على الرغم من تعليق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً، تواصلت ردود الفعل العالمية المنددة بالرسوم الخميس، وسط مراهنة البيت الأبيض على إبرام الصفقات والتوصل إلى اتفاقات مع بعض الدول.

وفي هذا السياق، قال كيفن هاسيت المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض: «إن الولايات المتحدة تتحدث مع شركاء تجاريين واقتربت من التوصل إلى اتفاقات مع البعض بشأن الرسوم الجمركية».

أضاف هاسيت خلال مقابلة مع قناة سي.إن.بي.سي: «تقترب الكثير من الصفقات من إبرامها».

دول أمريكا اللاتينية

من جهته، انتقد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الرسوم الجمركية «التعسفية التي فرضت على الواردات الأمريكية» وذلك خلال قمة لقادة دول أمريكا اللاتينية الأربعاء، دعا خلالها إلى تشكيل جبهة موحدة ضد الإجراءات الاقتصادية التي اتخذها دونالد ترامب.

ولولا من بين 11 رئيس دولة حضروا إلى هندوراس للمشاركة في اجتماع مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي التي تضم 33 عضواً.

وقال لولا رئيس أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية: «إن الرسوم التعسفية تزعزع الاقتصاد العالمي وترفع الأسعار».

وأضاف: «التاريخ يعلمنا أن لا فائز في الحروب التجارية».

وأكد قادة المجموعة المجتمعون في تيغوسيغالبا عاصمة هندوراس على أهمية وحدة الهدف في هذه الأوقات الاقتصادية غير المستقرة.

وقالت رئيسة الدولة المضيفة شيومارا كاسترو: «لا يمكننا الاستمرار في المضي بشكل منفصل بينما العالم يعيد تنظيم نفسه».

وأضافت: «إن الولايات المتحدة تعيد رسم خريطتها الاقتصادية بدون أن تسأل عن الشعوب التي ستتخلف عن الركب».

التكاتف والتضامن

بدورها قالت رئيسة المكسيك كلاويا شينباوم: «إن هذه أوقات تشهد تغيرات عميقة في التجارة الدولية». أضافت: «اليوم أكثر من أي وقت مضى، هو الوقت المناسب للاعتراف بأن أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بحاجة إلى التكاتف والتضامن بين حكوماتها وشعوبها وتعزيز التكامل الإقليمي على نطاق أوسع».

من جانبه، قال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو: «إن على أعضاء المجموعة مساعدة الواحد منَّا الآخر.. دعونا لا نقع في فخ حل المشكلات منفردين».

أستراليا ترفض عرضاً من الصين

إلى ذلك، رفضت أستراليا اقتراحاً من الصين بالعمل معاً لمواجهة الرسوم الجمركية الأمريكية، وقالت: «إنها ستواصل بدلاً من ذلك تنويع تجارتها وتقليل اعتمادها على الصين وهي أكبر شريك تجاري لها».

وقال ريتشارد مارلز، نائب رئيس الوزراء لشبكة سكاي نيوز: «لن نتعاون مع الصين في ما يتعلق بأي منافسة تجري في العالم» في إشارة إلى اقتراح السفير الصيني للدول للعمل معاً في ما يتعلق بالتجارة.

وحث السفير الصيني لدى أستراليا في مقال رأي بإحدى صحف كانبيرا على التعاون مع بكين للدفاع عن نظام التجارة العالمي متعدد الأطراف.

وقال: «في ظل المستجدات، تقف الصين على أهبة الاستعداد للتعاون مع أستراليا والمجتمع الدولي للاستجابة بشكل مشترك للتغيرات في العالم».

رابطة «آسيان»

من جهتهم، تعهد وزراء اقتصاد رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ب«عدم فرض تدابير انتقامية» ضد الولايات المتحدة بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية، مؤكدين استعدادهم الانخراط في محادثات.

وقال الوزراء: «إن الرد الانتقامي لن يكون مفيداً لأن الولايات المتحدة هي أكبر مصدر للاستثمارات الأجنبية المباشرة لآسيان وثاني أكبر شريك تجاري في 2024».

وقال وزراء آسيان في بيان صدر بعد اجتماع عبر الفيديو: «إن رابطة آسيان باعتبارها خامس أكبر اقتصاد في العالم، تشعر بقلق عميق إزاء الرسوم الجمركية الأحادية التي فرضتها الولايات المتحدة أخيراً بما فيها تلك التي أُعلنت في الثاني من أبريل ثم علّقت في 9 أبريل 2025». ورغم قلقهم أكد الوزراء استعدادهم «للدخول في حوار صريح وبناء مع الولايات المتحدة».

بكين تحذر

من جهتها، حذّرت الصين الولايات المتحدة من أن الرسوم الجمركية على شركائها التجاريين الدوليين «ستؤثر بشدة» على الاستقرار الاقتصادي العالمي.

وقالت الناطقة باسم وزارة التجارة الصينية هي يونغ تشيان في مؤتمر صحافي: «أعلنت الولايات المتحدة أخيراً فرض رسوم جمركية عشوائية على كل شركائها التجاريين، بما فيهم الصين، وهو ما ينتهك بشكل خطير الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية ويؤثر بشدة على استقرار النظام الاقتصادي العالمي».