في الحقيقة تقوم السلطات المعنية ووسائل الإعلام بإرسال رسائل متكررة لتوعية الراغبين في الحج بالحذر من الوقوع في براثن منظمي حملات الحج الوهمية سواء في الداخل والخارج، وتناشد الحجاج باستخراج تصاريحهم والتأكد من التعامل مع حملات حج مرخصة ومعتمدة من مكاتب شؤون الحج الرسمية في دولهم أو عبر منصة نسك للدول التي ليس لديها مكاتب رسمية خاصة بالحج !

والوعي في التعامل مع العروض سواء في أداء مناسك الحج والعمرة أو السياحة ضروري لتفادي التعرض للاحتيال وخسارة الأموال، فالبعض للأسف تدفعه الرغبة في الحصول على عروض مغرية ورخيصة إلى الوقوع في براثن الاحتيال، هناك قصص لا تنتهي لحالات الاحتيال !

بل إنني تعرضت شخصياً لمحاولة احتيال عبر منصة حجوزات فنادق عالمية شهيرة، عندما حجزت سكناً لقضاء إجازة الصيف في إحدى العواصم الأوروبية أغراني سعره المنخفض قياساً بفخامته وموقعه، لكن الثقة في المنصة العالمية والتعامل المالي من خلالها طمأنني، حتى تلقيت بعد يومين رسالة من مالك السكن يزعم فيها رغبته في إجراء الحجز بشكل مباشر ليتلافى دفع عمولة المنصة العالمية الباهظة مقابل خصم إضافي يقدمه لي، كان العرض مغرياً لكنه مشبوهاً، وبالفعل تقصيت عن السكن المعروض عبر وسائل البحث في الإنترنت لأكتشف أنه معروض للبيع لدى مكتب عقارات بأكثر من ٧ ملايين يورو، وبالتواصل مع المكتب أنكر أنه معروض للإيجار فأيقنت أنني أمام عملية احتيال، وأرسلت رسالة لمنصة الحجوزات العالمية، أوضح فيها شكوكي بمراسلات زاعم الملكية، فتلقيت اتصالاً هاتفياً من المنصة يشكرني ويشير إلى إزالة السكن من قائمة العروض، ولكنني لم أجد هذا كافياً وطالبتهم بوضع معايير أكثر تشدداً عند تسجيل العروض، وسر حذري هو قصة شبيهة وقعت لأحد الأصدقاء عندما تلقى اتصالاً مشابهاً ودفع عبر حوالة مالية قيمة الإيجار ليكتشف عند سفره أن السكن الذي استأجره لا وجود له، واضطر لتحمل تكاليف إضافية بحثاً عن سكن بديل في زمن قصير تكون فيه الأسعار في ذروتها، بينما رفضت منصة الحجوزات تعويضه بحجة أنه خرج عن مسار الدفع من خلال قنوات المنصة، لكنها اضطرت في النهاية لمساعدته بعد أن هدد بمقاضاتها لأنها سمحت لمحتال أن يستدرج ضحاياه عبر منصتها !

باختصار.. وعي الأفراد مهم جداً ليكون شبكة الأمان وترياق الوقاية من الاحتيال، أما مسلك الطرق الخلفية والمظلمة بحثاً عن إغراءات التوفير فليس إلا طريقاً يؤدي إلى مصائد المحتالين !