شهدت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم الجمعة 11 أبريل، في محاولة لامتصاص الصدمة القوية التي تلقتها في الجلسة السابقة. يأتي هذا الارتفاع المحدود في ظل تقييم دقيق من قبل المتعاملين لتأثيرات الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين على مستقبل الطلب العالمي على الخام.

أسبوع ثانٍ على التوالي من التراجعات يلوح في الأفق

على الرغم من محاولة التعافي اليوم، تتجه أسواق النفط نحو تسجيل انخفاض أسبوعي ثانٍ على التوالي. ويعزى هذا الأداء السلبي إلى المخاوف المتزايدة من استمرار وتوسع الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، الولايات المتحدة والصين، وهو ما يلقي بظلال كثيفة على توقعات نمو الطلب العالمي على الطاقة.

وتشير التوقعات إلى انخفاض سعر خام برنت بنحو 2.1% هذا الأسبوع، بينما يسير خام غرب تكساس الوسيط على خطاه بانخفاض متوقع قدره 1.8%، وذلك بعد انخفاض حاد بنسبة 3.5% شهده كلا الخامين القياسيين في تعاملات أمس الخميس.

أسعار النفط اليوم

بحلول الساعة 07:05 صباحًا بتوقيت غرينتش (10:05 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، سجلت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يونيو/حزيران 2025، ارتفاعًا بنسبة 0.62% لتصل إلى 63.72 دولارًا للبرميل. وفي المقابل، صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم مايو/أيار 2025، بنسبة 0.58% لتستقر عند 60.42 دولارًا للبرميل.

توقعات قاتمة من إدارة معلومات الطاقة

في تطور يضيف مزيدًا من الضغط على الأسعار، قامت إدارة معلومات الطاقة الأميركية بتخفيض توقعاتها لأسعار النفط خلال عام 2025، معربة عن قلقها بشأن ضعف محتمل في الطلب على الخام.

وتتوقع الإدارة أن يسجل متوسط السعر الفوري لخام غرب تكساس الوسيط 63.88 دولارًا للبرميل خلال العام الجاري، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 9.6% عن تقديرات شهر مارس/آذار 2025 التي بلغت 70.68 دولارًا.

كما قلصت الإدارة توقعاتها لسعر خام برنت بنسبة 8.6% ليصل إلى 67.87 دولارًا للبرميل في عام 2025، مقارنة بالتقديرات السابقة البالغة 74.22 دولارًا. ويعكس هذا التخفيض حالة عدم اليقين السائدة بشأن نمو الطلب العالمي على النفط، بالإضافة إلى احتمالية زيادة الإمدادات من قبل تحالف أوبك+ في الأشهر القادمة.

المحللون يحذرون من استمرار الضغوط

يرى محللو بي إم آي (BMI) أن أسعار النفط ستظل تحت ضغط مستمر في ظل تقييم المستثمرين للمفاوضات التجارية الجارية والتوترات المتزايدة بين واشنطن وبكين. ويشيرون إلى أن أي نزاع مطول بين أكبر اقتصادين في العالم من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض حجم التجارة العالمية وتعطيل مساراتها، مما سينعكس سلبًا على النمو الاقتصادي العالمي وبالتالي على الطلب على النفط.

ترمب يصعد الحرب التجارية رغم الهدنة المؤقتة

في خطوة تصعيدية، رفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرسوم الجمركية على الصين بنسبة كبيرة أمس الخميس، وذلك على الرغم من إعلانه في وقت سابق من هذا الأسبوع عن تعليق مؤقت للرسوم الجمركية الثقيلة على عشرات الشركاء التجاريين. ولم تتأخر الصين في الرد، حيث أعلنت بدورها عن فرض رسوم استيراد إضافية على السلع الأميركية.

مخاوف تباطؤ الاقتصاد العالمي تلقي بظلالها

من جانبه، أكد كبير إستراتيجيي السلع في بنك إيه إن زد (ANZ)، دانيال هاينز، أن المخاوف بشأن تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي العالمي تضع أسعار النفط تحت ضغط إضافي. وأضاف أن البنك يتوقع انخفاض استهلاك النفط بنسبة 1% في حال انخفض النمو الاقتصادي العالمي عن مستوى 3%.

وقد عززت إدارة معلومات الطاقة الأميركية هذه المخاوف من خلال تخفيض توقعاتها للنمو الاقتصادي العالمي، محذرة من أن الرسوم الجمركية قد تؤثر سلبًا على أسعار النفط، كما خفضت توقعاتها للطلب الأميركي والعالمي على النفط لهذا العام والعام المقبل.

اجتماع أوبك+ المقبل تحت المجهر

يرى محللو بي إم آي أن اجتماع تحالف أوبك+ المقرر عقده في الخامس من مايو المقبل سيكون حاسمًا في تحديد مسار الأسعار. ويشيرون إلى أن أي إعلان عن نمو إضافي في المعروض خلال هذا الاجتماع قد يكون بمثابة حافز لتجدد موجة البيع في الأسواق.