أعربت الأميرة نوف بنت عبدالرحمن آل سعود، رئيس مجلس إدارة جمعية “لأجلهم”، عن بالغ سعادتها وامتنانها بمناسبة حصول مشروع مصحف تبيان للصم، أحد المشاريع الرائدة للجمعية، على جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام لعام 2025م، تقديرًا لجهوده النوعية في خدمة فئة الصم، وتمكينهم من تدبُّر معاني القرآن الكريم.

وقالت سموها في تصريح خاص إلى ”سبق”، خلال مشاركتها في حفل الجائزة السنوي الذي أقيم مساء الاثنين بمدينة الرياض تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-: “الحمد لله يا رب، اللهم لك الحمد والشكر. هذه الجائزة ثمرة جهد جماعي وعمل متواصل من كل أعضاء الجمعية. تعبنا، لكن هذا التكريم هو ثمرة تعبنا، وهو فخر واعتزاز لنا جميعًا. واجهتنا تحديات كثيرة، لكن تغلبنا عليها بالأمل، وبالعمل الجماعي، وبدعم الداعمين. الحمد لله والشكر لله الواحد الأحد".

من جهته قال الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن فرحان، الرئيس التنفيذي لجمعية “لأجلهم” لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة، في كلمته خلال الحفل: “انطلقت فكرة هذا المشروع من خلال دراسة التجارب السابقة لترجمة معاني القرآن الكريم بلغة الإشارة، ووجدنا حاجة ماسة لتقديم تفسير مُوثَّق ومُيسَّر، يخاطب فئة الصم بلغة يفهمونها. عملنا على هذا المشروع بإيمان راسخ بأن القرآن الكريم رسالة موجهة للجميع. وبتوفيق من الله، ثم بجهود شركائنا وداعمي جمعية لأجلهم، تحقق هذا الحلم المبارك. أتوجه بخالص الشكر لمؤسسة الملك فيصل على هذا التكريم، ولقادتنا الكرام على دعمهم المستمر، ولكل من آمن بأن الوصول إلى كتاب الله هو حق أصيل لكل مسلم".

ويُعد مشروع مصحف تبيان للصم إنجازًا فريدًا من نوعه؛ كونه يقدم معاني القرآن الكريم كاملاً بلغة الإشارة، وهي اللغة الأساسية للتواصل لدى فئة الصم؛ ما يُمكّنهم من فهم وتدبُّر كلام الله -عز وجل- بأسلوب بصري سهل ومُيسَّر.

ويقدم المشروع المصحف في صورة تفاعلية من خلال تطبيق إلكتروني متطور، صُمم خصيصًا ليخدم الصم بفئاتهم كافة، ومستويات إعاقتهم السمعية.

ويتميز المشروع باستخدام تقنيات حديثة وأساليب مبتكرة في تفسير الآيات، مع عرض المحتوى بلغة إشارة دقيقة، مدعومة بشرح مبسط للمفاهيم الدينية؛ ما يجعله أداة تعليمية شاملة وفعّالة للمعلمين والمربين في إيصال الرسالة الدينية بلغة بصرية مفهومة.

ويهدف المشروع إلى سد الفجوة التي واجهتها فئة الصم على مدى سنوات في الوصول إلى التفسير الصحيح للنصوص الشرعية، كما يُمثل نقلة نوعية نحو الشمولية في التعليم الإسلامي، ويُعزز من مبدأ المساواة في الوصول إلى مصادر المعرفة الدينية، بما ينسجم مع القيم الإسلامية في العدل والرحمة.

وحظي المصحف بتقدير كبير من العلماء والمؤسسات الإسلامية؛ باعتباره نموذجًا رائدًا في توظيف التقنية لخدمة القرآن الكريم، ومبادرة مؤثرة، تعكس رؤية معاصرة لنشر تعاليم الإسلام للفئات التي كانت تفتقد الوسائل المناسبة لفهمها.

وجاء منح الجائزة للمشروع بناء على مبررات عدة، من أبرزها تقديم معاني القرآن الكريم كاملة بلغة الإشارة، واعتماد تقنيات تفاعلية، تُسهل على الصم تدبُّر آياته، إضافة إلى تطوير بنية تطبيق إلكتروني متكامل، يُلبي احتياجاتهم، ويساعد المعلمين على تعليم التفسير بلغة بصرية مبسطة، مع توفير مرئيات تفاعلية واسعة النطاق لترسيخ الفهم.

يُشار إلى أن مشروع مصحف تبيان للصم يأتي ضمن سلسلة من المشاريع التي تتبناها جمعية “لأجلهم” بهدف تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، ودمجهم في مختلف مجالات الحياة، بما فيها المجال الديني، انطلاقًا من رؤية شاملة، تؤمن بأهمية تكافؤ الفرص، وتعزيز الحقوق الشرعية والإنسانية لأفراد المجتمع كافة.