شدد الدكتور السيد عبد البارى، من علماء الأزهر الشريف، على أهمية التحقق من مصدر المعلومة، خاصة إذا كانت تتعلق بالدين، محذرًا من خطورة "السيولة المعرفية" التى أصبحت تنتشر عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى دون رقيب أو تدقيق. https://www.youtube.com/embed/eiDYT-QgA4M وقال الدكتور السيدعبد البارى، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين: "المعلومة الدينية مش زى أى معلومة، دى بتتعلق برضا ربنا وسخطه، يعنى مش زى خبر كروى أو سياسى أو اقتصادى، خطأ فيهم قد يكون ضرر، لكن فى الدين؟ الخطأ قد يضلّ الناس، بل قد يوقع فى الكفر أو البدعة والضلال". وأضاف أن كثرة تكرار المعلومة لا يعنى صحتها، مشيرًا إلى أن "الشير" وحده لا يجعل المعلومة علمًا، لافتا إلى أن كثرة النشر لا تجعل الباطل حقًّا، والله تعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا أن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)، ومن هنا كيف نعرف المصدر ونتأكد منه؟. وتابع: "هل المعلومة التى تصلك، دينية أو غير دينية، تعرف مصدرها؟ تعرف مين اللى كتبها؟ هل هو عالم مؤهل؟ ولا مجرد شخص يتحدث بلهجة أهل العلم؟ لأن للأسف، بعض الناس يتزيّا بزى أهل الدين، ويدخل بألفاظ دينية مألوفة على جمهور عاطفى بطبعه، فيُقبل كلامه دون تحقق". وأشار الدكتور عبد البارى إلى أن تطور وسائل المعرفة سهّل الوصول إلى المعلومة، لكنه أيضًا زاد من حجم المغالطات والتحريفات، قائلًا: "زمان كنا نبحث عن حديث فى الموسوعات الضخمة ونمشى وراء كل كلمة وحديث، والبحث كان متعب لكنه مثرٍ، دلوقتى تاچ واحد على الموبايل يطلع لك الحديث، بس ممكن يكون مزيف أو محرف، وهناك ما يُعرف فى علوم الشريعة بـ'التصحيف'، يعنى غلطة فى نقطة تغيّر معنى الكلمة، والناس مش واخدة بالها". وأكد أن التحرى عن صحة المعلومة الدينية واجب شرعى، خصوصًا فى هذا الزمن الذى تشوش فيه الحقائق وتُخلط فيه الشائعات بالعلم، والمعرفة الحقيقية بالخرافة، مضيفا: "مفيش حاجة اسمها اتقال وقالوا وقال أهل العلم، من غير ما تعرف مين اللى قال، ولا هو قال فين، ولا قال ليه، لازم تبحث، لازم تتأكد ده دينك!". قال الدكتور السيد عبد الباري: "يا جماعة الخير، ضرورى تسألوا: المعلومة دى جت منين؟ مين الأستاذ اللى قالها؟ هل تربى على مائدة العلم والعلماء؟ ولا مجرد واعظ لطيف؟ من حقك تشك، ومن واجبك تبحث، لأن دا دين".