كتبت - مرام محمد و بتول عصام
الثلاثاء، 08 أبريل 2025 06:00 صفي رشة صغيرة لا تتجاوز بضع أمتار، التقى "اليوم السابع"، رجلًا سبعينيًا يجلس على حاله منذ عشرات السنين، على يمينه قطعًا براقة من الصدف البحري تبرز جمال وسحر الطبيعة، وأنماط خطية متداخلة تظهر فيها روعة النقوش وانسجامها، وعلى يساره تحفًا فنية تحاكي تصاميم قطع الأثاث القديمة.

جلال محمد محمود - أقدم نجار أرابيسك عربى
وبينما كان جلال محمد محمود صاحب الـ78 عامًا، يستقبل حمولة من ألواح الخشب، استعدادًا لتقطيعها وتجميعها في هيكل خشبي، اختطفنا منه دقائق ليحكي لنا حكايته مع النجارة وصناعة الأرابيسك، فقال: "أنا نجار أرابيسك، عملت في المهنة منذ أن كنت في الـ15 من عمري، شأن الكثير من الصبية في ذلك الزمن لم أكمل تعليمي في المدرسة واتجهت للعمل في ورش النجارة، ورغم أن والدي كان صاحب مصانع نسيج، اتجهت للنجارة والأرابيسك حبًا فيه، فهو تراث عريق وفن عشقته منذ الطفولة وليس مهنة، ونحن نحيي هذا التراث".
تعتمد الحرفة على مهارة وحرفية عدد من الفنانين، تجتمع لمساتهم معًا لتخرج قطعة فنية واحدة غاية في الروعة والجمال: "الأرابيسك هو الخرط الذي يوجد في المشربية وكان بارزًا قديمًا بشرفات ونوافذ القصور والمنازل وقطع الأثاث ومنابر المساجد، والحرفة بكل تفاصيلها ومراحلها، تشمل مهن النجارة، والخرط، والتطعيم بالصدف، مشيرًا إلى أن قديمًا وقبل ظهور المواتير كانت الخراطة تتم على المخرطة القوس، وكان الخراط يعتمد فيها على حركة يديه وقدميه، لذلك الخرط القديم أغلى من الحديث".

ورشة صناعة الأرابيسك
يغلب على منتجات "الشغل العربي" طابعًا تراثيًا، يظهر في الخامات المستخدمة والأشكال الزخرفية والهندسية المحفورة عليها سواءً بالصدف أو الأرابيسك: "نعتمد في عملنا على خامات عديدة فاخرة وغالية الثمن، منها العظم الجملي، وأخشاب الأبنوس والورد والجسترك، نستخدم الأخشاب القديمة لمتانتها وجودتها وقدرتها الكبيرة على التحمل"، مؤكدًا: "إن ماكنش خشب قديم ماينفعش لإن الجديد بيضرب إنما الخشب القديم عايش".

أقدم نجار عربى.. فى صناعة الأرابيسك
وبينما كان يمسك بقطع من الأرابيسك وأخرى من الصدف جاهزة لتعشيقها في طاولة خشبية، أوضح "جلال"، أن مراحل التصنيع تبدأ بصناعة النجار لهيكل المجسم المطلوب سواء طاولة أو صندوق أو كرسي، والأرابيسك عبارة عن قطع خشبية ذات أنماط هندسية متداخلة، يشكلها الخرًاط على طريقة العاشق والمعشوق، والصدف خامة من الطبيعة يحولها الصدفجي إلى قطع هندسية صغيرة الحجم، وكلاهما يستخدمان في تزيين وتجميل المجسم الخشبي، مشيرًا بإصبعه إلى طاولة خشبية سداسية، جمع فيها قطعًا من الصدف، والأرابيسك، وعظم الجمل، وخشب الأوسترك، وبجاورها صندوق العروس، تلك القطعة الفنية التي كانت تستخدم قديمًا في عهد الخديوي، لتجميع مستلزمات العروس من ملابس وأقمشة وهدايا ومجوهرات ثمينة".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.