عقب الجدل الذي أثارته نهاية مسلسل "لام شمسية" بسبب استخدام أغنية "اسلمي يا مصر" الشهيرة، أطلق المخرج كريم الشناوي بياناً لتوضيح الدوافع التي دفعته لاختيار هذه الأغنية للمسلسل. ورغم التفاعل الكبير الذي صاحبه القرار، حيث اعتبره البعض غير مناسب، حرص الشناوي على توضيح رؤيته وشرح مبرراته للمشاهدين.  

كريم الشناوي يوضح سبب استخدامه "اسلمي يا مصر" في نهاية لام شمسية

في بداية بيانه، أعرب الشناوي عن قناعته التامة بأن أي عمل إبداعي، بمجرد وصوله للجمهور، يصبح ملكاً للمشاهدين وتفسيره يتراوح بين قبوله أو رفضه. مؤكداً أن كل فنان يسعى للوصول لعمل يناقش قضايا محورية للمجتمع، وأنه لا يجب على صُناع العمل التدخل في التأويلات التي يطرحها الجمهور.

وأضاف الشناوي أنه فضل عدم التعليق لفترة طويلة على الجدل الذي أثارته نهاية المسلسل، حتى لا يؤثر أي رأي من فريق العمل على طريقة تلقي المشاهدين للعمل.  

الدوافع وراء اختيار "اسلمي يا مصر"  

وفيما يتعلق باختيار  "اسلمي يا مصر" لتكون في النهاية، أكد المخرج كريم الشناوي أن القرار كان نابعاً من إيمانهم العميق بالمسلسل وأهدافه. وقال الشناوي: "استخدام الأغنية كان قراراً خالصاً من صُناع العمل دون أي تدخل من جهات رقابية أو إنتاجية. لم نكن نتوقع أن يُفهم هذا الاستخدام على أنه نتيجة لضغوط من جهات رسمية".

وأوضح أن الأغنية كانت تعبيراً صادقاً عن مشاعرهم وفخرهم بإنجاز العمل، رغم التحديات الكبيرة التي مروا بها أثناء التصوير.  

وأضاف الشناوي أن المسلسل تم إنتاجه بالكامل بجهود مصرية خالصة، مع دعم مؤسسات مصرية، وهو ما جعلهم يشعرون بأن الأغنية تعبير عن امتنانهم لما تحقق في ظل الصعوبات.

وأضاف أن اختيار هذه الأغنية كان بهدف توصيل رسالة صادقة للجمهور حول واقع العمل وظروفه.  

استجابة الجمهور وتأثيره على الرؤية الفنية  

ورغم النوايا الطيبة من فريق العمل، لم يكن استخدام "اسلمي يا مصر" محل قبول من بعض الجمهور، وهو ما أشار إليه الشناوي بقوله: "أدرك تماماً أن جزءاً من الجمهور لم يرَ في هذا الاستخدام توظيفاً مناسباً".

وقد اتفق الشناوي مع بعض الانتقادات التي وجهت له بشأن الأغنية، موضحاً أن الفنان في بعض الأحيان قد يتوقع رد فعل معين، لكن ما يحدث في الواقع قد يختلف تماماً. وعلى الرغم من ذلك، أكد أنه لا يحاول التبرؤ من القرار، بل يتحمل المسؤولية كاملة عن هذا الاختيار.  

وأقر المخرج بأن لحظة اتخاذ قرار استخدام الأغنية كانت لحظة مختلطة من مشاعر الصدق والتفاعل مع العمل، مما جعلهم يشعرون أن الأغنية هي الأنسب لتوصيل الشعور الوطني المرتبط بالمسلسل.

ورغم فهمه لآراء من انتقدوا هذا الاستخدام، أصر على أن تلك كانت دوافعهم الحقيقية، ولم تكن في أي وقت من الأوقات مدفوعة بتوجهات سياسية أو ضغط من جهات رسمية.  

تطرق الشناوي إلى التفاعل الكبير الذي شهدته الحلقة الأخيرة من "لام شمسية"، حيث أشار إلى أنه لم يتوقع هذا القدر من الحماس والاندفاع من جانب الجمهور تجاه المسلسل.

وأوضح أن التفاعل جعلهم يشعرون بأنهم قد وصلوا إلى هدفهم من تقديم العمل، وهو إيصال رسالة تحمل في طياتها رسالة وطنية، وفقاً لرؤيتهم، وأن المغزى الأساسي للعمل كان محاولة إحداث تغيير في واقع المجتمع من خلال طرح موضوعات جريئة ومؤثرة.  

وأضاف أن المسلسل كان يعبر عن الواقع الاجتماعي بأبعاد نقدية، وهو ما أشار إليه خلال فترات التصوير التي كانت تثير الكثير من التساؤلات حول مدى تقبل المجتمع لمثل هذه الموضوعات، لكنهم في النهاية شعروا أن المسلسل قد نجح في فتح نقاشات واسعة حول تلك القضايا.  

"لام شمسية" يفتح باباً للنقاش الجاد  

اختتم كريم الشناوي بيانه بالإعراب عن سعادته بحالة النقاش التي أثارها المسلسل، قائلاً: "أنا سعيد جداً بحالة النقاش التي أثارها المسلسل، وآمل أن يكون قد فتح باباً لنقاشات أوسع".

وأضاف أن المسلسل ساهم في طرح مواضيع كانت محطاً للجدل في المجتمع، وفتح الطريق أمام أعمال أخرى تتناول موضوعات مسكوتاً عنها. وأكد الشناوي أنه بالرغم من أن توضيحاته قد لا ترضي الجميع، فإنه يرى أنه من واجبهم المهني توضيح دوافعهم ومبرراتهم مهما كانت النتائج.