فن / اليوم السابع

علا رضوان تكتب: "ظلم المصطبة" صرخة فى وجه الظلم

ظلم المصطبة يمثل إضافة قيمة لمسلسلات 2025، حيث يأخذنا في رحلة إلى قلب المجتمع الريفي المصري، تحديدًا مدينة إيتاي البارود بمحافظة البحيرة. العمل يغوص في العادات والتقاليد الاجتماعية المتجذرة التي تحكم حياة الناس، ويقدم رؤية درامية مؤثرة للحياة في الريف. ويجعلك تصرخ كل لحظة مشاهدة هذا هو الريف المصري الذي نعرفه ونراه، الأماكن حقيقية واللهجة المحلية منضبطة ولا وجوه ملطخة بالاصباغ بما لا يتناسب مع الشخصيات، وملابس تطابق ملابس أهلنا في الريف.. هذا مسلسل صنع في الحقيقية.

ما يميز "ظلم المصطبة" هو قدرة كاتبه، أحمد فوزي صالح، على صياغة قصة تعكس الواقع بصدق. السيناريو، الذي يحمل بصمة المتميز محمد رجاء، لا يكتفي بعرض الأحداث، بل يحلل الدوافع النفسية والاجتماعية للشخصيات، ويبرز كيف يمكن للعادات والأعراف أن تكون مصدرًا للظلم والقهر.

تصوير دقيق للمجتمع الريفي: ينجح المسلسل في نقل صورة حية عن الحياة في الريف، بكل تفاصيلها، من العلاقات الأسرية المعقدة إلى الصراعات بين الأفراد والجماعات.

يقدم العمل شخصيات غنية ومتنوعة، لكل منها قصتها ودوافعها. هذه الشخصيات تجعلنا نتعاطف معها ونفهمها، حتى في لحظات ضعفها أو خطئها.

يمزج المسلسل بين التشويق الاجتماعي والحكايات الرومانسية، مما يجعله جذابًا لمختلف شرائح الجمهور. الأحداث تتصاعد تدريجيًا، وتكشف عن مفاجآت وصراعات تزيد من حدة التوتر الدرامي. السيناريو المحكم لمحمد رجاء يضمن تماسك الأحداث وتطورها المنطقي.

اسم المسلسل نفسه يحمل دلالة عميقة، فـ"المصطبة" ليست مجرد مكان للجلوس، بل هي رمز للسلطة الاجتماعية والعرفية التي تحكم حياة الناس. والمسلسل يطرح تساؤلات هامة حول هذه السلطة، وكيف يمكن أن تتحول إلى أداة للظلم والقهر.

إياد نصار، الذي يلعب دور معقد للغاية ومختلف، ويشير إلى أن جميع الشخصيات تعرضت لظلم من المجتمع، حيث تعاقبهم الأعراف وليس القانون. هذا الظلم هو ما يعبر عنه المثل الشائع "ظلم المصطبة ولا عدل المحكمة".

المسلسل يركز بشكل خاص على معاناة المرأة في المجتمعات الريفية، حيث تتعرض لظلم مضاعف بسبب العادات والتقاليد. هذه القضية الحساسة تحتاج إلى وقفة جادة ومراجعة شاملة للأعراف التي تسمح بحدوث مثل هذه الممارسات.

لا يمكن إغفال الأداء المتميز للممثلين، وعلى رأسهم إياد نصار وفتحي عبد الوهاب وريهام عبد الغفور، حيث قدموا مباراة في الإجادة كان الكسبان منها هو الجمهور، هؤلاء النجوم يجسدون شخصياتهم ببراعة، وينقلون لنا مشاعرهم وصراعاتهم الداخلية بصدق وإتقان. بالإضافة إلى ذلك، يولي المسلسل اهتمامًا كبيرًا بتفاصيل الإكسسوارات والملابس، مما يساهم في إضفاء مزيد من الواقعية على الأحداث والشخصيات.

أداء مقنع: يتميز أداء الممثلين بالصدق والعمق، حيث ينجحون في تجسيد التحولات النفسية التي تمر بها شخصياتهم. تساهم الإكسسوارات والملابس في إبراز الجانب الريفي للشخصيات، وتعكس الوضع الاجتماعي والاقتصادي لكل منها. كما أن الموسيقى وأغنية التتر غناء محمود الخطيب تستحق الإشادة.

"ظلم المصطبة" مسلسل يستحق المشاهدة والتقدير، فهو عمل درامي متكامل يجمع بين الكتابة الجيدة والإخراج المتقن والأداء التمثيلي المتميز. والأهم من ذلك، أنه يطرح قضية اجتماعية هامة ويفتح باب النقاش حول العادات والتقاليد التي يجب مراجعتها وتغييرها.. تحية تقدير وإجلال لدراما تعيد المصداقية للشاشة الصغيرة.

 

المزيد من أخبار رمضان عبر بوابة دراما رمضان 2025 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا