سيطر بعض الارتباك على مشهد التشغيل التجريبي لبوابات الدخول الجديدة لمنطقة الأهرامات أمس.

بينما شهدت المنطقة اليوم الأربعاء، وهو ثاني أيام التشغيل التجريبي انتظاماً ملحوظاً، حيث تم استقبال أكثر من 12 ألف زائر، بزيادة قدرها 120% عن المعدلات اليومية السابقة، بحسب بيانات وزارة الآثار.

وقد تم إغلاق المدخل القديم بشكل نهائي وهو الموجود بجوار فندق مينا هاوس ليتم اعتماد الدخول بالكامل من بوابات طريق الفيوم.

واصطف عدد من الخيالة عند المدخل في محاولة لمنع الزوار من الدخول، وليستأجروا منهم جمالاً أو خيولاً يركبونها بهدف التجول في منطقة الأهرامات، وهو الأمر الذي تعمل الحكومة المصرية على ضبطه بالاعتماد على بوابات مرور جديدة.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو أظهرت قيام عدد من الخيالة والهجانة بقطع الطريق أمام حركة الزائرين والحافلات السياحية، في مشهد أثار غضب الكثير من المتابعين.

وبحسب شهود عيان تجمهر الخيالة بالقرب من البوابات الجديدة على طريق الفيوم، ورددوا هتافات تعبر عن رفضهم للتطوير الذي قد يؤثر في أنشطتهم التقليدية في المنطقة، ما عطل حركة الحافلات الكهربائية الموجودة لنقل الزائرين، وتسبب في تأخير الجولات الافتتاحية وإرباك السياح المصريين والأجانب.

نجيب ساويرس يطالب بإيقاف استخدام الحيوانات في منطقة الأهرامات

ارتباك مشهد دخول الأهرامات من البوابات الجديدة الذي انتشر أمس، دفع برجل الأعمال المصري نجيب ساويرس والذي يمتلك مطعماً داخل المنطقة السياحية بالأهرامات لتجديد دعوته بإيقاف استخدام الخيول والجمال داخل المنطقة الأثرية للأهرامات في مصر.

وقال ساويرس، عبر حسابه على منصة إكس:«الصالح العام أهم من 2000 شخص ظلوا لسنين يسيئون لبلدهم ويشوّهون صورة واحدة من أعظم حضارات العالم».

وتعد شركة أوراسكوم بيراميدز للمشروعات الترفيهية، التابعة لساويرس، هي ممثل القطاع الخاص الذي يتعاون مع الحكومة المصرية في تنفيذ المنظومة الجديدة لزيارة هضبة الأهرامات بالجيزة، والتي بدأ التشغيل التجريبي لها أمس الثلاثاء.

جدل حول استخدام الخيول والجمال سياحياً داخل المواقع الأثرية

قال شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، أنه ضد الفكرة الشائعة بأن منطقة الأهرامات بها عشوائية، موضحاً أنه لو هذه الصورة الذهنية صحيحة، لم يكن هناك حوالي 15.8 مليون سائح قد زاروا الأهرامات خلال العام الماضي.

وشدد على ضرورة الفصل بين بعض المشاهد الاستثنائية والواقع الحقيقي.

تصريحات ساويرس تثير تفاعلاً واسعاً عبر منصة «إكس»

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يعبر فيها الملياردير المصري نجيب ساويرس عن غضبه من وجود الخيالة في منطقة الأهرامات.

لطالما أعلن ساويرس صراحة عن رفضه لوجودهم وممارساتهم التي تتضمن مضايقات لزوار المنطقة.

وهناك جدل دائم يتعلق بنشاط الخيالة في الأهرامات بين رافضين للمشهد تماماً، وآخرين يرون أنها جزء من الطقوس الملهمة لبرنامج زيارة السائح، ولكن فقط تحتاج لإعادة تنظيم.

هل تؤثر الممارسات السياحية الحالية على صورة مصر عالمياً؟

علق رئيس الوزراء المصري خلال الاجتماع الأسبوعي اليوم الأربعاء على واقعة بوابات الأهرامات قائلاً: «تابعت ما جرى أمس خلال اليوم الأول من التشغيل التجريبي للمشروع، ولكن بدأت الأمور تنتظم خلال الساعات القليلة الماضية، موضحاً أن الجميع كان يشتكي من طريق الدخول والخروج في منطقة الأهرامات».

وكان قد بدء التشغيل التجريبي لمشروع مدخل منطقة الأهرامات الجديد أمس الثلاثاء، وهو طريق الفيوم- الواحات، وذلك بعد انتهاء المشروع بنسبة 100%، في خطوة تهدف إلى تحسين تجربة الزوار وتطوير المنطقة الأثرية بالأهرامات ليتم افتتاحه رسمياً مع المتحف المصري الكبير في 3 يوليو المقبل.

وأضاف مدبولي أن هناك فترة تشغيل تجريبي تمتد حتى مايو، وذلك بهدف استيعاب أى مشاكل في مشروع البوابات الجديدة.

وأشار إلى أنه كان هناك اتهام دائم للحكومة المصرية بالصمت أمام مشاكل زيارة منطقة الأهرامات، لذلك يتطلب الإصلاح وقتاً وهناك جدول زمني حتى نصل لنتيجة نهائية ترضي الجميع.

مطالبات بتحسين إدارة المنطقة الأثرية في الجيزة

من جانبها أكدت وزارة السياحة المصرية، أنها لا يمكن أن تتخلى عن خطة تحسين تجربة زيارة السائح وجعلها أكثر سهولة وتنظيماً، مع الحرص على عدم التغيير في الشكل العام بمنطقة الأهرامات وخصوصيتها، وكونها تعبر عن ملامح تاريخية مميزة للمكان.

الجدير بالذكر أن التخطيط لمشروع تنظيم الدخول في منطقة الأهرامات بدأ في 2009 لكنه توقف بسبب الأحداث السياسية في 2011.

وتم استئناف العمل بالمشروع في 2016، ليكتمل بصورته النهائية في 2025 وبتكلفة تقديرية تصل إلى 400 مليون جنيه، بتمويل حكومي وتنفيذ من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

ويتضمن المشروع نقل مدخل المنطقة الأثرية من موقعها القديم بجوار فندق مينا هاوس إلى بوابة جديدة على طريق الفيوم-الواحات، مع إنشاء موقف سيارات لـ1200 مركبة وحافلة وتشغيل 30 حافلة كهربائية و20 عربة تعمل بالطاقة النظيفة لنقل الزائرين بين 7 محطات رئيسية تشمل البانوراما وأبو الهول.

ويأتي المشروع في إطار استراتيجية لتعزيز السياحة المصرية بالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير.