عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

"ارفعوا أيديكم".. احتجاجات واسعة ضد "ترامب" و"ماسك"

تم النشر في: 

05 أبريل 2025, 4:08 مساءً

في خضم الأجواء الاحتجاجية المتأججة في الولايات المتحدة، تتلاقى السياسات والتحولات الكبرى، التي أحدثتها إدارة دونالد ترامب والتغييرات المؤسسية التي يقودها الملياردير إيلون موسك. ويشهد المشهد السياسي موجة احتجاجية واسعة تشمل قضايا الحكومة وتقليص النفقات، كما تتصاعد التوترات الناتجة عن القرارات الإدارية التي أثارت جدلاً واسعاً بين مؤيد ومعارض السياسات الحكومية. وتتداخل الآراء والصراعات في عرض مسرحي سياسي ينطوي على معاني تتعدى حدود السياسة الداخلية لتلامس القضايا الاجتماعية والاقتصادية والحقوق المدنية.

مظاهرات حكومية

ويخطط معارضو الرئيس دونالد ترامب والملياردير إيلون موسك للتجمع في عدة مدن ومدن الولايات المتحدة اليوم (السبت)، حيث يُستهدف معاً مجموعة من السياسات الحكومية التي أدت إلى تغييرات كبرى في هيكل الإدارة الأمريكية. من بين النقاط التي أثارت استياء المعارضين فصل آلاف الموظفين الفيدراليين وإغلاق مكاتب إدارة الضمان الاجتماعي ومؤسسات الدولة بشكل شبه كامل. ويأتي هذا التوجه في ظل إجراءات تقليص النفقات وتبني إجراءات لخفض الإنفاق العام، وهو ما يُعد محوراً أساسياً للانتقادات، التي توجهها قوى المجتمع المدني والنقابات العمالية ومنظمات الحقوق المدنية، وفقاً لـ"أسوشيتدبرس".

وتضم الحركة الاحتجاجية التي ترفع شعار "ارفعوا أيديكم" أكثر من 1,200 مظاهرة منسقة من قبل أكثر من 150 مجموعة، تضم منظومات ناشطة تتراوح بين منظمات الحقوق المدنية، والنقابات العمالية، والناشطين في قضايا المجتمع، والمحاربين القدامى، ونشطاء الانتخابات. ويُستهدف من خلال هذه الاحتجاجات المول الوطني بواشنطن العاصمة، بالإضافة إلى العديد من عواصم الولايات الكبرى، ما يجعل من الحراك احتجاجياً واسع النطاق يمتد عبر كل أرجاء البلاد، وقد تم تنظيم هذه الفعاليات في إطار حركة تدعو إلى تغيير السياسات الحكومية الرامية إلى تقليص حجم الدولة وتعديل صياغة الخدمات المقدمة للفئات المستحقة.

إجراءات مشددة

وتتفجر الاحتجاجات في ظل سلسلة من التحركات الإدارية، التي نفذتها إدارة ترامب، حيث تعمل السياسات على إعادة تشكيل الجهاز الحكومي الأمريكي بطرق جديدة، تثير مخاوف العديد من المواطنين والمؤسسات. وتشمل الخطوات المتخذة قرارات فصل الآلاف من الموظفين الفيدراليين وإغلاق الفروع الإدارية، ما يثير تساؤلات حول استدامة الخدمات الحكومية وتأثيرها على الفئات الاجتماعية الضعيفة والكبرى على حدٍ سواء. كما يُستهدف تقديم إجراءات ترحيل المهاجرين التي تذهب بعيدا عن مبادئ الإنصاف، إلى جانب التقليص الملحوظ للحمايات الممنوحة للمتحولين جنسياً، مما يضيف بعداً آخر للتحولات الجذرية في السياسات الحكومية.

