ما زالت الأسواق الأمريكية تعيش تحت تأثير صدمة التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب ما يجعلها عرضة لأسبوع آخر من الاضطرابات المحتملة، حيث تسببت تداعيات الحرب التجارية الشاملة في جعل المستثمرين في حالة توتر عقب أسوأ أسبوع للأسهم الأمريكية لم تشهد مثله منذ بداية كورونا قبل 5 سنوات.
وفي ظل هذه الظروف المضطربة سيكون المستثمرون في حالة ترصد لأي علامات تشير إلى أن سوق الأسهم ربما تقترب من القاع، على المدى القصير على أقل تقدير، بعد أن هزت الرسوم الجمركية أسعار الأصول العالمية الأسبوع الماضي.
وسجل المؤشر القياسي «إس آند بي500» أكبر انخفاض أسبوعي له منذ مارس 2020، واختتم مؤشر ناسداك المركب يوم الجمعة بانخفاض بأكثر من 20% عن أعلى مستوى قياسي له في ديسمبر، ما يؤكد أن المؤشر المعبأ بأسهم التكنولوجيا يوجد في سوق هبوطية.
واختتم مؤشر داو جونز الصناعي الأسبوع منخفضاً بأكثر من 10% عن أعلى مستوى قياسي سجله في ديسمبر، ما يمثل تصحيحاً له.

مخاوف الركود

ربما يكون هناك المزيد من التقلبات قبل الموعد النهائي الذي حدده ترامب في التاسع من إبريل/نيسان لفرض رسوم جمركية متبادلة على العالم، بعد أن أدى إعلانه يوم الأربعاء الماضي عن الرسوم إلى انخفاض حاد في الأسواق، ما أثار المخاوف من حدوث ركود عالمي.
ويرى المستثمرون أن الأمر غامض للغاية ولديهم تساؤلات كثيرة حول الرسوم الجمركية، والرسوم الجمركية الانتقامية، وإلى ما ستؤول إليه الأمور.
ومع التراجع الحاد في نهاية الأسبوع انخفض المؤشر «إس آند بي» بأكثر من 17% عن أعلى مستوى إغلاق تاريخي له في 19 فبراير، وفي اليومين التاليين لإعلان ترامب عن الرسوم الجمركية خسرت شركات المؤشر حوالي 5 تريليونات دولار من قيمتها السوقية، وهو أكبر قدر على الإطلاق خلال يومين، بحسب بيانات بورصة لندن.
ويرى الخبراء أن هذا النوع من التراجع ربما يهز الثقة ويؤدي إلى ضعف النشاط الاقتصادي.
وبالفعل خفض المستثمرون توقعاتهم الاقتصادية وتوقعات الأرباح حيث رفع محللو «جيه بي مورغان» توقعات حدوث ركود عالمي هذا العام إلى 60% من 40% متوقعة سابقاً.
ومن المتوقع أن تشكل الرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب أكبر عائق تجاري منذ أكثر من قرن، بما في ذلك تعريفة أساسية بنسبة 10% على جميع الواردات ورسوم مستهدفة أعلى تفرض على عشرات البلدان.

ردود أفعال

تصاعدت المعركة التجارية يوم الجمعة عندما ردت الصين بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 34% على السلع الأمريكية.
وعلق بعض المستثمرين آمالهم على أن يتفاوض ترامب خلال الأيام المقبلة على اتفاقيات مع دول تُلغي بعض الرسوم الجمركية بينما شكك آخرون في إمكانية تقديم ترامب أي تنازلات.
ورغم فرصة ترامب لتغيير مساره فإن استراتيجيو «سيتي جروب» قالوا في مذكرة يوم الجمعة إن بعض الضرر ربما يكون قد لحق بالفعل بثقة المستهلكين والشركات، بغض النظر عن نقطة النهاية التي سيتم الاتفاق عليها.
ومن علامات المشهد الاقتصادي القاتم أن سجل «مؤشر الخوف» أعلى مستوى إغلاق له منذ إبريل/نيسان 2020؛ وهو مقياس قائم على الخيارات لقياس قلق المستثمرين.
ووصلت المشاعر السلبية في استطلاع أجرته «جمعية المستثمرين الأفراد الأمريكية» إلى 61.9%، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 2009 خلال الأزمة المالية.

أداء الأسهم

في ظل غموض التوقعات بشأن الرسوم الجمركية يخشى المستثمرون من خبو التوقعات المالية مع بدء الشركات الأمريكية إصدار تقاريرها الفصلية خلال هذا الأسبوع.
ومن المتوقع أن ترتفع أرباح «إس آند بي500» بنسبة 7.8% في الربع الأول مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لمؤشر بورصة لندن.
ومن الشركات التي من المقرر أن تقدم تقاريرها هذا الأسبوع البنوك الكبرى جيه بي مورغان وويلز فارغو والمقررة في 11 إبريل.
وخفض الخبراء توقعاتهم لأرباح «إس آند بي» في عام 2025 وقالوا إن هناك الكثير من عدم اليقين في الوقت الحالي، فيما يتعلق بتوقعات الأرباح.
وحذر آخرون من أن عمليات البيع في السوق والتشاؤم المتزايد قد يعنيان انخفاض سقف الأخبار التي من شأنها دعم الأسهم.

أسعار الفائدة

سيصدر يوم الخميس تقرير مؤشر أسعار المستهلك الشهري ومن المتوقع أن يسهم أيضاً في تحديد خط الأساس للتضخم في الولايات المتحدة قبيل تأثير الرسوم الجمركية والتي من المتوقع على نطاق واسع أن تضيف إلى ضغوط التسعير.
وقد أخذ المستثمرون في الاعتبار المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام في أعقاب الإعلان عن التعريفات الجمركية، حيث شكلت العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي 100 نقطة أساس من التيسير هذا العام، وفقاً لبيانات بورصة لندن.
وقال رئيس «الفيدرالي»، جيروم باول، يوم الجمعة، إن الرسوم الجمركية «أكبر من المتوقع» ومن المرجح أن تكون التداعيات الاقتصادية، بما في ذلك ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو، أكبر من المتوقع أيضاً.

أبرز أحداث الأسبوع الاقتصادية بتوقيت شرق أمريكا:

الاثنين 7 إبريل
10:30 كلمة أدريانا كوغلر، محافظة بنك الاحتياطي الفيدرالي
3:00 الائتمان الاستهلاكي/ فبراير
الثلاثاء 8 إبريل
6:00 مؤشر التفاؤل الصادر عن الاتحاد الوطني للأعمال المستقلة/ مارس
8:00 كلمة ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو
الأربعاء 9 إبريل
10:00 مخزونات الجملة/ فبراير
11:00 كلمة توم باركين رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند
2:00 محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بمجلس الاحتياطي الفيدرالي/ مارس
نتائج: دلتا أيرلاينز
الخميس 10 إبريل
8:30 الطلبات الأولية لإعانة البطالة/ 5 إبريل
8:30 مؤشر أسعار المستهلك/ مارس
8:30 مؤشر أسعار المستهلك على أساس سنوي
8:30 مؤشر أسعار المستهلك الأساسي/ مارس
8:30 مؤشر أسعار المستهلك الأساسي على أساس سنوي
10:00 شهادة ميشيل بومان، محافظة بنك الاحتياطي الفيدرالي، أمام مجلس الشيوخ
10:00 كلمة جيف شميد، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي
12:00 كلمة أوستن جولسبي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو
2:00 الميزانية الفيدرالية الأمريكية الشهرية/ مارس
الجمعة 11 إبريل
8:30 مؤشر أسعار المنتجين/ مارس
8:30 مؤشر أسعار المنتجين الأساسي/ مارس
8:30 مؤشر أسعار المنتجين السنوي
8:30 مؤشر أسعار المنتجين الأساسي
10:00 مؤشر ثقة المستهلك (أولي)/ إبريل
10:00 كلمة ألبرتو موسالم رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس
11:00 كلمة جون ويليامز رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك
نتائج: بلاكروك، جيه بي مورغان، ويلز فارغو