الارشيف / فيديو / صحيفة اليوم

أيها المسكون بالقصائد والجنون


ياطفلَ الضوء.. يا سطرا من قصيدة يتلوها البحر في همسات تنساب بلذعة لا تُقاوم.. أيها القمر المسكون بالقصائد والجنون. تطلُّ من شرفات السماء كعاشق يجدل الرسائلَ دون أن ينتظرَ رداً.. كيف احتملتَ كل هذا الغيابِ الطويل، وهذا التهامس العابر بين العشاق؟
كيف بقيتَ صامتا برغم أنك أول من يسمع اعترافات الحب، وأول من يشهد الخيبات؟
يا من ترمق العيون في سكونها وتسكب الضوء على صفحاتِ الماء..
كم من امرأةٍ رفعت عينيها إليك في ليالٍ معتمة حدَّقت فيها بنظرةٍ تفيض بالحزن. كم من شاعرٍ نثر دمعه على ضوئك.
كتبَ قصيدته الأخيرة على صفحة صدرك البيضاء؟
يا عازفَ الليل..
أيها القمر الحزين.. الوحيد: أما سئمتَ من كونك رفيقَ العشاق دون أن تعشق؟
هل عييت من استماعك لكل أسرار الحب دون أن تهمس باسمٍ واحد؟
يا رسولَ الأحلام...ابقَ كما أنتَ، وجهًا نقيًا يضيء العتمة. نافذةً يهرب منها العشاق إلى مدن الخيال.كيف لم ينكسر نورُك تحت وطأة الحكايات؟ كيف ظللتَ تلمع رغم كل الآهات التي تُسرُّ إليك في ليالي الفقد، ورغم العيون التي تملأك بالرجاء ثم تغادرك فارغة؟ كم مرةٍ كنتَ الأمل الأخير لقلبٍ يترقبُ عودةَ من رحل؟ كم مرةٍ كنتَ الشاهد الصامت على وداعٍ أخير، وعلى رسائلَ لم تُقرأ، وعلى خطواتٍ أرهقها الحنين؟
أيها الواقفُ على تخوم الليل..
أما تعبتَ من تقليبِ ظلالك على نوافذ الساهرين؟ أما مللتَ من احتضان أسرارِ العابرين الذين لا يمنحونك سوى أسماءهم المكتوبة على الماء؟
أيها العابرُ بين أحلامنا..
يا أنشودةَ المسافات، يا نورا يقتات عليه العشاق في ليالي الوحدة.. لا تنطفئ.
لا تمل من حراسة الأمنيات
نهاية
صعد إليك المدمرون. داسوا على أرضك كما داسوا على رؤوس الأطفال.. فشوهوك!!
@karimalfaleh

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا