مما قد يؤثر أيضاً على سلوكهم في الدفع غير المتصل بالإنترنت. فمع زيادة عدد الأشخاص الذين يتسوقون عبر الإنترنت، يصبحون أكثر ارتياحاً لاستخدام طرق الدفع الرقمية، مما قد يمتد إلى معاملاتهم اليومية في المتاجر الفعلية. وتشير التقديرات إلى أن سوق المدفوعات عبر الهاتف المحمول في مصر سيصل إلى 70.70 مليار دولار أمريكي في عام 2024، مع توقعات بنمو كبير في السنوات القادمة.

تطور خدمات الهاتف المحمول المالية.. قفزة نحو الشمول المالي

مع انتشار الهواتف الذكية على نطاق واسع في مصر، أصبحت المحافظ الإلكترونية من أسرع القنوات المالية نمواً، حيث وصل عدد المستخدمين إلى 30 مليون مستخدم بحلول منتصف عام 2025، مقارنة بـ 15 مليون في عام 2022. يقود الشباب هذا التغيير بشكل خاص، حيث يشكلون غالبية مستخدمي المحافظ الإلكترونية. تشير مريم حسين، مديرة التسويق بإحدى شركات المدفوعات الإلكترونية، إلى أن "الشباب المصري يقود التغيير. أكثر من 70% من مستخدمي محفظتنا الإلكترونية تحت سن 35 عاماً، وهم يستخدمونها لكل شيء من شحن الهاتف إلى دفع فواتير الكهرباء وحتى إرسال الأموال للعائلة." تثبت المحافظ الإلكترونية أنها أداة قوية للشمول المالي، حيث تتيح للأفراد الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى الخدمات المصرفية التقليدية إمكانية إجراء المعاملات المالية بسهولة. فمع ارتفاع معدلات انتشار الهواتف المحمولة ، تتجاوز المحافظ الإلكترونية الحاجة إلى البنية التحتية المصرفية التقليدية، لتصل إلى شريحة أوسع من السكان، خاصة في المناطق الريفية. وقد وصل معدل الشمول المالي في مصر إلى 74.8% بنهاية عام 2024، مما يعكس التقدم الكبير في إتاحة الخدمات المالية لجميع فئات المجتمع.

ثالثاً: معوقات وتحديات تعترض طريق التحول الرقمي الكامل

فجوة الثقة العميقة.. مخاوف أمنية وتشكك مستمر

على الرغم من الجهود الحكومية، لا تزال هناك فجوة كبيرة في ثقة المصريين بالمعاملات الرقمية، حيث يشعر الكثيرون بالقلق بشأن أمن هذه المعاملات. كشف استطلاع للرأي في مارس 2025 أن غالبية المشاركين لديهم مخاوف بشأن أمان معاملاتهم الرقمية. يوضح عمرو حسن، خبير أمن المعلومات، أن "المخاوف مبررة جزئياً. شهدنا عدة حوادث اختراق للبيانات في السنوات الأخيرة، لكن البنية التحتية الرقمية المصرية تتطور بسرعة من حيث الأمان." يتطلب بناء الثقة جهوداً مستمرة لتوعية الجمهور بالإجراءات الأمنية الرقمية وضمان الشفافية في كيفية التعامل مع المعاملات الرقمية. فمن خلال معالجة المخاوف الأمنية بشكل استباقي من خلال حملات التوعية العامة وتنفيذ تقنيات آمنة وآليات واضحة لمعالجة الشكاوى، يمكن تعزيز الثقة.

التحديات الاجتماعية والاقتصادية.. الانقسام الرقمي

يواجه التحول الرقمي تحديات اجتماعية عميقة، أبرزها التفاوت في الدخل ومستويات التعليم. تشير الإحصائيات إلى أن غالبية مستخدمي الخدمات المالية الرقمية يتركزون في المدن الكبرى، بينما لا تزال المناطق الريفية والصعيد أقل استفادة من الشمول المالي الرقمي. يرى الدكتور أحمد يونس، عالم الاجتماع، أن "التحول الرقمي ليس مجرد مسألة تكنولوجية، بل هو قضية مجتمعية بامتياز. هناك شرائح واسعة من المجتمع المصري تشعر بأنها مستبعدة من هذا التحول، خاصة كبار السن والفئات الأقل تعليماً." تتطلب معالجة هذا الانقسام الرقمي استراتيجيات مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات وتحديات مختلف الفئات الاجتماعية والاقتصادية لضمان شمولية التحول الرقمي. قد يشمل ذلك توفير خدمات مالية رقمية أكثر سهولة وبأسعار معقولة في المناطق الريفية، وتقديم للتثقيف المالي بتنسيقات مبسطة، وضمان أن الحلول الرقمية تلبي احتياجات الأفراد ذوي المستويات المختلفة من الكفاءة التكنولوجية.

المعضلة التشريعية.. الحاجة إلى إطار تنظيمي فعال

على الرغم من إصدار مصر لعدة قوانين لتنظيم الاقتصاد الرقمي، مثل قانون التجارة الإلكترونية وقانون حماية البيانات الشخصية، إلا أن التنفيذ الفعال لهذه القوانين لا يزال يمثل تحدياً. يشير المستشار حاتم زكي، المتخصص في القانون الاقتصادي، إلى أن "التحدي الأكبر ليس في سن التشريعات، بل في تطبيقها وخلق آليات فعالة للإنفاذ والشكاوى. لا يزال المواطن العادي يشعر بأنه غير محمي في الفضاء الرقمي." إن وجود إطار تنظيمي مبسط وفعال وقابل للتنفيذ، إلى جانب استمرار الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، أمر ضروري لبناء نظام دفع رقمي موثوق به وجدير بالثقة. فتوفر لوائح واضحة ومتسقة يوفر بيئة متكافئة ويحمي المستهلكين.

رابعاً: دراسة حالة.. دروس من النجاح والإخفاق

قصة نجاح: تحويلات المصريين العاملين بالخارج

تعد تحويلات المصريين العاملين بالخارج مثالاً بارزاً على إمكانات التحول الرقمي، حيث انخفضت تكلفة التحويلات بشكل كبير مع تحول غالبية هذه التحويلات إلى قنوات رقمية. تقول سمر رشاد، مغتربة مصرية في : "أرسل الآن نقوداً لوالدتي في المنيا مباشرة إلى محفظتها الإلكترونية. قبل سنتين، كان الأمر يستغرق يومين واتصالات متعددة. اليوم، يتم الأمر في دقائق." كما أعلن البنك المركزي المصري عن إطلاق خدمة جديدة للدفع الفوري للتحويلات الواردة عبر شبكة المدفوعات اللحظية. يوضح هذا النجاح الفوائد الملموسة للمدفوعات الرقمية، مثل الراحة وتوفير التكاليف، والتي يمكن أن تشجع الآخرين على تبني هذه الطرق. فعندما يرى الناس المزايا الواضحة للمدفوعات الرقمية في مجالات محددة، يصبحون أكثر عرضة للنظر في استخدامها لأنواع أخرى من المعاملات.

تحدي قائم.. مقاومة التجار الصغار للمدفوعات الإلكترونية

في المقابل، يمثل التجار الصغار في تبني المدفوعات الإلكترونية أحد أبرز التحديات. على الرغم من الحوافز الضريبية، لا يزال عدد قليل من أصحاب المتاجر الصغيرة يقبلون المدفوعات الإلكترونية. يوضح حسام عبدالعزيز، صاحب محل ملابس، أن "العميل عندنا بيساوم، والمدفوعات الإلكترونية لا تتيح هذه المرونة. كمان فيه عمولة بتروح للبنك، والأهم إن الفلوس بتوصل متأخرة للحساب، وأنا محتاج السيولة يومياً." يتطلب التغلب على هذه المقاومة حلولاً مصممة خصيصاً لمعالجة المخاوف المحددة للتجار الصغار، مثل رسوم معاملات أقل، ومعالجة أسرع للدفع، وربما دمج المدفوعات الرقمية مع أنظمة إدارة المخزون. فتعمل الشركات الصغيرة بهوامش ربح ضئيلة واحتياجات فورية للتدفق النقدي، ويجب تصميم حلول الدفع الرقمية لتلبية هذه الحقائق.
خامساً: خارطة طريق المستقبل.. نحو توازن بين النقد والرقمية

نموذج هجين.. تعايش النقد والمدفوعات الرقمية

يتفق خبراء الاقتصاد على أن مستقبل المدفوعات في مصر من المرجح أن يشهد نموذجاً هجيناً يجمع بين استخدام النقد والمدفوعات الرقمية، بدلاً من التحول الكامل إلى اقتصاد غير نقدي في المدى القريب. يؤكد الدكتور باسم فهمي، الخبير المصرفي، أن "مصر ستشهد نموذجاً فريداً يتناسب مع طبيعتها الاجتماعية والاقتصادية. الأمر لن يكون إما كاش أو ديجيتال، بل مزيجاً متوازناً يمكّن المواطنين من الاختيار حسب ظروفهم." إن إدراك هذا النموذج المختلط والتخطيط له هو نهج عملي يسمح بانتقال أكثر سلاسة ويلبي الاحتياجات المتنوعة للسكان. فقد يؤدي فرض تحول سريع بعيداً عن النقد إلى حدوث اضطرابات واستبعاد بعض شرائح المجتمع.

التثقيف المالي.. مفتاح تسريع التحول الرقمي

تتضح أهمية التثقيف المالي كعامل حاسم في تسريع وتيرة التحول الرقمي. أطلق البنك المركزي المصري مبادرة "الوعي المالي للجميع" بهدف الوصول إلى ملايين المواطنين. تؤكد الدكتورة نادية حلمي، مديرة برامج الشمول المالي، أن "التحدي الأكبر هو تغيير السلوكيات والمفاهيم المتوارثة. نحن نستهدف الشباب في المدارس والجامعات، لكننا نولي اهتماماً خاصاً للمرأة الريفية التي تعتبر عاملاً مؤثراً في تغيير ثقافة الأسرة تجاه المال." فزيادة الوعي المالي تمكن الأفراد من فهم الخدمات المالية الرقمية والثقة بها، مما يؤدي إلى زيادة تبنيها. يمكن للتعليم معالجة المخاوف الأمنية وشرح فوائد المدفوعات الرقمية وبناء الثقة في استخدام هذه الأدوات.

رؤية 2030.. بين الطموح والتحديات
تتضمن رؤية مصر 2030 هدفاً طموحاً بخفض حجم الاقتصاد النقدي إلى 30% فقط من إجمالي المعاملات. ومع ذلك، يرى محللون أن تحقيق هذا الهدف يتطلب تغييرات جذرية في مختلف جوانب النظام الاقتصادي والمجتمعي. يشير الدكتور عمرو العدوي، المستشار الاقتصادي، إلى أنه "لتحقيق هذا الهدف، تحتاج مصر إلى نظام بيئي متكامل يشمل بنية تحتية قوية، وأطر تنظيمية مرنة، وحوافز اقتصادية حقيقية، وأهم من ذلك، استراتيجية شاملة لإدماج الاقتصاد غير الرسمي في المنظومة الرسمية." إن تحقيق مثل هذا الهدف الطموح يتطلب جهداً شاملاً ومنسقاً يشمل معالجة التحديات الأساسية وإنشاء بيئة داعمة. فمجرد تحديد هدف لا يكفي؛ بل يلزم اتخاذ إجراءات وسياسات ملموسة لدفع التغييرات الضرورية في البنية التحتية والتنظيم والسلوك المجتمعي.

نحو مستقبل رقمي واعد

إن التحول من الاقتصاد النقدي إلى الاقتصاد الرقمي في مصر يمثل عملية معقدة تتجاوز مجرد التغيير التكنولوجي ورحلة تحول مجتمعي وثقافي عميق. تقف مصر في هذه المرحلة على مفترق طرق، حيث تتلاقى التقاليد العريقة للتعاملات النقدية مع التوجه العالمي المتسارع نحو الرقمنة.
يعتمد نجاح هذا التحول على قدرة المؤسسات المصرية على رسم مسار يراعي خصوصية المجتمع المصري وتنوعه، مع الاستفادة القصوى من الفرص الهائلة التي يوفرها الاقتصاد الرقمي. من المؤكد أن التخلي الكامل عن النقد لن يحدث بين عشية وضحاها، ولكن الخطوات التي تخطوها مصر نحو تبني المدفوعات الرقمية تتسارع وتيرتها يوماً بعد يوم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا