كاتبة وصحفية أردنية 6/4/2025–|آخر تحديث: 6/4/202505:53 PM (توقيت مكة) في غزة، أو في أي بقعة من فلسطين، لم يعد متاحًا لك أن تدّعي رغبتك بالسلام أو التعايش، فحتى لو رفعت رايته، فلن يشفع لك ذلك. أن تكون فلسطينيًا اليوم يعني أن تُحشر بين خيارين لا ثالث لهما: الرحيل أو الفناء. لم يعد مسموحًا لك أن تعيش، لا مستسلمًا ولا مقاومًا، فالمطلوب شيء واحد وواضح: إفراغ هذه الأرض من وجودك، وطمس كل رواية تحمل تاريخك. هذه هي الرسالة التي تكرّسها إسرائيل، مدعومةً بالولايات المتحدة علنًا، فيما لا تزال بعض الدول العربية تقف في المنطقة الرمادية، حتى وإن سمعت صيحات الأطفال والنساء تحت النيران ورأت رؤوس الأطفال المقطعة وأشلاء الأبرياء متناثرة، لا يعنيها، طالما أن المعركة خارج عتباتها. ففي غضون 48 ساعة فقط، تصاعدت حدّة القصف الإسرائيلي على غزة وسوريا ولبنان، ترافقها سياسة ابتلاع الأراضي بحجة توسيع المناطق العازلة، ناهيك عن قصف اليمن، ذاك المشهد لا يقبل التأويل: هذه ليست معركة شعبٍ بعينه، ولا قضية تأمين حدود، بل معركة وجود، معركة الأمة بكاملها. فلم يعد الانبطاح ملاذًا ولا الهروب خيارًا وقد اقتربت ساعة المواجهة. المعركة المؤجلة الكل يدرك أن إسرائيل لم تكن يومًا راغبة في السلام، ولم يكن حل الدولتين سوى سراب تسوّق له لتكسب…