ويشير الناشطون إلى أن هذه الإجراءات لا تتوقف عند حدود إعادة هيكلة الجهاز الإداري وحسب، بل تمتد لتشمل إجراءات تقليص التمويل المخصص للبرامج الصحية والاجتماعية الحيوية، مما يعمق الفجوة بين أصحاب النفوذ والطبقات الأقل تمكناً. كما يتم التركيز على التأثير المزدوج الذي يخلفه هذا التقليص على النظام الصحي والاجتماعي، حيث يُعارَض القرار من قبل النقابات العمالية ومنظمات المجتمع المدني التي ترى في هذه الخطوات تهديداً لحقوق الإنسان وأمن المعيشة.

الدور الرئيسي

ويلعب إيلون موسك دوراً رئيسياً في معترك السياسات الحكومية الحديثة، إذ يُعد المستشار الخاص للرئيس ترامب ومالكاً لعدد من الشركات العملاقة مثل تسلا وسبيس إكس ومنصة التواصل الاجتماعي اكس. برئاسة وزارة جديدة تعرف بدائرة كفاءة الحكومة، يدعي موسك أنه يسهم في توفير المليارات للحكومة من خلال تبني سبل جديدة لإدارة الأعمال الحكومية بكفاءة أكبر. وقد تسببت هذه الخطوة في بروز تساؤلات حول مدى واقعية الترشحات المستقبلية لتحسين الأداء الإداري في ظل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة.

ويرى المؤيدون أن هذه التغييرات ضرورة لضبط الإنفاق الحكومي وتحسين كفاءة الأجهزة الحكومية، بينما يرى المعارضون أنها مصحوبة بمخاطر على استقرار الخدمات الأساسية للمواطنين. وشملت الخطوات الأخيرة للإصلاح الإداري شملت ملحوظاً في الميزانيات المخصصة للضمان الاجتماعي والبرامج الصحية، وهو ما أثار موجة من الانتقادات واسعة النطاق من قبل الجهات السياسية المتعارضة.

ردود قوية

ورداً على تلك الاحتجاجات والتحركات الإدارية، قام البيت الأبيض بإصدار بيان يؤكد فيه موقف الرئيس ترامب، حيث شدد على أن حماية الضمان الاجتماعي و"ميد كير" و"ميد كيد" للمتأهلين هي أولوية قصوى لنظامه الإداري. وقد اتخذ البيان موقفاً واضحاً في مواجهة الانتقادات، مطالباً بأن تبقى الدعم المالي لهذه البرامج دون المساس بكيانها الوطني. في المقابل، وصف النقاد أن ما يروج له سياسياً من إنقاذ للمستحقين هو في الواقع محاولة لإغراق البرامج الاجتماعية بالعبء المالي، ما قد يؤدي إلى تدهور مستوى المعيشة خاصة لكبار السن.

وعلى صعيد آخر، اتهمت الأطراف المؤيدة لترامب الديمقراطيين بمحاولة توسيع نطاق الفوائد الاجتماعية بشكل غير مبرر، مما يستهدف إدخال أجانب غير شرعيين في نظم الرعاية الصحية والاجتماعية. وتأتي هذه البيان كرد فعل مباشر على جهود المعارضة التي اعتُبرت بمثابة محاولة لتغيير النظام الإداري بأكمله، رغم تحذيرات خبراء الاقتصاد والمحللين السياسيين حول المخاطر المترتبة على مثل هذه السياسات في ضوء الأزمات الاقتصادية الوشيكة.

وتتجلى في هذه الأحداث السياسية المتلاحقة ملامح صراع عميق يعكس انقسامات سياسية واجتماعية كبيرة داخل المشهد الأمريكي، حيث تتصارع رؤى متعارضة حول مستقبل الدولة وأولوياتها في ظل ضغوط اقتصادية واجتماعية متزايدة. ويدعو هذا الوضع إلى إعادة النظر في السياسات الحكومية مع التزام شفاف بتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الخدمات الأساسية لكل فئات المجتمع، مما يبقى التحدي الأكبر للمسؤولين في أمريكا في الفترة القادمة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا