عرب وعالم / المغرب / انا الخبر

جنوب إفريقيا تُقْدِمُ على خطوة “استفزت” الجميع بسبب البوليساريو

في خطوة اعتبرها الكثيرون خرقًا صريحًا لمبادئ التعاون والوحدة الإفريقية، فجّرت جنوب إفريقيا موجة من الغضب داخل القارة السمراء بعدما دفعت الأمانة التنفيذية لمجموعة تنمية إفريقيا الجنوبية (SADC) إلى توقيع اتفاق مثير للجدل مع الكيان الانفصالي المسمى “جبهة البوليساريو“، دون استشارة أو حتى إعلام باقي الدول الأعضاء في المنظمة. هذا التحرك الأحادي، الذي تم في غياب والتوافق، كشف مرة أخرى الوجه الحقيقي لبعض الأطراف التي توظف مؤسسات العمل الإفريقي المشترك لخدمة أجندات ضيقة لا علاقة لها بمصالح الشعوب ولا بأهداف التنمية والاستقرار.

جنوب إفريقيا في قلب العاصفة: اتفاق خارج السياق وضد المبادئ

تأسست مجموعة SADC سنة 1980 بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية والتكامل السياسي والأمني بين 16 دولة من إفريقيا الجنوبية، من بينها جنوب إفريقيا، موزمبيق، زامبيا، أنغولا وتنزانيا. لطالما شكلت هذه المنظمة إطارًا لتعزيز السلام والاستقرار وتطوير البنى التحتية، لكنها اليوم تجد نفسها في قلب جدل دبلوماسي كبير بعدما تم استغلال هياكلها للتوقيع على اتفاقية مع طرف لا يحظى بأي اعتراف دولي معتبر، في خطوة تُعد سابقة خطيرة تهدد استقلالية القرار داخل المنظمة، وتمثل انحرافًا واضحًا عن مسارها التاريخي.

ردود فعل غاضبة من الدول الأعضاء: الاتفاق لا يلزمنا

لم تتأخر العديد من الدول الأعضاء في التعبير عن رفضها لهذا التصرف المنفرد. فقد سارعت كل من إسواتيني، جزر القمر، زامبيا، الكونغو الديمقراطية ومالاوي إلى إصدار مذكرات رسمية عبّرت فيها عن استيائها الشديد من توقيع اتفاق لم تتم استشارتها بشأنه، معتبرة أن ما جرى لا يُلزمها قانونيًا ولا سياسيًا، وأنه يمثل مسًّا بسيادتها، بل ويقوض مصداقية المنظمة الإقليمية برمتها.

مالاوي: موقف حازم يعيد التوازن

وكان لموقف مالاوي وقعه الخاص، حيث أكدت الحكومة بشكل قاطع أنها ترفض مضمون الاتفاق الموقع مع البوليساريو، وتعتبره لاغيًا وعديم الأثر القانوني. كما شددت على دعمها الكامل لمبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها المملكة المغربية، واعتبرتها حلاً واقعيًا وذو مصداقية للنزاع الإقليمي حول الصحراء. هذا الموقف يعكس وعيًا سياسيًا ناضجًا ويكرّس استقلالية القرار السيادي في مواجهة محاولات التلاعب بالمؤسسات الإقليمية.

دعم جزائري وتمويل مشبوه: الصراع يتجاوز جنوب إفريقيا

الخطوة التي أقدمت عليها جنوب إفريقيا لم تكن لتحدث لولا الدعم المالي والسياسي الذي توفره للكيان الانفصالي، في سياق إقليمي يزداد هشاشة وتوتراً. فبدلًا من أن تلتزم جنوب إفريقيا بروح الحياد والمسؤولية، اختارت أن تتحول إلى طرف منحاز يعمل على زرع بذور الانقسام داخل القارة، متجاهلة بذلك قيم التضامن الإفريقي التي تأسست عليها منظمة SADC.

انحراف خطير وتهديد لأمن القارة

ما حدث لا يمكن تصنيفه كزلة دبلوماسية عابرة، بل هو مؤشر على اختراق مؤسسات العمل الإفريقي من الداخل وتوجيهها نحو أهداف تتناقض تمامًا مع روح الاتحاد والتكامل. وإذا ما استمر هذا النهج، فإن القارة الإفريقية مقبلة على مرحلة من الفوضى السياسية والانقسامات التي قد تنسف كل الجهود التنموية والأمنية المبذولة على مدى عقود.

دعوة إلى التصحيح: على الدول الأعضاء أن تتحرك

في ظل هذا الوضع المقلق، تبرز الحاجة الملحة لتحرك جماعي من قبل الدول الأعضاء داخل مجموعة SADC، من أجل تصحيح هذا الانحراف الخطير، واستعادة استقلالية القرار داخل المنظمة، وضمان عدم تحولها إلى أداة تخدم أطرافًا معادية للوحدة الإفريقية. المعركة اليوم لم تعد فقط حول اتفاق مشبوه، بل حول مستقبل قارة بأكملها تتوق إلى الاستقرار والتكامل، لا إلى الانقسام والتشرذم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا الخبر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا الخبر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا