لطالما ارتبط اسم غوتشي Gucci بالفخامة، وكانت أوشحتها الحريرية من أبرز رموز هذا التميّز، واليوم، تكشف غوتشي عن مشروع "فن الحرير" كتحية فنية متكاملة تحتفي بإرثها العريق في صناعة الحرير، وتسلّط الضوء على حرفية استثنائية تمتد لعقود.

يُشكّل هذا المشروع رؤية معاصرة تجسّد توازنًا بين التراث والابتكار، ويُعيد تقديم الأوشحة الحريرية ضمن سرد بصري يحتفي بالإبداع والتجديد الفني.

من الخمسينات إلى اليوم: تطورٌ مستمر

1. بدأت قصة أوشحة غوتشي في خمسينات القرن الماضي، وتحديداً في عام 1958، حيث أنتجت أول وشاح حريري تحت اسم "Tolda di Nave" (سطح السفينة)، وقد صُنع في مدينة كومو الإيطالية الشهيرة بحرفييها في مجال النسيج.
2. امتازت التصاميم الأولى بزخارفها المستوحاة من منتجات Gucci الجلدية، وكانت بمثابة خطوة أولى نحو عالم من الفخامة الملموسة.

3. تُحاكي الحملة حكاية بصرية تنبض بالأناقة، حيث يُستعرض شعار "فلورا" الشهير، الذي صممه الرسّام الإيطالي فيتوريو أكورنيرو عام 1966، كرمز أيقوني يتوسط السرد الجمالي.

4. يُجسد هذا النمط الزهري المعقد إرث غوتشي، ويمثل توقيعًا خالدًا للدار يعكس براعتها في المزج بين الأصالة والحداثة.

مشروع 90×90: إحياء الرموز الكلاسيكية بتوقيع فني معاصر

1. ضمن مبادرة "فن الحرير"، أطلقت غوتشي مشروع 90×90، وهي مبادرة فنية طموحة تجمع بين الماضي والحاضر، حيث دُعي تسعة فنانين عالميين لإعادة تصور خمسة مواضيع أرشيفية تُميز تاريخ أوشحة غوتشي: النباتات، والحيوانات، والعناصر البحرية، والفروسية، وشعار GG Monogram.
2. من خلال هذه الدعوة الإبداعية، قدم الفنانون المشاركون رؤى فنية فريدة، مزجوا فيها بين تقنيات الفن المعاصر وعناصر الموضة الراقية، فتحولت الأوشحة إلى لوحات فنية مصغّرة تنبض بالحياة، من بينهم، برزت أسماء مثل روبرت باري، وإيفرت جلين، وجوني نيش، والذين أعادوا صياغة الرموز المألوفة بأسلوب ينبض بالابتكار والحداثة.
3. لا يكتفي المشروع بإحياء الرموز الكلاسيكية فحسب، بل يُضفي عليها طاقة جديدة تُعزّز من مكانتها الثقافية والفنية، تُعد هذه التصاميم دليلاً على قدرة غوتشي على إعادة تخيّل تراثها، وتحويله إلى لغة بصرية تنطق بجرأة وأناقة.

كجزء من مشروع "فن الحرير"، تُكرّم غوتشي أبعاد الأوشحة الكلاسيكية، من خلال دعوة تسعة فنانين عالميين لإعادة تفسير خمسة مواضيع من أرشيف الدار:

• النباتات.
• الحيوانات.
• البحرية.
• الفروسية.
• شعار GG Monogram.

"الحرير هو القماش الذي يحمل الذاكرة... ننسج فيه تاريخنا، ليرتديه المستقبل" — أليساندرو ميتشيلي، المدير الإبداعي لغوتشي.

من خلال هذه المبادرة، يقدّم كل فنان رؤيته الخاصة لعالم غوتشي، لتولد تصاميم فريدة تمزج ما بين التاريخ الشخصي للدار والذوق المعاصر، مما يجعل كل وشاح أشبه بلوحة فنية تحمل توقيعاً خاصاً.

كتاب "غوتشي: فن الحرير": أرشيف مصور لحكاية فخامة

1. لمزيد من التوثيق والاحتفاء، أصدرت غوتشي بالتعاون مع دار النشر الفاخرة Assouline كتاباً بعنوان "غوتشي: فن الحرير". يُعد هذا العمل الطباعي المميز مرجعًا أرشيفيًا يسرد تطور أوشحة الحرير لدى الدار منذ انطلاقتها في خمسينات القرن الماضي، وحتى إعادة تصورها ضمن المشروع الفني الجديد.
2. يأخذ الكتاب القرّاء في جولة مرئية فخمة تمتد على مدار 300 صفحة، تكشف عن طريق الحرير من فلورنسا إلى هوليوود، وتسلط الضوء على مراحل إبداعه تحت إشراف كبار المصممين مثل توم فورد، فريدا جيانيني، أليساندرو ميشيل، وساباتو دي سارنو.
3. أعدت الكتاب الكاتبة والقيّمة الفنية جو آن فورنيس، وضم مساهمات من خبراء مثل جينيفر سليوكا وكريستوفر والاس، ما أضفى عليه ثراء معرفياً بصرياً يعزز فهم القارئ لتطور هذه القطعة الرمزية في تاريخ الموضة.

بين صفحات الكتاب: تاريخ وأناقة وحرفية تقدمها قطعة فنية لهواة الموضة والاقتناء

1. يأخذنا الكتاب إلى أعماق حِرفية صناعة الأوشحة، ويعرض أرشيفًا من التصاميم النادرة، ورسومات أولية، وصوراً أرشيفية تسلط الضوء على تطور الغرافيك والأقمشة، كما يُبرز كيف أصبحت هذه القطع رموزًا فنية وثقافية في حد ذاتها.
2. يمتاز كتاب "غوتشي: فن الحرير" بغلاف حريري فاخر مطبوع عليه شعار غوتشي، وتغلفه طبعة Flora الأيقونية، وهي لوحة مرسومة يدوياً تضم 43 نوعًا من الزهور والنباتات والحشرات، مستوحاة من لوحة "رمزية الربيع" لبوتيتشيلي.

لماذا يهم هذا الإرث اليوم؟

في عصر يُسيطر عليه الإنتاج السريع، تُذكّرنا جوتشي بأن الفخامة الحقيقية تكمن في:

• الحرفية اليدوية: كل وشاح حريري يُصنع في إيطاليا بوقت يصل إلى 6 أشهر.

• القصص وراء القطع: كما في قصة "فلورا" الذي أصبح رمزاً للحب بعد أن ارتدته الأميرة غريس.

• الاستدامة التراثية: إعادة إصدار التصاميم الكلاسيكية بدلاً من استهلاك الموارد لصنع موضة سريعة الزوال.

من الماضي إلى الحاضر: تراث ينبض بالحياة

1. تعود أولى خطوات غوتشي في عالم الحرير إلى عام 1958، عندما أطلقت أول وشاح حريري تحت اسم "Tolda di Nave" (سطح السفينة)، وهو تصميم بحري استُلهم من عالم الملاحة، وصُنع بحرفية عالية في مدينة كومو الإيطالية.
2. منذ تلك اللحظة، أصبح الحرير ركيزة أساسية في سرد غوتشي البصري، يتطور مع الزمن، ويُعيد تشكيل ذاته بتوقيع فني معاصر.
3. اليوم، تعود غوتشي بهذا الإرث إلى الواجهة، ليس فقط للاحتفال بالماضي، بل لتقديمه برؤية مستقبلية تنطق بالفن والابتكار.
4. ومن خلال حملة "فن الحرير"، ومبادرة 90×90، وكتاب "غوتشي: فن الحرير"، تؤكد العلامة مرة أخرى قدرتها على تجديد إرثها وتقديمه بشكل يلهم أجيالًا جديدة من عشاق الموضة.