في الجزء الأول من المقال شرحنا بعض الأسباب التي قد تكون وراء تسعير Switch 2 بسعر 450 دولاراً، أما في هذا الجزء سنتحدث عن رأي المحللين والخبراء في أسباب ارتفاع سعر ألعاب سويتش 2؟ وكذلك سنناقش من قد يشتري الجهاز والألعاب بهذا السعر؟

ما هو سبب رفع أسعار ألعاب الجهاز مثل Mario Kart World؟

الآن ربما تفهمنا سبب تسعير سويتش 2 بهذا السعر لكن لماذا رفعت نينتندو سعر لعبة Mario Kart World إلى 80 دولاراً؟ البعض توقع بأن تكون نينتندو وبسبب التعريفات الجمركية الأمريكية لم ترغب في رفع سعر بشكل كبير جدًا، لذا كانت اللعبة الرئيسية الأغلى ثمنًا هي الحل لتعويض التكاليف؟

جزئياً. خلص الخبراء إلى حد كبير إلى أن التعريفات الجمركية ربما لعبت دورًا في ذلك، حيث أشار مات بيسكاتيلا، المحلل في شركة Circana، إلى أن تسعير اللعبة الأعلى كان نوعًا من التدقيق المستقبلي من جانب نينتندو. ”بينما يمكن دائمًا خفض أسعار أي منتج بمرور الوقت، إلا أنه من الصعب للغاية والمؤلم رفع أسعار منتج ما بمجرد الإعلان عنه أو إصداره.

هذه مجرد تكهنات خاصة بي، ولكن من السهل تفسير هذا التسعير بمحاولة التحفظ في ظل ظروف السوق الفوضوية الحالية“.

بحسب الخبير ماكويرتر قد تكون نينتندو تستغل لحظة حرجة من التغيير في صناعة الألعاب لتختبر ما يمكن أن يتحمله السوق فيما يتعلق بتسعير الألعاب. وهي تستخدم أكثر سلاسل ألعابها نجاحًا على الإطلاق في تلك التجربة، لأن نينتندو تعلم أنه إذا كانت أي لعبة يمكن أن تنجح بهذا السعر، فهي لعبة ماريو كارت. وإذا لم تنجح، يمكنها اللجوء إلى تخفيض السعر، إما بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال طرق مثل اشتراكات Nintendo Switch Online.

قال فان دريونين شيئًا مشابهًا، مضيفًا:

”يتماشى التوقيت مع الزيادات التدريجية في أسعار الصناعة الأوسع نطاقًا للمحتوى المتميز، كما رأينا مع ناشرين آخرين ينتقلون إلى 70 دولارًا للألعاب الأساسية. قد تتخطى Nintendo هذه الخطوة الوسيطة على اعتبار أن الجمهور الضخم المترقب للعبة Mario Kart الجديدة سيتحمل سعرًا أعلى لما يبدو أنه تجربة موسعة بشكل كبير مقارنة بالأجزاء السابقة.“

كما أشار ماكويرتر أيضاً إلى أن هذه التكلفة المرتفعة لـ Mario Kart World لا يمكن أن تكون فقط للتخفيف من بعض الأمور مثل الرسوم الجمركية أو تكاليف التصنيع، بل يمكن أن تساعد أيضاً في موازنة التكاليف الأخرى غير المرئية. هناك تكاليف التصنيع الخفية مثل ذاكرة فلاش NAND ثلاثية الأبعاد من المورد Macronix التي يشتبه الخبراء في أن نينتندو تستخدمها في بطاقات ألعاب Switch 2 وهي باهظة الثمن. وهناك أيضًا تكلفة نقل العديد من عناوين الطرف الأول إلى Nintendo Switch 2، والبطء الذي ستشهده المنصة في السنوات الثلاث الأولى عندما تصل ألعابها الحصرية الرائجة إلى جمهور أقل بكثير مما كان متاحًا في Nintendo Switch.

طرح خبراء آخرون عوامل أخرى. حيث أثار هاردينغ-رولز نقطة مقنعة حول عدم سعي نينتندو إلى تحقيق الدخل من المشتريات داخل اللعبة بشكل كبير، والحاجة إلى حساب التضخم بطريقة ما. وأضاف:

”لدى نينتندو تاريخ طويل في تسعير الألعاب بسعر أعلى من المنصات الأخرى عند طرحها في السوق في وقت متأخر عن المنصات الأخرى – في هذه الحالة PS5 و Xbox Series. أتذكر في الماضي كانت عناوين N64 أكثر من عناوين PS1 على سبيل المثال. ويرتبط بعض ذلك بتكلفة السلع، لكن نينتندو تحب أيضًا اتباع نهجها الخاص وتسعيرها بناءً على تقديرها الخاص للقيمة.“

كما أشار ريس إليوت، محلل الألعاب في Alinea Analytics، إلى التباين في التسعير المادي والرقمي، والذي لا يزال مجرد شائعة في الولايات المتحدة ولكن تم تأكيده في المملكة المتحدة ومناطق أخرى. ويشير إلى أن هذه ستكون خطوة واضحة من Nintendo لدفع المستهلكين نحو الألعاب الرقمية، خاصةً عندما تقترن ببطاقة الألعاب الافتراضية التي تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي.

أخيرًا، طرح المحلل سيركان توتو رأياً مثيراً للاهتمام حول هذه النقطة حيث وصف القفزة من ألعاب بسعر 60 دولارًا إلى لعبة ماريو كارت وورلد بسعر 80 دولارًا بأنها “جريئة جدًا”. كان شرحه موجزًا ​​وموجزًا:

“قد تلعب الرسوم الجمركية دورًا، لكنني أعتقد أن الأمر أبسط بكثير: تفرض نينتندو هذا السعر لأنها تشعر أنها قادرة على ذلك وأن الناس سيدفعون.”

من سيشتري؟

اتفق جميع المحللين على أنه على الرغم من أن أسعار نينتندو سويتش 2 وماريو كارت وورلد تُمثل صدمةً بعض الشيء، إلا أنها لن تؤثر على مبيعات الجهاز. على الأقل… ليس في البداية.

قال بيسكاتيلا: “بناءً على ما نراه في السوق، من المرجح ألا تتأثر قرارات الشراء للأسر ذات الدخل المرتفع أو الميسورين بهذا السعر”. “وبالطبع، لدينا عشاق متحمّسون لا يكترثون بالأسعار، وسيفعلون أي شيء للحصول على سويتش 2 عند إطلاقه. لذلك، ونظرًا لمحدودية الكميات التي ستتوفر خلال عام الإطلاق، لا أتوقع أن يؤثر هذا السعر سلبًا على مبيعات العام الأول.

سيأتي الاختبار الحقيقي في العام الثاني، حيث من المرجح أن يصبح العرض متاحًا بسهولة أكبر، وسيُجبر السوق المستهدف على الاتساع. لذا، علينا أن ننتظر ما سيحدث خلال الأشهر التسعة إلى الاثني عشر القادمة.

كان رد ماكويرتر مشابهًا، إذ قال إن توقعات أومديا الحالية تشير إلى أن مبيعات نينتندو سويتش 2 ستتجاوز مبيعات سويتش الأصلي بستة ملايين وحدة بحلول نهاية عام 2028.

وافق فان دروينن إلى حد كبير على هذا الرأي، مضيفًا أن ارتفاع أسعار الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية الأخرى من المرجح أن يجعل هذا التحول أقل إزعاجًا للمستهلكين مما كان ليكون عليه لولا ذلك. وقال:

“مع سعر جهاز بلاي ستيشن 5 برو البالغ 700 دولار أمريكي، وأجهزة الألعاب المحمولة المتميزة التي تتراوح أسعارها بين 549 دولارًا أمريكيًا فأكثر، تبدو أسعار نينتندو معقولة نسبيًا بالمقارنة”.

وتوقع فان دروينن بيع ما بين 12 و15 مليون وحدة من جهاز نينتندو سويتش 2 خلال أول 12 شهرًا من طرحه في السوق، مشيرًا إلى أن التوافق مع الإصدارات السابقة عامل مهم من شأنه أن يعزز تبني الأجهزة.

كان لدى توتو رأي مختلف قليلاً. فبينما يعتقد أن سعر الأجهزة سيكون مقبولاً لمعظم المستهلكين، فإن ارتفاع أسعار الألعاب إلى 70 أو 80 دولارًا أمريكيًا يُعدّ أمراً منفراً ومزعجاً للكثيرين خاصةً لشريحة من جمهور نينتندو المستهدف.

وقال:

“في السنة الأولى، لن تُحدث هذه الأسعار فرقًا كبيرًا، فهناك جمهور يشتري كل ما تقدمه نينتندو، مهما كان، ما يُقلقني هو ما إذا كانت نينتندو ستتمكن من الوصول إلى الجمهور العام على نطاق واسع لاحقًا، أي العائلات التي قد تكون ميزانياتها للترفيه محدودة في ظل اقتصاد اليوم. من الواضح أن نينتندو تراهن على قبول الناس لارتفاع الأسعار كأمر طبيعي بحلول ذلك الوقت”.

وأنتم ما هو السعر العادل لجهاز سويتش 2 برأيكم؟ وهل تخشون تشجع باقي الشركات الآن وفرض سعر 100 دولار لألعابها؟