د. مايا الهواري
عمليّتان مهمّتان تكمّل إحداهما الأخرى وتؤثّر فيها، تلعبان دوراً كبيراً في رسم إطار يحدّد علاقة الإنسان مع مجتمعه ومحيطه، متفاعلاً به ومعه، إنّهما التّأثير والتّأثّر، اللذين يلعب وعي الإنسان وإدراكه دوراً كبيراً فيهما، حيث يرتبط ذلك بالذّكاء العاطفيّ الذي يقود الإنسان لفهم مشاعره ومشاعر من يعيش معهم.
وعندما نتحدّث عن التّأثير فإنّنا نقصد به تلك القوّة التي يمتلكها الإنسان أو يكتسبها ليؤثّر في سلوك الآخرين ويترك فيهم أثراً معيّناً قد يكون سلبيّاً أو إيجابيّاً، وما أكثر المؤثّرين والمتأثّرين في الآونة الأخيرة بالمطربين والمطربات أو الممثّلين والممثّلات أو أبطال الرّياضة وغيرهم ممّن ذاع صيتهم وانتشر على مواقع التّواصل الاجتماعي، ومثال ذلك أغنية الفنانة شيرين/ أتمنى أنساك، هذه الأغنية التي لاقت قبولاً كبيراً على مواقع التّواصل الاجتماعي لأنّها لامست داخل بعض النّاس وخاصّة النّساء، فهي تصف حالها وأيّ حال مشابهة لها، وإن كان هذا الوصف صحيحاّ يجب ألّا يكون معممّاً، أي تعميم حالة الأغنية على جميع الرّجال وكأنّ كلّ الرّجال تنطبق عليهم هذه الكلمات، أو أنّ كلّ الرّجال متشابهون، وهذا أمر في غاية الخطورة، فليس كلّ رجل علاقته سامّة، فهناك رجال كثيرون يحسنون المعاملة والعشرة ويعاملون زوجاتهم بكلّ حبّ ورعاية، ولكنّ كثرة الكلام بالموضوع تجعله موضوعاً عاماً يشمل الجميع ونرى الكثيرات يتكلّمن عن الرّجل وكأنّه عدوّ، وهنا يجب الانتباه لأمر مهمّ هو أنّ الرّجال ليسوا متشابهين. و«الرّجل عدوّ المرأة» هذا الكلام ليس سليماً، إذ يمكن أن يمرّ المرء بحالة معيّنة يمرّ بها معظم الناس، فحياة الجميع متشابهة يعيشون على أرض واحدة، تقاليدهم وعاداتهم متشابهة ومن الطّبيعي أن تتشابه أمورهم، وبالتّالي ليس حكراً على أحد ما يحصل له، فإن أصيب أحدهم بأمر صعب وسيّئ فهذا لا يعني أنّ الحياة كلّها عسر وتسير في المنحى السّلبيّ، بل هي متفاوتة بين سلب وإيجاب، يسر وعسر، مرض وشفاء، خير وشر، والخير موجود لدى الجميع، بل ويجب أيضاً أن نبحث عنه داخلنا وليس داخل نفوس الآخرين، لأنّ الواقع الّذي نعيشه هو انعكاس لأفكارنا ومشاعرنا، ومن يعدّل أفكاره ومشاعره فإنّه يعدّل واقعه للأفضل.
نستنتج ممّا سبق أنّ البشر يعيشون حياة التّأثير والتّأثّر، وقد يكون ذلك بالاتجاه السّلبي أو الإيجابي، وعلى المرء الذّكي أن يتفطّن الاتّجاه الإيجابي ويعدّل أفكاره نحوه ليعيش حياة سعيدة ملؤها الأمل والتّفاؤل، ليكون مؤثّراً إيجابياً لا سلبيّاً في الآخرين.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.