عرب وعالم / السعودية / عكاظ

عملية 7 أكتوبر 2023م.. «طوفان الأقصى»..!

من تجاوزات الإعلام العربي الأخيرة، ادعاؤه بأن ما حصل عبارة عن حرب بين غزة والكيان الصهيوني، لا اعتداء من الكيان الصهيوني على غزة، و«كل» سكانها. كما ادعى بأن إسرائيل قد «خسرت» في حربها ضد غزة، وأن هذه المقاومة الفلسطينية كانت خاطئة في شن هذه العملية؛ «لعدم تكافؤ القوى». ولا ندرى متى كان تكافؤ القوة ضرورياً، بين المعتدى والمقاوم؟! والواقع، أن إسرائيل «كسبت» مواقع استراتيجية جديدة.. كسبت أرض غزة، وأراضي في لبنان وسوريا. الأمر الذي يتماشى وسياستها التوسعية، ومحاولتها المستميتة لإقامه امبراطورية صهيونية، من النيل للفرات. صحيح، ان إسرائيل «خسرت» دعم وتأييد كثير من شعوب العالم، بما في ذلك الشعوب التي كانت تؤيدها، ظالمة، أو مظلومة. ومع ذلك، فان الكسب الاستراتيجي لإسرائيل من هذه الحرب، لا يجب إغفاله.

****

أما لماذا شنت إسرائيل حرب الإبادة الجماعية ضد فلسطينيي غزة، فلأنها تريد «إبادة» أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين في كل فلسطين، سواء في غزة، أو غيرها. ولم يكن يعوزها «مبرر» للقيام بذلك. والواقع، أن ما قامت إسرائيل بعمله يعتبر، في أحسن الأحوال، انتقاماً مبالغاً فيه جدّاً. فمن حق المواطن المحتلة أرضه، في أي مكان، مقاومة الاحتلال. يقول السيد عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية سابقاً: «ان إسرائيل كانت ستقوم بحرب الإبادة هذه، سواء حدثت عملية 7 أكتوبر، أو لم تحدث».

لذلك، فإن من قاموا بحركة 7 أكتوبر2023م، إنما كانوا يقاومون احتلالاً بغيضاً، كريهاً.. يجثم على صدورهم منذ عقود. فاستغلت إسرائيل هذه المقاومة؛ لترتكب المجازر، والإبادة الجماعية، وبشكل لا يتناسب و«ضرر» حركة 7 أكتوبر 2023م. ومن المؤسف، أن «يشجب» بعض العرب عملية 7 أكتوبر هذه، ويصبون اللوم فيما حدث على الفلسطينيين. إن ذلك من «عجائب» التفكير السياسي العربي القاصر.. أي الذي يفتقر لدرجة معقولة من الوعي السياسي بما يجرى حولهم، ومغزى ما يجرى. يلومون الفلسطينيين، ناسين أن إسرائيل تريد رأس العروبة والإسلام، وليس فلسطين وحسب. وأنها كانت ستشن حروب إبادة، سواء حدثت عملية 7 أكتوبر، أو لم تحدث. ثم إن إسرائيل كان يمكنها الاقتصاص بقدر ما حدث لها. ولكنه الحقد الصهيوني الأسود على كل ما هو عربي، والأطماع الصهيونية التي لا حصر لها. بدليل اعتراض الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة على وقف إطلاق النار، واتفاقيات تبادل الأسرى، بين حماس والكيان الصهيوني.

****

إن «النتيجة النهائية» لمذابح عملية 7 أكتوبر، وحرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل ضد كل الفلسطينيين، يمكن تلخيصها فيما يلي:

- تعاطف معظم دول العالم مع القضية الفلسطينية، والمطالبة بـ «فلسطين حرة». وعدم استغلال العرب لهذا التعاطف.

- تأكد عجز العرب عن نصرة حتى أعدل القضايا على وجه الأرض.

- غياب السلطة الفلسطينية شبه الكامل عن هذا الحدث. وهو أمر مستغرب من ناحية، ومفهوم من ناحية أخرى.

- اكتساب إسرائيل لبعض الأراضي، والمواقع الاستراتيجية، و«انتصارها» في غزة ولبنان وسوريا.

- مقتل حوالى 53 ألف غزي، منهم حوالى 20 ألفاً من النساء والأطفال. وجرح حوالى 120 ألفاً. إضافة الى تشريد حوالى مليوني فلسطيني غزي مدني، من بيوتهم في غزة الى خارج القطاع السكاني، ومعاناة هؤلاء، بأسرهم وأطفالهم، من نقص الحاجات الغذائية، بل وحتى مياه الشرب. رأى العالم أسرة غزية، بأطفالها ونسائها، تغلي قليلاً من مياه البحر، لنزع ملوحته، لعلها تصبح قابلة للشرب، وللاستخدام الآدمي. ومعروف، أن إسرائيل تعمدت تجويع وتعطيش الغزيين. وتعمدت عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إليهم. فما فعلته إسرائيل هي حرب إبادة جماعية بامتياز، وليس فقط عقاباً جماعياً غالبية ضحاياه من الأبرياء.

- استغلال إسرائيل تغيير النظام السياسي في ، وشن هجمات واسعة على الجيش السوري، أدت الى تحطيم هذا الجيش، وفقدان حوالى 80% من قدراته العسكرية.

- خسارة العرب (المؤقتة) لسوريا.

- خروج إيران (خالية الوفاض) من أهم مناطق نفوذها بالمنطقة. وهذا يعتبر مكسباً عربياً، عندما نأخذ في الاعتبار العداء الإيراني للعرب، والتدخل الإيراني في شؤن بعضهم الداخلية.

- ضعف ورقة الأكراد (تنظيم قسد)، وهذا أمر صب في مصلحة تركيا.

- زيادة كراهية الشعوب العربية للكيان الصهيوني.

- ما قامت به إسرائيل، يثبت عدم اكتراثها بمشاعر العرب، بما في ذلك من «طبّعوا» العلاقات معها.

- تأكد دعم الولايات المتحدة للكيان الصهيوني في كل الأحوال، فمعظم مسؤولي أمريكا هم الأكثر صهيونية من مسؤولي الكيان الصهيوني نفسه. مما يعنى أن الخصم هو أمريكا. وتلك أزمة كبرى، بل هي أكبر تحدٍّ يواجه العرب، منذ أن زرع الكيان الصهيوني، في قلب الأمة العربية.

أخبار ذات صلة

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا