العريش ـ محمد حسين
الجمعة، 11 أبريل 2025 06:00 صيبرز شاطئ مدينة العريش كواحة فريدة تأسر الزائرين بجمالها وتفاصيلها المتناغمة، في شمال سيناء، حيث تمتزج الطبيعة الساحرة بالتاريخ العريق.. على امتداد الساحل، تتمايل أشجار النخيل الباسقة على وقع نسيم البحر، مشكلة مشهدًا نادرًا لا يتكرر، تتلاقى فيه مياه البحر الصافية مع تلال الرمال الذهبية، في خلفية تحيط بها أشجار النخيل التي تعكس تراثًا ضاربًا في الجذور.
يطلق أهالي العريش على هذا المكان اسم "شاطئ النخيل"، نظرًا لانتشار أشجار النخيل على طوله، والتي لا تؤدي دورًا جماليًا فحسب، بل تمثل عنصرًا أساسيًا في تجربة الزوار. فهي توفر الظلال الوارفة والمساحات الهادئة للجلوس، بينما تلامس الأمواج جذوع النخيل في مشهد طبيعي مدهش. ويُعد هذا الشاطئ وجهة مفضلة للباحثين عن الراحة والسكينة بين أحضان الطبيعة.
ورغم التوسع العمراني الذي طال كثيرًا من مناطق الشاطئ، مما أدى إلى اختفاء مساحات واسعة من بساتين النخيل، إلا أن بعض المناطق لا تزال تحتفظ بها، لا سيما منطقة الريسة شرق العريش. هذه المناطق باتت اليوم من أكثر الأماكن جذبًا للزوار، حيث تتوفر فيها الأشجار بكثافة، وتشكل مع البحر والرمال لوحة بصرية طبيعية لا توجد إلا في هذا المكان، ويتوافد الزائرون لالتقاط صور تذكارية من أعالي التلال الرملية، توثق لحظات تأمل في هذا الجمال الساحر.
بعض أشجار النخيل في العريش يعود عمرها إلى أكثر من مئة عام، ولا تزال شامخة في أماكن لم تصلها يد التوسع العمراني. ويقوم الأهالي، خاصة المزارعين المقيمين على مقربة من الساحل، برعاية هذه الأشجار وزراعتها، وتبقى النخيل حاضرة في المشهد، حاملة معها عبق الماضي وخصوصية المكان.
ويُعد حوض ساحل العريش من أهم مناطق شمال سيناء في زراعة النخيل، إلى جانب الزيتون. وتنتشر بساتين النخيل في مناطق مثل المساعيد والدهيشة وأبو صقل والريسة، شرقًا وغربًا، حيث يتوارث السكان تقنيات الزراعة والجني والتجفيف من جيل إلى آخر. وتشكل زراعة النخيل مصدر دخل ورافدًا اقتصاديًا مهمًا، حيث تُستخدم ثماره لصناعة العجوة، بينما تُستغل الجريد ومخلفات النخيل كعلف للحيوانات ومواد بناء تقليدية للمنازل.
يؤكد سعيد أمين، أحد المهتمين بالتراث الشعبي في مدينة العريش، أن النخيل ليس مجرد شجرة بل هو "رمز لهوية المدينة وعلامة من علاماتها المميزة". ويضيف أن موسم جني البلح له طقوس شعبية راسخة، حيث يُجفف البلح في أماكن مخصصة تُعرف باسم "المشرة"، وهي مساحة تحاط بجريد النخيل وتُفرش أرضيتها بالجريد الأخضر، وتُستخدم لتجفيف البلح لمدة عشرة أيام تحت أشعة الشمس، للحفاظ عليه من الفطريات.
ويشير أمين إلى أن العجوة تُخزن في صفائح لتُستهلك خلال فصل الشتاء، خصوصًا في فترة "الأربعينية" التي تنخفض فيها درجات الحرارة بشكل حاد، حيث تمد العجوة الجسم بالطاقة. كما يتم إعداد "الشقيق" و"الفديغ"، وهي منتجات مصنوعة من الرطب المجفف بطرق تراثية، لا تزال مستخدمة حتى اليوم.
من جانبه، يستعيد شعبان الفضالي، أحد أبناء المدينة، ذكريات العريش القديمة، قائلاً إن أشجار النخيل كانت تزين الطريق من أبو صقل حتى المساعيد، كأنها تصطف لتحيي العابرين صباحًا ومساء، ويضيف: "النخيل في العريش ليس مجرد شجرة، بل هو شاهد على التراث والجمال الطبيعي الذي يجب الحفاظ عليه للأجيال القادمة".
ويتابع الفضالي أن موسم جني البلح يُعد مناسبة اجتماعية وثقافية، حيث يجتمع الأهالي من مختلف الأعمار للمشاركة في عمليات الجني والتجفيف، مما يعزز الروابط المجتمعية ويحيي الطقوس القديمة، ويعتبر أن شاطئ النخيل يمثل رمزًا لهذا التراث، ومكانًا يجمع بين سحر الطبيعة ودفء الذاكرة.

أشجار النخيل علي طول الشاطئ

جمال الطبيعة علي شاطي العريش

روعه النخيل

غابات النخيل قبالة الشاطي

مزارع النخيل شرق العريش

نخيل سيناء شامخ على مر سنوات

نخيل شمال سيناء

نخيل وتصنيع عجوة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.